8سنوات من الأهانة ترويها زوجة أولى لاتزال معلقة
شوّه بعض المعددين الصورة الناصعة للتعدد من خلال بعض الممارسات الخاطئة التي تصدر منهم التي يتخللها تفاخر بعض الأزواج بقدرته على التعدد فينتج عن ذلك زيجات لا تحقق القدر القليل من النجاح, بل نجد حدوث فشل ذريع لبعضها بدوافع مختلفة منها التراجع أمام ضغوط الزوجة الأولى وزواج المسيار وغيرها من الزيجات المختلفة، يضاف إلى ذلك أسلوب التعامل والظلم لبعض الزوجات بعدم تحقيق العدلية بينهن، بعد أن تكون الزوجة قد رزقت العديد من الأبناء الذين يعيشون تحت وطأة الخلافات فتكون المعاناة كبيرة جدا في هذه الجوانب المختلفة، فكيف يمكن معالجتها واختفاء ظلم الزوجات نتيجة التعدد.
في البداية تقول أم عبد الله أنقل لكم عبر "الاقتصادية" معاناتي مع زوجي الذي تزوج علي منذ أكثر من عشر سنوات وبعد الزواج تغير علي وأصبح يهينني ويضربني, وآخر مرة كان قبل أكثر من ثماني سنوات, وذهبت إلى منزل أهلي وتركت له أبناءه وأطالب بالطلاق منذ تلك الفترة وطلبت الخلع ولا تزال قضيتي معلقة, لذلك أقول إن الزوجة إذا كان زوجها عادلا فإنها لا تأبى التعدد لكن المشكلة عدم العدل وظلم الزوجة وإهانتها, لذا فإنني أتمنى من كل زوج أن يكون عادلا إذا أراد أن يعدد ويتزوج من أخرى, وتتساءل متى يحين انفصالي عنه بعد هذه السنوات ومماطلته لي في الطلاق؟
وتقول أم عبد الرحمن إن معاناة بعض الزوجات مع الأزواج كبيرة, ولعلي أذكر لكم جانبا من معاناتي مع زوجي الذي يفضل زوجته الثانية علي ولا يعطيني حقوقي كاملة، ولم يخفف عني معاناتي إلا ابني الذي كبر وعوضني الكثير من الآلام التي عشتها, وأتمنى من كل زوج أن يعدل في الأمور الواضحة, وأما العدل القلبي فيكون مع زوجته الثانية في بيته ولكن ليس أمام الزوجة الأخرى ليحطمها.
هكذا يكون التعدد
ومن جانبه, أكد عبد الله الشهري (معدد) أهمية تحقيق العدلية في حياة المعددين وأن ذلك أمر مطلوب لأن الإخلال فيه يسهم في تردي الحياة الزوجية مع بعض الزوجات عندما تجد تفضيل بعضهن على بعض، ولا بد أن يحرص الزوج على أن يمد العلاقة بين زوجتيه حتى يكون لذلك أثر طيب بين أبنائه لأن البعد بين الأبناء من شأنه أن يكون له آثار سيئة في المستقبل, وحقيقة أنا شخصيا أحرص على هذا الجانب وألمس العلاقة الطيبة بين الأبناء والزوجات وأتمنى دوام ذلك, وهي مسألة تعود إلى توفيق الله ـ سبحانه وتعالى ـ أولا ثم حرص الزوج على هذه الأمور المهمة.
وينبه محمد العامري (معدد) على جانب مهم في التعدد وهو ضبط الزوجات وعدم السماح بتعدي واحدة على الأخرى, وأن العمل على إيجاد الألفة بينهن من شأنه أن يجنب الزوج مشكلات كثيرة, وهذا ما أحرص على تحقيقه. أما مسألة العدل بينهن فهذا أصل من أصول الزواج يجب القيام به وعلى الزوج تلافي ما قد يحدث من عواصف في الحياة الزوجية لأنه بقدر مقاومته بقدر ما يتحقق ما يريد من أمور تسهم في القضاء على هذه المشكلات.
ويشير الشيخ عصام البركاتي المشرف العام على تسجيلات البخاري الإسلامية إلى أهمية توطيد العلاقة بين أبناء المعددين فإن لذلك عواقب غير حميدة في المستقبل, إذا كانت العلاقات طيبة فإن الألفة والمحبة تسودان حياة المعددين وإذا كان العكس فيكون لذلك آثار عكسية, وكلما كانت العلاقة جيدة بين الزوجات كانت الحياة الزوجية تسير على طريق صحيح. ولا بد أن يحرص كل معدد على إعطاء كل زوجة حقوقها وإذا كان ليس له القدرة على العدل والنفقة فعليه ألا يحرج نفسه لأن لذلك آثارا سلبية في المستقبل سواء في عدم القدرة على الإنفاق عليهن إلا إذا وجد زوجات يرضين بالعيش, ونحن نحث من يستطيع الزواج ولديه القدرة على ذلك شريطة أن يعدل, وهذا جانب جاء التأكيد عليه من رب العالمين "انكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة" سورة النساء، أسأل الله للجميع التوفيق إنه ولي ذلك والقادر عليه.
توجه خاطئ
يرى الشيخ مسعود الغامدي الداعية الإسلامي, أن موضوع تعدد الزوجات كمسألة محسومة شرعا والله لا يشرع إلا ما يصلح لعباده ولنا في ذلك قدوتنا رسول, الله صلى الله عليه وسلم, والأمة التي سارت على نهجه والصحابة تبعوه على ذلك ولم يرد في الآثار الشرعية ما يردده البعض من أن التعدد يصلح لأشخاص ولا يصلح لآخرين وكأنهم يرغبون ويريدون الحجر على التعدد وقصره على نوعية محددة من الناس, بل إنهم نشطوا في إبراز سلبياته وهو توجه خاطئ, والطبيعي أن يكون التعدد سائرا بين الناس وفي ذلك ورد الحث من الله سبحانه وتعالى على التعدد, يقول تعالى : "فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة", لذا فليس من المناسب تصعيب مسلك التعدد بل إننا نخشى أن يصبح أمرا مذموما ويترسخ في أذهان رجال الأمة من خلال ممارسة أعداء الإسلام الذين يهمهم التشكيك في شرائع الإسلام وشرائع الملة وتشويهها وغيرها من السنن, كما أخشى أن يقع بعض أصحاب النيات الطيبة في شراك ما يبثه المشوهون لسنة من السنن شرعها الله وهو يعلم أنه خير لعباده, وبالتالي تصعيبها خطأ يحول بينها وبين الاستفادة منها, علما بأننا نرى في بعض المجتمعات أعدادا كبيرة من النساء فإذا لم يكن الحل التعدد وتيسيره على الناس فما الحل لدى هؤلاء؟ وأوافق البعض ممن يتحجج بعدم العدلية بأن هذا واقع حال بعض الناس لكن لا يمكن تعميمه فهناك زيجات كثيرة لبعض المعددين يعيش الأزواج والزوجات في سعادة بالغة ولكن مع هذا نحن لا نقر الحالات التي, من وجهة نظري, شاذة وتحدث من بعض الأزواج تجاه زوجاتهم وعليهم أن يعيدوا النظر في تصرفاتهم وأن يسيروا وفق المنهج الصحيح.
وفي السياق ذاته يقول الشيخ الدكتور صالح بن غانم السدلان أستاذ الدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض: إن هذا الدين حث على مشروعية التعدد يقول الله عز وجل: "فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى أن لا تعولوا) فهذه الآية حثت الرجال على التعدد وبينت أن هناك شروطا لهذا التعدد من أبرزها أن يجزم الرجل على أنه قادر على العدل كما أراد الله, جل وعلا, وأن يكون لديه القدرة على النفقة وأن يكون لديه القدرة المالية على الإنفاق وقدرة جسدية وقدرة إدارية بل من كانت لديه هذه الأمور أصبح التعدد في حقه فضيلة, أما أن يكون غير قادر ماليا فهذا يعدد ويتراكم عنده الأولاد فلا يستطيع القيام بمهام الإنفاق على الزوجات والأبناء بل إن بعضهم قد يعطي زوجة ولا يجد ما يعطي الأخرى وهذا لا يليق بالمسلم الذي يجب عليه أن يكون عادلا بين زوجاته وهو ما أمر به المولى, عز وجل, عباده وحثت عليه الآية الكريمة السابقة, فنسأل الله التوفيق للجميع والسير على هدي المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.