الاحتراف .. عقد أم فكر؟
يتغيب خالد شراحيلي عن مهمة كبرى كانت جماهير نادي الهلال تترقبها منذ زمن فيبعد عن التشكيلة ليحل مكانه حارس أقل منه في الإمكانات والقدرات في مباراة لا تقبل أنصاف الحلول، فهي الأمل والرجاء لبلوغ الحلم ولكن، يخرج الزعيم من المعترك الآسيوي بسبب ضعف البديل، فمن الذي تم عقابه الكيان وجماهيره أم اللاعب الذي عاد من جديد يقف بين الخشبات الثلاث، وكأنه لم يعمل شيئا ولم يقترف ذنبا تجاه أحلام الصغار قبل الكبار..
في جانب آخر، جماهير نادي الاتحاد تستبشر خيراً بمعسكر فريقها في جبل علي غير أنها تتفاجأ بإضراب عدد من أعمدة الفريق وامتناعهم عن دخول المعسكر ليلة ديربي جدة أمام الغريم التقليدي الأهلي، لي ذراع ومحاولة إسقاط يد الإدارة العليا، ما قد يوصف بالتمرد في وقت الحاجة وكأنها الخيانة بعينها في وقت النزال بسبب تأخر المرتبات الشهرية فكيف طاب لكم السفر والفسحة في المعسكر، ولم تمانعوا بالذهاب قبل أن تتحقق مطالبكم، تصرف سبب شرخا في العلاقة بين الطرفين كانت نتيجته هزيمة كبرى وحسرة حشرجت بها صدور العاشقين..
وفي النصر، لاعبون مستمرون في التمارين والمطالبات لا يكاد يظهر منها غير القليل غير أن الفاعلية في الملعب لا تكفي الحاجة، الهزائم تتوالى ولا غير الشكوى والبحث عن الأسباب حديث وحكاية للجماهير الصابرة، فيما هو صراع خفي بين القائد وجنود الكتيبة فمقدمات العقود المتراكمة والمتأخرات الشهرية لا تعطي قوة للقرار الذي يُرجى منه وقف حالة اللامبالاة وعدم الإحساس بالمسؤولية!!
في ظل هذا الصراع بين القدرة المالية للأندية وتعثر أغلبها عن الوفاء بالتزاماتها الشهرية من يا ترى يقف بمنتصف الطريق بين الحق المالي للاعب والجهد البدني المبذول حقيقة في وسط الملعب وهو المطلوب منه إضافة لعدم حفاظه على موهبته، فهل للنادي حق إلزامه ببرنامج يومي يضمن سلامة اللاعب وديمومة نجوميته من خلال التزامه بنهج ثابت خلال أيام الموسم الرياضي "دوام يومي تحدد ساعاته بما يشابه ساعات الموظف الحكومي"، ومن ذلك مراقبة ساعات وجوده في وسائل التواصل والسهر حتى ساعات متأخرة من الليل.
وهل ما تفعلة إدارات الأندية من إقرار عقوبة المنع والإبعاد لنجم، هي من أبرزته حتى بات مؤثرا تبنى عليه خطط المدير الفني، فلسفة إدارية تتأرجح بين الممكن والمستحيل، فهل كان للجمهور والإعلام دور كبير في تنامي ظاهرة لاعبي العقد الأول ومن بعدها تتوارى الموهبة وسط زحام سطوة الشهرة والمال والسهر وعدم تقدير العواقب المترتبة على ذلك؟ فهل يحق للنادي مقاضاة اللاعب متى أخل بشروط العقد؟ وهل يستطيع النادي أن يوقف استفادته من العقد المبرم بينهما متى شعر بهذا التلاعب والهزل من قبله؟ حقيقة العقود وتوقيعها مسألة تحتاج إلى نظر، ولا شك بأن لجنة الاحتراف مسؤولة عن توعية الجهاز الإداري في النادي في ظل عدم نجاح ما يسمى بمدير الاحتراف في الأندية بالقيام بهذه المهمة.