الرياض عاصمة الماضي والحاضر والمستقبل
لا تحتاج الرياض إلى أسطري المتواضعة لسرد تاريخها الكبير الذي له أثر كبير في مجريات التاريخ السياسي والاقتصادي المحلي والإقليمي والعالمي، ولا أبتكرا جديدا إذا تحدثت عن حاضرها الزاهر المتطور المفعم بالجهد والحب والعطاء الذي يلمسه سكان العاصمة وزائروها بشكل مستمر خصوصا خلال السنوات الأخيرة. والمتابع لتطورات الأحداث في العاصمة خلال العام الماضي سيجد من الحقائق ما يثلج الصدر ويساعد على التفاؤل بمستقبل مشرق لهذه العاصمة الرائعة.
ففي نيسان (أبريل) الماضي دشن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز 1800 مشروع تنموي في منطقة الرياض، تبلغ قيمتها 120 مليار ريال. وتشمل تلك المشاريع قطاعات الصحة والتعليم والإسكان والطرق والبيئة والمياه والكهرباء والصرف الصحي والاتصالات والخدمات العامة، ومشاريع التنمية والاقتصاد الحكومية والخاصة.
وخلال شهر رمضان المبارك الحالي الموافق لأيلول (سبتمبر) تابعنا بشغف نتائج اجتماعات الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض برئاسة فارس الرياض وأميرها المحبوب الأمير سلمان بن عبد العزيز، وما حمله ذلك الاجتماع من أخبار ومشاريع تنبئ بعون الله باستمرار النمو والتطور لعاصمتنا الحبيبة.
وبين نيسان (أبريل) وأيلول (سبتمبر) يتضح لنا أن أسباب التفاؤل بمستقبل العاصمة ونجاح مشاريعها بعون الله تعالى يأتي من خلال نقطتين مهمتين، النقطة الأولى هي قوة وصلابة البنية التحتية لمدينة الرياض في جميع المجالات والتي لم تكن وليدة اليوم وإنما هي اجتماع لمجهودات كبيرة تحصلت خلال سنوات الرياض الماضية في شتى المجالات، إضافة إلى التخطيط والرؤية المستقبلية لكثير من المشاريع من حيث المواقع داخل العاصمة من حيث تناسب المشاريع مع الامتداد العمراني والاستفادة من المميزات التنافسية لمدينة الرياض من حيث التوزيع السكاني وتوافر الخدمات.
النقطة الأخرى التي أرى أنها مؤشر مهم لمستقبل تلك المشاريع هو التناغم الجميل بين احتياجات المدينة ودور القطاع الخاص في تحويل الرؤية الإدارية للمدينة إلى واقع تجاري يخدم الجميع. وذلك يتضح من خلال رؤية الأمير سلمان بن عبد العزيز الذي لا تستطيع أن تذكر الرياض من دون أن يكون اسم الأمير سلمان مرادفا لكل نجاحاتها، إضافة إلى ذلك الإشراف الرائع والمجهودات المميزة من الهيئة العليا لمدينة الرياض لتطبيق تلك الرؤية والاستراتيجية لتكتمل الرؤية بتنفيذ شركات القطاع الخاص للمشاريع. وهنا نذكر أن الرؤية قد وضعت والإشراف مستمر والقطاع الخاص سيدير العملية بطريقة القطاع الخاص من الدينامكية والإنتاجية العالية على أساس تجاري تحكمه الجودة والقيمة المضافة بشكل يزيد من نسبة العائد على الاستثمار.
واليوم يساورني الشعور السنوي نفسه في هذا الوقت، أن الرياض أكثر إضاءة من لاس فيجاس ويتملكني إحساس أنها أبهى من الريف الفرنسي وأحلم أن عيدها أمتع من كرنفال جنيف. ويأتي العيد سنويا ليجعل الجميع يأخذ إجازة من مجهوده السنوي في المدينة الصاخبة، ليجعل من موسم العيد فرصة لإعادة اكتشاف الرياض المدينة ونظرة على نتائج التطوير التي تتبناها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض, وعندها فقط سندرك أن الرياض تغيرت وتطورت وأن خططها تلامس الواقع كما وصفها الأمير سلمان. وهذا العام بدأ التسويق مبكرا لعيد مختلف في مدينة الرياض وأرى أن عيدها يتطور كل عام ويأخذ طابعا جديداً كل سنة. فخلال المؤتمر الصحافي الذي عقده الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف أمين منطقة الرياض أبهجتنا خطط الأمانة لعيد هذا العام ليتعدى الترفية التقليدي إلى الترفيه الثقافي بوجود كم كبير من النشاطات ذات الطابع الثقافي وكذلك التكاتف الكبير بين القطاعات الحكومية المختلفة والمساهمة الواضحة للقطاع الخاص في دعم عيد الرياض المتجدد.
وإلى موسم آخر والرياض بخير.
وإلى عيد آخر، تقبل الله من الجميع الصيام والقيام وصالح الأعمال.. وكل عام وأنتم بخير