"بورش" تتحدى: سنبقى الرهان الأعلى للسيارات الرياضية
على الدوام كانت سيارات بورش 911 من أشهر السيارات الرياضية في العالم، وقد احتفظت هذه السيارة على مدى العقود الماضية بطابعها المميز الذي أعطاها مكانة خاصة بين السيارات الرياضية، ومع السنين تطورت هذه السيارة بالمفهوم نفسه، وكانت من السيارات الرياضية القليلة التي توفر متعة القيادة اليومية لأصحابها. ورافق ذلك مشاركة بورشة في سباقات السيارات من خلال هذه السيارة، وكانت على الدوام تحرز المراكز المتقدمة في معظم السباقات التي خاضتها وبالذات في السباقات الأوروبية.
وعلى الدوام كانت بورشة تقدم فئات مختلفة من طراز 911 الشهير، وكانت فئة القمة طراز 911 تيربو المزود بشاحني هواء، ولكن في عام 2001 فاجأت بورشة العالم بتقديمها سيارة تحمل تسمية جي تي2، وهي تسمية كانت تشارك تحتها سيارات الشركة في السباقات الأوروبية في منتصف التسعينيات، وهذه السيارة تفوقت على طراز 911 تيربو من حيث الأداء، ولكن إنتاج هذه السيارة كان محدوداً نسبياً مقارنة بإنتاج طراز التيربو.
وبعد أن قامت الشركة أخيرا بتجديد كامل أسطولها من السيارات، تم الإعلان أخيرا عن تقديم الجيل الجديد من طراز 911 جي تي2، بعد أن تم إطلاق طرازي 911 جي تي3، و911 تيربو بالتزامن، واللافت أن هذه السيارة حافظت على ميزتها الأساسية وهي أنها أقوى سيارات الشركة من هذه الفئة.
والجيل الجديد من هذه السيارة يتميز بشكله الخارجي الشبيه بطراز 911 تيربو مع اعتماد صادم أمامي كبير الحجم مزود بفتحات تهوية توفر التبريد المناسب لمكابح السيارة، ويعمل على تسهيل حركة الهواء أسفل جسم السيارة.
وقد تم اعتماد مصابيح تنبيه جانبي تعمل بتقنية "ليد"، أما المصابيح الأمامية فهي تعمل بتقنية كزينون. الخطوط الجانبية تبرز عضلات هذه السيارة إذا صح التعبير مع اعتماد زوائد سفلية، فيما تم اعتماد فتحات تبريد خاصة بالمحرك خلف أبواب السيارة الجانبية، ومن الخلف تبرز الاختلافات التي تميز هذه السيارة ومنها مثلاً شكل الصادم الخلفي والزوائد المثبتة فيه، إضافة إلى وضعية فتحات العادم المثبتة ضمن إطار متعدد الفتحات شأنه شأن الفتحات المتعددة على زوايا صادم السيارة. وتم اعتماد عاكس هواء كبير الحجم في تقليد متبع لطراز جي تي2، حيث إن الجيل السابق اشتهر أيضاً بعاكس الهواء الخلفي الكبير، وهذا العاكس ثابت وهو بذلك يخالف ذلك المعتمد في طراز 911 تيربو الذي يتحرك بشكل أوتوماتيكي عند بلوغ سرعة معينة أو حسب رغبة السائق.
وقد تم اعتماد عجلات مصنوعة من المعدن الخفيف يبلغ قياسها 19 بوصة، وهي تتميز بشكلها الرياضي، وهذه العجلات مكسوة بإطارات مطاطية قياس 235/ 35 زي آر في الأمام، و 325/30 زي آر في الخلف.
واللافت أن التعديلات التي خضع لها شكل السيارة الخارجي أسهمت بشكل كبير في رفع أداء السيارة بنسبة كبيرة لناحية مداخل الهواء وقدرتها على توفير الهواء اللازم لنظام البخ، وكذلك قدرتها على تبريد محرك السيارة بشكل مناسب.
وبالانتقال إلى مقصورة الركاب نجد أن الشركة حرصت على توفير مجموعة متكاملة من التجهيزات لطراز 911 جي تي2، مع الحرص على إبراز الطابع الرياضي الخاص بهذه السيارة أكثر فأكثر، ويبدو ذلك جلياً من خلال اعتماد الجلد السويدي الفاخر، الذي تم اعتماده في مقود السيارة، ومقبض علبة التروس، إضافة إلى تبطين لوحة القيادة بالجلد الأصلي الذي يمتد أيضاً إلى بطانات الأبواب الجانبية، كذلك تم اعتماد ألياف الكربون في تزيين بعض مكونات المقصورة ما أضفى جواً رياضياً خالصاً لهذه السيارة.
كذلك تم اعتماد مقاعد رياضية مزودة بنظام كهربائي للتحكم بوضعيتها، إضافة إلى اعتماد نوافذ بتحكم زجاجي، كما جهزت السيارة بمكيف هواء إلكتروني يتميز بفعاليته.
وتم اعتماد نظام ملاحة متطور في السيارة، وهو مرتبط مع شاشة ملونة مثبتة في لوحة القيادة، وهذه الشاشة تستخدم أيضاً في إبراز معلومات نظام الاستماع الموسيقي المتطور والذي يعتمد على مجموعة من مكبرات الصوت الموزعة بشكل مدروس، كذلك تم تزويد السيارة بهاتف يعمل لاسلكياً ويمكن إجراء مكالمات بدون استخدام الأيدي.
وفيما يخص أداء هذه السيارة فهو يعتمد على محرك مكون من ست أسطوانات منبطحة تبلغ سعته 3.6 لتر، وهذا المحرك مزود بشاحني هواء مع تقنية VTG التي تتيح التحكم بنظام شحن الهواء ومقدار دفق الهواء وحركة مراوح نظام الشاحن، ومع هذه التقنية التي اعتمدت في طراز 911 تيربو من قبل يمكن توليد طاقة تبلغ 530 حصاناً عند سرعة دوران للمحرك تبلغ 6500 دورة في الدقيقة، أما عزم الدوران فهو هائل ويصل إلى 685 نيوتن/م يمكن الحصول عليه عند سرعات دوران متدنية للمحرك تبلغ 2200 دورة في الدقيقة.
ومن أجل متعة القيادة الرياضية الخالصة تم اعتماد علبة تروس يدوية تتكون من ست نسب أمامية، ويتم نقل الحركة إلى العجلات الخلفية على العكس من طراز 911 تيربو، الذي يعتمد على نظام دفع رباعي لنقل الحركة. ومن أجل تعزيز قدرات كبح هذه القوة العالية للسيارة فقد تم اعتماد مكابح متطورة تعتمد بالدرجة الأولى على أسطوانات مصنوعة من خليط السيراميك وألياف الكربون، وهي توفر قدرة كبح متفوقة تتعزز من خلال اعتماد نظام منع غلق المكابح من الجيل الحديث إضافة إلى نظام تعزيز ضغط المكابح وتوزيع هذا الضغط على العجلات الأربع.
وجهز السيارة كذلك بنظام تعليق متطور تدخل الإلكترونيات في صلب عمله، حيث تم اعتماد نظام إلكتروني يحمل تسمية PASM، وهو يعني نظام بورش للتحكم النشط بالتعليق، حيث يقوم هذا النظام بشكل أوتوماتيكي بتحسس أي انزلاق أو فقدان للتماسك والعمل على تصحيحه إضافة إلى تعديل درجة قساوة ممتصات الصدمات من أجل الحصول على درجات ثبات متفوقة.
في الختام، من المتوقع أن يتم تقديم هذه السيارة بشكل رسمي خلال معرض فرانكفورت الدولي الذي يقام في أيلول (سبتمبر) المقبل، وبورشة تؤكد أن هذه السيارة ستكون مثال السيارة الرياضية المتفوقة والتي تتميز أيضاً بمعدلات استهلاكها المميزة للوقود مع تسجيل 12.8 لتر لكل 100 كيلو متر، وستتوافر هذه السيارة عند وكلاء بورشة مع نهاية العام الحالي.