نمو الاقتصاد الأمريكي يزيد احتمال تخطي النفط حاجز 80 دولارا
تنتاب السوق مشاعر متباينة فيما يبدو تجاه احتمال تكرار فترة التقلبات التي شهدها الأسبوع الماضي أو البناء على المعدل المرتفع عند إغلاق السوق في نهاية يوم الجمعة وتجاوز حاجز 80 دولارا، والسوق في حال اندفاع يمكن أن يتجاوز سعر البرميل حتى 83 دولارا، كما يرى بعض المحللين.
ففي الأسبوع الماضي أغلق البرميل من نوع خام ويست تكساس الأمريكي الحلو الخفيف عند 77.02 دولار، أي أقل بواحد سنت عن الإغلاق القياسي في منتصف تموز (يوليو) من العام الماضي. من جانبه فإن خام برنت وصل إلى 76.26 دولار للبرميل يوم الجمعة.
هذه الاندفاعة تعود بشكل رئيسي إلى الأرقام الخاصة بالنمو في الاقتصاد الأمريكي التي جاءت أفضل مما كان متوقعا، حيث أوضحت وزارة التجارة أن الربع الثاني من هذا العام حقق نموا في حدود 3.4 في المائة، علما بأن محللي "وول ستريت" كانوا يتوقعون نموا في حدود 3.2 في المائة فقط. وبما أن الولايات المتحدة تستهلك برميلا من كل أربعة يحتاج إليها العالم كل يوم، فإن هذا يعني استمرار الطلب القوي على النفط، علما أن الشركات النفطية والمنتجين من خارج "أوبك" لا يستطيعون مقابلة الأهداف الإنتاجية التي وضعوها لأنفسهم هذا العام، ويبدو هذا واضحا من أن الإنتاج في بحر الشمال في حالة تراجع، كما أن منظمة الأقطار المصدرة للنفط "أوبك" لا تزال حتى الآن رافضة لفكرة زيادة إمداداتها للسوق وذلك خوفا من تكرار تجربة فصل الخريف الماضي عندما بدأت الأسعار تتراجع بصورة كبيرة، الأمر الذي اضطرها إلى التدخل والقيام بعمليتي خفض للإنتاج عبر اتفاقي الدوحة وأبوجا، هذا إلى جانب القناعة السائدة وسط المنظمة أن الارتفاع الحالي يعود إلى أسباب تتعلق بالتوترات الأمنية والجيوسياسية وإلى شح إمدادات المنتجات المكررة التي تحتاج إليها السوق، وليس إلى عدم توافر النفط الخام. ويعزز هذا الموقف أن الارتفاع الحالي في الأسعار لم يؤد إلى تأثير واضح في الانتعاش الاقتصادي.
من ناحية أخرى فإن النظرة إلى وضع المخزونات ووفق التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة يشير إلى نمو في حجم المخزونات من البنزين وتحسن في استغلال طاقة المصافي، لكن في الوقت ذاته هناك تراجع في المخزون من النفط الخام، وهو ما اتسق مع تقديرات وتوقعات المحللين. وتركيز الانتباه في السوق جاء على هذا الأساس فالمخزون من البنزين سجل نموا في حدود 800 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 20 من الشهر، كما أن نسبة استغلال المصافي زادت 0.7 في المائة إلى 91.7 في المائة، لكن المخزون من النفط الخام سجل تراجعا بمقدار 1.1 في المائة، وهو ما ينسجم مع تقديرات المحللين. الواردات من البنزين من جانبها سجلت زيادة بلغت 737 ألف برميل إلى 1.65 مليون، وهي بهذا تسجل رقما قياسيا.
في إطار هذا المناخ، فإن المتاعب التي تعانيها بعض المصافي خاصة والفيضانات التي ضربت أجزاء من بريطانيا والحريق الذي اشتعل في إحدى المصافي وأدى إلى إغلاقها، ستسهم في تعزيز حالة القلق من عدم توفير احتياجات السوق وتدفع الأسعار إلى أعلى من ثم، وهو الوضع المرشح للاستمرار مع تقلبات مثلما شهد الأسبوع الماضي الذي بدأت فيه الأسعار متراجعة ثم ارتفعت ثم هبطت مرة أخرى، لكن تظل هذه التحركات في اتجاه تصاعدي وفق المعطيات الحالية.