الصناديق السعودية للأسهم العالمية تستمر في التراجع تأثراً بمُشكلة الرهن باستثناء صناديق الصين والهند

الصناديق السعودية للأسهم العالمية تستمر في التراجع تأثراً بمُشكلة الرهن باستثناء صناديق الصين والهند

التراجع في أداء الصناديق السعودية لأسهم جنوب شرق آسيا هو السمة الغالبة وهذا يعود إلى تأثر البورصات العالمية بمشكلة الرهن العقاري والقروض مرتفعة المخاطر ولكن صناديق أسهم الصين والهند لم تكترث بهذه المشكلة وهي بالفعل كانت البورصات العاملة فيها أقل تضرراً من البورصات الغربية.

صناديق الأسهم الأمريكية

أسواق الأسهم الأمريكية ارتفعت مع بداية الأسبوع الماضي رغم القلق المُتنامي من مُشكلة الرهن العقاري والقروض مرتفعة المخاطر وكان المُتداولون بانتظار ما سيُعلنه البنك المركزي في اجتماعه الذي عقده الثلاثاء قبل الماضي، ولكن ركز البنك المركزي تركيزه على التضخم وأعلن أنه المُشكلة التي حولها تدور سياسات البنك المركزي ولم يشر بشكل مركز على مُشكلة القروض والرهن العقاري مما أحبط المُتداولين الذين بالغوا في آمالهم وظنوا أن البنك المركزي سيقوم بخفض الفائدة. وعندها رأينا عمليات البيع تزيد ومعها ترافق إعلان بنك "باريبا" الفرنسي عن تجميده أو إيقافه صناديق استثمارية يُديرها في مجال الائتمان والرهن العقاري وكان هذا كفيلاً بتزايد عمليات البيع وهبط السوق ولكن بالرغم من كل عمليات البيع فإن سوق الأسهم الأمريكية أغلقت نهاية الأسبوع الماضي على ارتفاع جيد وخاصة مؤشر ناسداك، ولعل عمليات ضخ السيولة في الأنظمة المصرفية التي قام بها البنك المركزي الأمريكي والتي فاقت 38 مليار دولار لتهدئة المُستثمرين.
إذن من الطبيعي أن يتراجع أداء الصناديق السعودية للأسهم الأمريكية مجتمعة ولكنه ليس تراجعاً كبيراً مقارنة بأداء الأسبوع قبل الماضي حيث وصلت أرباحه إلى 4.04 في المائة بدلاً من 4.9 في المائة في الأسبوع قبل الماضي عندما صدناه في التقرير السابق، ولكن عند مقارنته بأداء شهر تموز (يوليو) فإن التراجع كبير حيث بلغ أداؤه 9.5 في المائة، وأفضل الصناديق أداءً حتى الآن هو صندوق السعودي الهولندي للأسهم الأمريكية حيث حقق 9.6 في المائة متقدماً عن أدائه في الأسبوع قبل الماضي ولكنه متراجع عن أفضل أداء حققه في تموز (يوليو) وكان 13.7 في المائة يليه صندوق الأهلي التجاري محققاً 6.8 في المائة.

صناديق الأسهم الأوروبية

امتد الخوف إلى أسواق المال الأوروبية وأكبر دليل هو التحرك الذي قام به البنك المركزي الأمريكي بضخ سيولة نقدية في أنظمته المصرفية وعلى دفعات حيث وصل مقدارها إلى أكثر من 83 مليار دولار، ومع هذا هبطت أسواق الأسهم الأوروبية بشكل قوي علمً بأنها بدأت الهبوط قبل بدء أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة، وتركيز البيع كان بشكل كبير موجه نحو أسهم شركات القطاع المصرفي حتى بنك ABN Amro الذي سيتم الاستحواذ عليه تعرض لانخفاض قيمة سهمه بنسبة 11 في المائة نتيجة موجة الرعب لتي أصابت المُستثمرين في أسهم القطاع المصرفي، وأكثر الأمور اللافتة في أسواق الأسهم الأوروبية هو انخفاض سوق لندن ومؤشره "فوتسي 100" يوم الجمعة الماضي بما يزيد على 200 نقطة وكل هذا بسبب أسهم القطاع المصرفي الذي انهال المُستثمرون بيعاً في أسهمه نتيجة أزمة الرهن العقاري الأمريكي والقروض مرتفعة المخاطر.
مُنيت الصناديق السعودية للأسهم الأوروبية بخسائر قوية منذ أن حققت أرباحاً مجتمعة بنسبة 15.32 في المائة حيث هبط أدائها إلى ارتفاع بنسبة 8.23 في المائة فقط في آب (أغسطس) والسبب واضح، معظم الصناديق هبط أدائها تحت العشرة في المائة ما عدا صندوق العربي الوطني لأنه لم يُحدث أداءها منذ بداية آب (أغسطس) ويبقى أن الأفضلية حتى الآن هي لصندوق الأهلي التجاري الذي بلغت أرباحه 9.3 في المائة علماً بأن أرباحه حتى نهاية تموز (يوليو) كانت 16.7 في المائة، ومن بعده صندوق "ساب" بتحقيقه 9.1 في المائة.

الأسواق الآسيوية

أسهم القطاع المصرفي الآسيوي لم تكن بمنأى عن أزمة السيولة والائتمان العالمية ولجأ المُتدلون إلى بيع أسهم شركات هذا القطاع نتيجة قلق المُستثمرين فرأينا هبوطا في أسهم مجموعة "ميتسوبيشي يو إف جي" المالية اليابانية وبنك "ماكياري" الأسترالي ومجموعة DBS القابضة المالية السنغافورية، وقد نهجت البنوك المركزية في آسيا نهج الغربية في ضخ السيولة حتى تتم تهدئة القلق العالمي فاليابان ضخت أكثر من ثمانية مليارات دولار وبنك أستراليا المركزي ضخ ما يزيد على أربعة مليارات دولار ويرى بعض المُحللين أن أسواق الصين و"هونج كونج" وتايوان ستكون أقل تأثراً بمشكلة الرهن والائتمان العقاري ولكن ما تتعرض له أسواق الأسهم الآسيوية من هبوط هو نتيجة الضغط النفسي الذي يعيشه المُستثمرون.

صناديق الأسهم اليابانية

وتراجعت أرباح اليابانية إلى 0.3 في المائة في آب (أغسطس) بعد أن كانت 2.27 في تموز (يوليو) ولكن الصناديق اليابانية لا غبار عليها فهي بين مدّ وجزر دائم، وأفضلها أداءً صندوق ساب الذي بلغت أرباحه 1.7 في المائة بينما ومن بعده صندوق سامبا بتحقيقه 0.8 في المائة بينما أغفلنا صندوق العربي الوطني لأنه آخر سعر لوحدته تم إعلانه هو بتاريخ الأول من أغسطس وهو تاريخ متأخر، ويتضح من أداء الصناديق ضمن هذه الفئة أن نصفها خاسر ونصفها سجل أرباحاً.

صناديق أسهم جنوب شرق آسيا

حتى الصناديق السعودية لأسهم جنوب شرق آسيا ذات السمعة والأداء القوي لم تقف عصية على هبوط البورصات بسبب مشكلة الرهن والقروض السكنية مرتفعة المخاطر وانخفضت أرباحها عن الأسبوع قبل الماضي من 22.5 إلى 19.98 في المائة في آب (أغسطس) ولكن مقارنة بأداء شهر تموز (يوليو) فإن الهبوط أكبر حيث وصلت الأرباح في تموز (يوليو) إلى25.74 في المائة، وأفضل الصناديق أداء هو صندوق الرياض الذي حقق أرباح بنسبة 34.4 في المائة في أغسطس ولكنها أقل من أرباح تموز (يوليو) التي كانت 44 في المائة ولن نأخذ في الاعتبار صندوق العربي عند المُفاضلة ذلك أن سعر وحدته المُعلن هو حتى أول يوم من آب (أغسطس) وهو تاريخ أقدم من الذي أعلنته باقي الصناديق كالعادة.

صناديق الأسهم الصينية والهندية

هبوط طفيف الذي أصاب صناديق أسهم الصين والهند عند المقارنة بأداء الأسبوع قبل الماضي حيث وصل إلى 24.83 بينما كان الأسبوع قبل الماضي 26.9 في المائة ولكن ما يُبهج الصدر أنه عند مقارنتها بأدائها حتى نهاية تموز (يوليو) فإن أدائها ارتفع من 23.3 في تموز (يوليو) والأفضلية هي لصندوق "ساب" الذي بلغت أرباحه 29.5 في المائة وجدير بالذكر أن أفضل أرباحه كانت في تموز (يوليو) وهي 33.6 في المائة يليه صندوق "ازدهار" لأسهم الصين من مجموعة سامبا مُحققاً 25 في المائة وجميع الصناديق تراجع أدائها مقارنة بأدائها في الأسبوع قبل الماضي ما عدا صندوق الراجحي لأسهم الصين والهند ارتفع من 18.4 إلى 20 في المائة.

الأكثر قراءة