الإجهاز المستمر على الإرهاب
استطاعت قوات الأمن أن توقع بأحد أخطر المجرمين في نشاط الإرهاب بعد تعاون من مواطنين قاموا بالإدلاء بمعلومات عن موقع اختبائه ومن معه ممن تورطوا في الانضمام للجماعات الإرهابية التي تمارس نشاط الجريمة المنظمة الدولية والإقليمية والمحلية. ويعتبر هذا الإنجاز الأمني رصيدا يضاف إلى سلسلة من الإنجازات التي تسجل لمصلحة الوطن والمواطنين والمقيمين الذين يستشعرون اليوم دورهم الأمني في تطبيق مفهوم أن كل مواطن هو رجل أمن أيضا لأن الأمن مظلة يحتمي بها كل من يسكن في هذه الأرض المباركة.
لقد تعددت المنظمات الإرهابية التي تستهدف المدنيين والمنشآت العامة والخاصة وتستهدف الأمن والاستقرار في كل أنحاء البلاد، بل إن هذه المنظمات الدولية الانتشار تنطلق من خلال أقاليم الدول في مناطق الصراع ومنها منطقة الشرق الأوسط الذي وجدت هذه المنظمات لنفسها تمويلا دوليا واستغلالا من بعض الدول التي أصبحت مواقفها مكشوفة في تغذية الإرهاب للاستفادة منه وتحقيق أهدافها الإجرامية الطائفية. لذا فإن التعاون مع أولئك الجناة والترويج لهم والتواصل معهم وتقديم أي مساعدة لهم هو فعل إرهابي يعاقب عليه الشرع والنظام بأشد العقوبات.
إن تصنيف الجماعات والمنظمات والأشخاص الممارسين للإرهاب واضح لكل مواطن ومقيم وقد توالت التنبيهات على أن الانتماء والتعاطف مع منظمات مثل "حزب الله" و"داعش" وغيرها هو مشاركة كاملة في أهداف تلك المنظمات الإرهابية وخدمة لها ولأهدافها المعادية للإنسان والأديان والاستقرار في كل بلدان العالم خصوصا منطقة الخليج العربي التي لم يعد خافيا على أحد أن هناك ترويجا شيطانيا من فئة ضالة ومضللة تسعى للإفساد في الأرض ونشر الفوضى باسم الدين في حين أن الدين بريء منهم ومن أفعالهم.
إن هزيمة الإرهاب حتمية وفي كل مكان من وطننا الكبير فقد اندحر وانتحر من يساند تلك المنظمات أو يقف خلفها أو يفرح بما تقوم به من جرائم القتل العمد والشروع فيه وتدمير الممتلكات العامة والخاصة في الوطن، ولعل أكبر انتصار على الإرهاب هو التضامن الاجتماعي في مواجهة الإرهاب ومن يحرض عليه أو يتعاطف معه فضلا عمن يقوم بدعمه بالمال أو بالفكر فهو شريك وعضو في منظمته الظلامية المعادية للإنسان.
إن عدونا الأول هو الفكر الضال ومن يروّج له من دعاة الفتنة والضلالات التي يضعونها في ثوب الدين ليلبسوا على الناس ويخلطوا الباطل بأدلة الشرع، والشريعة بريئة منهم، بل الشريعة كلها خير وعدل وصلاح للبلاد والعباد وللحاضر والمستقبل، وفيها ما ينفي خبث الفكر المنحرف والتطرف والغلو وما يترتب عليه من إهدار للحق في الحياة وسلامة الأرواح والأبدان والممتلكات العامة والخاصة.
لقد تمت معاملة من ثبت تورطه في الإرهاب بالعدل والحكمة وإعطاء الفرصة تلو الأخرى للعودة إلى جادة الصواب، وهناك بالفعل من تاب من بعد ظلمه وأصلح وعاد إلى طريق الصواب وكانت فاتحة خير لمن يريد الخير لنفسه ومجتمعه ووطنه، ولكن هناك من أصر على الانغماس في قعر الجريمة ومارس كل الأفعال التي يعاقب عليها الشرع بأشد العقوبات وهؤلاء قد برئ منهم الدين والوطن لأنهم اختاروا طريق عدم العودة وأصبحوا خطرا دائما وداهما على كل مكونات المجتمع والدولة.