«مدني مكة المكرمة»: البلاغات لا تذكر .. ومختص : أمطار جدة خالفت التوقعات
أكد لـ”الاقتصادية” الرائد نايف الشريف المتحدث الرسمي باسم الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة، أن غرفة العمليات بالمنطقة لم تستلم بلاغات مختلفة عن الأيام العادية، وغالب البلاغات التي وصلت كانت التماسات بسيطة تم تمريرها للمختصين، الذين باشروها وتم حلها، مشيرا إلى أن فرق الدفاع المدني انتشرت في العاصمة المقدسة في وقت مبكر استعدادا لهطول الأمطار التي كانت ما بين المتوسطة إلى القوية على بعض الأحياء.
من جهته، قال لـ"الاقتصادية" الدكتور مازن عسيري أستاذ الأرصاد بكلية الأرصاد وحماية البيئة بجامعة الملك عبد العزيز، إن الأمطار التي شهدتها العاصمة المقدسة تأتي في ظل ظاهرة "النينو"، التي عمت جنوب الجزيرة العربية، وجاءت مكة المكرمة ضمن هذه الحالة، مبينا أن جدة خالفت التوقعات، حيث جاءت في طرف الحالة.
وأشار إلى أن الظاهرة جاءت هذا العام بشكل قوي جدا، ومن المعتاد عندما تشتد هذه الظاهرة أن تكون مصحوبة بأمطار شديدة على المنطقة التي تمر بها.
#2#
وأرجع عسيري قوة الأمطار إلى البيئة المناسبة التي وفرتها ظاهرة "النينو"، التي أدت إلى تكون سحب ركامية، لافتا إلى أن أقوى ظاهرة "نينو" مرت بها المملكة كانت في عام 1998.
وتوقع أن تكون ظاهرة "النينو" في العام المقبل، ضعيفة، مؤكدا أن سرعة الرياح خلال هطول الأمطار لم تتجاوز 40 كيلومترا، وأن الخلايا السحابية ظهرت بشكل فردي في عدد من مناطق المملكة، حيث كانت على مكة المكرمة والطائف البارحة الأولى، وبالأمس كانت على مكة المكرمة، والباحة، وشرق المرتفعات الجبلية، موضحا أن الخلايا السحابية جاءت نتيجة للحزام السحابي الذي مر على المملكة.
وكانت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة قد أعلنت عن حالة التنبيه المتقدم التي صدرت من نظام الإنذار المبكر، محذرا من هطول أمطار متوسطة وغزيرة على كل من عرفات، ومكة، والطائف، والهدا، وأم الزلة والأجزاء المجاورة مصحوبة بنشاط في الرياح السطحية مع تكون سحب رعدية.
كما حذر النظام من استمرار هطول أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة مصحوبة بزخات من البرد مع هبوب رياح نشطة تحد من مدى الرؤية الأفقية.
بدورها، رفعت مديرية الشؤون الصحية في منطقة مكة المكرمة حالة الطوارئ في مستشفيات العاصمة المقدسة، نتيجة موجة هطول الأمطار التي تشهدها المنطقة اليومين الماضيين.
وكان الدكتور مصطفى بلجون المدير العام للشؤون الصحية في منطقة مكة المكرمة، قد وجه البارحة الأولى، كل الجهات الصحية ممثلة في المستشفيات والمراكز الصحية في منطقة مكة المكرمة، برفع حالة الطوارئ نتيجة لموجة الأمطار التي تشهدها منطقة مكة المكرمة.
وأوضح عبدالوهاب شلبي، مدير العلاقات العامة والإعلام الناطق الرسمي بصحة منطقة مكة المكرمة، أن المدير العام شدد على ضرورة تعزيز أقسام الطوارئ في المستشفيات بالكوادر الطبية والتجهيزات اللازمة وسيارات الإسعاف، ووضعها في حالة استعداد لأي طارئ قد يحدث من جراء الأمطار المتوقعة.
وقال إن توجيه المدير العام تضمن كذلك الاستعداد التام والجاهزية لاستقبال الحالات المتوقعة من جراء هطول الأمطار، مؤكدا وجود تواصل بين مديري المستشفيات وإدارة الطوارئ للحالات الطارئة والحرجة، مفيدا بأن إدارة الطوارئ والأزمات جاهزة وتعمل على مدار الـ24 ساعة للتنسيق، ونقل الحالات الطارئة إلى المستشفيات التي أنهت استعداداتها للحالات الطارئة كافة.
وكثفت بلدية المعابدة الفرعية في مكة المكرمة أعمال النظافة العامة بشوارع وميادين وأحياء المنطقة، وشكلت البلدية فرقة للكنس اليدوي داخل الشوارع الداخلية والممرات وكذلك فرقة للكنس الآلي بالشوارع العامة والميادين وغسيل الأرصفة ومداخل المساجد.
وفي الطائف، حذرت الإدارة العامة للدفاع المدني بالمحافظة المواطنين والمقيمين من الاقتراب من مجاري السيول والأودية ومواقع تجمع المياه التي تخلفها الأمطار أثناء هطول المطر, داعية المواطنين والمقيمين إلى البقاء في منازلهم من أجل سلامتهم.
وأوضح العقيد ناصر الشريف، المتحدث الإعلامي بالإدارة العامة للدفاع المدني بالمحافظة، أنه وصل تنبيه من مصلحة الأرصاد وحماية البيئة يشير إلى تشكيلات من السحب الرعدية المرتفعة.
وبين أن المحافظة وبعض المراكز التابعة لها تشهد هطول أمطار خفيفة شملت محافظة الطائف وضواحيها والمراكز التابعة لها مثل الحويه والسيل الصغير والسيل الكبير.
من جانبه، وقف المهندس محمد المخرج، أمين الطائف، ميدانياً على تنفيذ خطة طوارئ الأمطار والسيول، ومباشرة الفرق أعمالها في مواقع التجمعات المائية، حيث انتشرت جميع الفرق المدعومة بالمضخات الثابتة والمتحركة لسحب المياه من عشرة مواقع رئيسة، وجرى رفع أكثر من 40 ألف متر مكعب من مياه السيول من شوارع الطائف، خاصة المواقع غير المخدومة بشبكات التصريف.
ووجه المخرج أعضاء اللجنة بمواصلة العمل، في ظل توقعات بهطول مزيد من الأمطار خلال الأيام المقبلة، ووضع الأفراد والآليات على أتم الاستعداد لمباشرة العمل الميداني عند هطول الأمطار.