«اكتفاء» .. والمرجعية الموحدة للصناعة

استكمالا لدورها المجتمعي بقيادة المهندس أمين الناصر، وكوكبة من مبدعيها، نظمت أرامكو السعودية ملتقى تعريفيا ببرنامج تعزيز القيمة المضافة الإجمالية في المملكة "اكتفاء".
وقد صمم البرنامج بهدف حفز إيجاد القيمة على المستوى المحلي وتعظيم النمو والتنوع الاقتصادي على المدى البعيد لدعم الاقتصاد السعودي سريع التغير. وأعد "اكتفاء" لتشجيع زيادة الاستثمارات والتنويع الاقتصادي وإيجاد فرص عمل.
وتهدف أرامكو السعودية من خلاله إلى تحقيق معدل توطين لإجمالي الإنفاق بنسبة 70 في المائة‏، وإيجاد بيئة مواتية للأعمال من شأنها أن توفر 500 ألف فرصة عمل جديدة تناسب حياتهم وتوفر حياة رغدة لهم وتمكن من تحقيق صادرات لمنتجات قطاع الطاقة السعودي بنسبة 30 ‏في المائة.
هل هو حلم؟ أم هو جزء من مسيرة التفاؤل التي نعيشها؟
نعم هو حلم ترسمه رجالات أرامكو.
وجود ورعاية أمير المنطقة الشرقية الأمير "المشرق" سعود بن نايف، هو رسالة دعم وإيضاح لإبراز الميزة النسبية التي حبا الله بها المنطقة الشرقية.
وقد كان وجود وزير التجارة والصناعة، رسالة بأن نجاح الحلم لن يتحقق إلا من خلال الإيمان بأن توحيد مرجعية الصناعة هو الأساس لتحويل الحلم إلى واقع. ووجود نائب وزير العمل تأكيد لرسالة البرنامج بأن اكتماله لن يتحقق إلا بزيادة توظيف المواطن السعودي. وحضور رئيس الهيئة العامة للاستثمار يعكس أهمية دورها في تعريف المستثمر الأجنبي بأهمية ذلك للمملكة واقتصادها. ومشاركة كوكبة من رجال الأعمال وإعطاؤهم أهمية من خلال وجود رئيس مجلس الغرف السعودية، يعني الإيمان بأن الحلم لن يتم بدون شراكة القطاع الخاص. وكذلك مساهمة الشركات العالمية عكست المهنية العالية لهذه المناسبة، وحضور رؤسائها لإيصال رسالة لهم بأن الهدف مشترك ويجب أن نعمل معا لتحقيقه. تخيلوا معي لو أن من أطلق البرنامج وتبناه هو مرجعية الصناعة الموحدة وأصبح استراتيجية وطن صناعية لكل الشركات التي تستفيد من لقيم الغاز أو الديزل أو ... إلخ، ماذا يمكن أن يخلق من وظائف، والأهم أن يصبح تحقيق تنوع الاقتصاد الذي طرح من زمن في الخطة الخمسية الأولى قبل أكثر من 45 عاما هدفا مرسوما.
وأعود للإجابة عن سؤالي الآخر.. نعم هو جزء من مسيرة التفاؤل التي نعيشها مع إطلاق مجلس إدارة المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة برئاسة الأمير محمد بن سلمان، الذي يهدف إلى قياس أداء الأجهزة العامة، والتنسيق مع الجهات المختلفة ذات العلاقة في القطاعين العام والخاص من أجل تحقيق أهداف خطط التنمية، ويعمل على ذلك من خلال قياس مخرجات تنفيذ خطط التنمية.
وبرنامج أرامكو السعودية "اكتفاء" الذي يهدف إلى تحقيق 70 في المائة‏ توطينا بحلول عام 2021 هو أحد المخرجات التي ستقاس.
مقالي القصير هذا لن يعرفكم بحلم "اكتفاء" الذي أطلقته أرامكو السعودية ولكن ما أتمناه معكم أن نرى مرجعية موحدة للصناعة تتبنى استراتيجية وطن تحقق تنمية صناعية تنوع اقتصادنا بأرقام مستهدفة خلال سنين محددة، وبإشراف من المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة.