أستراليا: محاولات خجولة لبعض المصارف لاستمالة الطلاب المسلمين

أستراليا: محاولات خجولة لبعض المصارف لاستمالة الطلاب المسلمين

تجاهل البنوك وافتقار التوعية لدى الغالبية العظمى للجاليات الإسلامية يقودان لانحسار تواجد الصرافة الإسلامية في أستراليا. ولكن هذا لم يمنع بعض أفراد تلك الجاليات من تأسيس أكبر مؤسسه اقتصادية لخدمة المسلمين. ليس هذا فقط بل قامت بعض البنوك الأسترالية بمحاولات خجولة لاستمالة الطلاب المسلمين من شرق آسيا والاستفادة منهم, ولا سيما ماليزيا, والخليج الذين يقصدونها لرفع مستوياتهم الأكاديمية. فكان أقصى ما توصلت إليه تلك البنوك التقليدية هو إنشاء حسابات خاصة لهم تفتقر إلى "حد ما", وليس تماما, إلى الفائدة.

في عام 1989، أسست الجالية المسلمة في أستراليا جمعية تعاونية بدأت بعشرة أعضاء ورأسمال قدره 17.161 دولاراً أمريكياً. وجاء تأسيس الجمعية بهدف تقديم نموذج عملي للمصرفية الإسلامية إلى الجالية الإسلامية خاصة، والمجتمع الأسترالي عامةً. كما هدفت الجمعية أيضاً إلى تزويد المسلمين في أستراليا بخدمات ومنتجات مالية بديلة لمثيلاتها التي تقوم على الفائدة الربوية.
تشتمل أنشطة الجمعية على القيام بتعاملات وإجراء صفقات مالية تستند إلى مبادئ التمويل الإسلامي. ولا تقوم الجمعية بأية معاملات تشتمل على فائدة ربوية. وتشتمل أنشطتها كذلك على توفير إطار مؤسسي لتحويل الصناديق الخيرية إلى أداة مفيدة على الصعيد الاجتماعي ومنتجة على الصعيد الاقتصادي. وتقوم الجمعية بإدارة خمسة أنواع من الصناديق هي: صناديق المرابحة، المشاركة، المضاربة، القرض الحسن, وصناديق الزكاة. وشهدت نمواً كبيراً منذ تأسيسها، وتضم حالياً أكثر من ثمانية آلاف عضو، وتبلغ قاعدة موجوداتها 30 مليون دولار أسترالي (23.09 مليون دولار أمريكي)، مقارنة مع 81.365 دولار أمريكي في عام 1991.
وتستند طريقة التمويل المتبعة لدى الجمعية إلى فتاوى مختلفة تصدر عن علماء دين مشهورين يعطون آراءهم وفتاواهم حول الحصول على تمويل يتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية في بلد غير إسلامي. وتم الحصول كذلك على رأي الأزهر في مصر فيما يتعلق بأمور محددة بشأن نموذج التمويل المستخدم في الجمعية.
وتؤكد الجمعية أن أي مؤسسة مالية ترغب في تبني منهج الصرافة الإسلامية, أن تقبل "أن الكثير من المسلمين في أستراليا أو معظمهم ليست لديهم معلومات وافية عن نظام التمويل الإسلامي. وإن تقديم تعليم غير رسمي حول هذا الموضوع هو شكل آخر من أشكال الدعوة إلى جانب كونه استراتيجية تسويقية حصيفة. وينبغي أن يكون تدريب الموظفين على الأمور الإسلامية ذات العلاقة جزءاً من عملية تطويرية مستمرة".

معضلة الطلاب الخليجيين

خالد.. هو أحد الطلاب السعوديين الذين يدرسون في هذه القارة المعزولة تقريبا من العالم. مثله مثل الطلاب الخليجيين الذين عبروا نصف الأرض للوصول إلى هناك, يعانون حاليا من معضلة إيجاد مصرف إسلامي يلبي متطلباتهم الدينية.
مصرف الكومنولث, تأسس قبل نحو قرن, ويطلق عليه الطلاب السعوديون لقب "مصرف الراجحي" لكثرة تعدد فروعه. فهذا البنك حاول استغلال هذا التدفق الطلابي من البلدان الإسلامية, فقدم لهم خدمة حساب STREAMLINE ACCOUNT، حيث بإمكان الطالب أن يفتح هذا الحساب قبل أن تطأ قدماه الأراضي الأسترالية، فحساب الطلاب هذا خال على غير العادة من الرسوم مع إمكانية حصول الطالب على فوائد بسيطة في حالة رغبة البنك في ذلك.
ويعلق خالد وزملاؤه الآمال أن تكون هذه المحاولات الخجولة مجرد بداية لمنتجات وخدمة أكثر توسعا حتى يتسنى للطلاب المسلمين الاستفادة منها.

الأكثر قراءة