شكرا "إنسان"
Motasher @yahoo.com
العمل الخيري من الأعمال التي يحث عليها الدين الإسلامي وسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وعلى هذا النهج الخير تسير هذه البلاد، فالدولة والمواطنون يستجيبون وبسرعة لعمل الخير ويبذلون جهودا و مبالغ كبيرة في هذا المجال وبالذات للجمعيات الخيرية.
لذلك نحن بحاجة إلى تحديث وتطوير عمل الجمعيات الخيرية للخروج بها من حيز التقليدية والإدارة الفردية إلى حيز العمل المنظم بضوابط إدارية ومالية تساعد الجمعيات على البقاء والاستمرار في تقديم خدماتها. ففي زمننا هذا لم يعد العمل الخيري يقتصر على المجهودات الفردية والعائلية أو القبلية، خاصة وأن متطلبات الحياة أصبحت أكثر تعقيدا وتشكل تحديا كبيرا لبعض فئات المجتمع. واليوم حتى المتبرعون والذين يتطلعون لفعل الخير يحتاجون إلى طرق حديثة ومبتكرة لكي يقدمون تبرعاتهم وصدقاتهم بأسهل الطرق مع التأكيد على أنها تدار بشكل مؤسساتي وتحقق أهدافها. من هنا انطلقت فكرة لجنة التطوير وتنمية الموارد في الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بتكوين صندوق استثماري باسم "صندوق أوقاف إنسان"، والذي هو عبارة عن محفظة استثمارية يخصص رأسمالها وقفا على الجمعية ويستفاد من ريعها لكفالة أيتام الجمعية ورعايتهم وتعليمهم.
ولقد بذل الأمير فيصل بن سلمان رئيس لجنة التطوير وتنمية الموارد في الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام "إنسان" جهودا حثيثة جعلها الله في موازين حسناته، لكي يرى هذا الصندوق النور وحرص على استفتاء سماحة المفتي العام، وبالفعل أجاز سماحة المفتي العمل في هذا الصندوق وفق ضوابط تم التأكيد عليها والالتزام بها. إن مثل هذا المجهود الطيب بالتأكيد سيساعد على تطوير العمل الخيري ويسهم بتسهيل إجراءات التبرع ويعفي فاعلي الخير من تحديات تشغيل وإدارة وصيانة أصول الأوقاف، ويكتفي من يريد التبرع أو تقديم صدقة القيام بإيداع مبلغ معين في حساب موحد تابع لجمعية خيرية تدار بكفاءة عالية وتطبق أعلى معايير الشفافية والإفصاح بما يخص إدارة الاستثمار وتوزيع المعونات.
شيء طيب أن يشعر الفرد منا بأنه جزء من مجموعة تقدم كل ما بوسعها لتطوير وتنشيط العمل الخيري من خلال مساعدة الخيرين من أفراد المجتمع على تقديم العون لفئة من إخواننا المواطنين بأسهل الطرق، ومن خلال عمل مؤسساتي منظم وفاعل. لذا أنتهز هذه الفرصة لتقديم الشكر للجمعية الخيرية لرعاية الأيتام "إنسان" وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الجمعية، والذي قام بزرع أولى بذرات الخير في صندوق أوقاف "إنسان".