قادة «بريكس»: «التعافي الاقتصادي العالمي ليس مستداما بعد»
دعت دول "بريكس" مجموعة العشرين أمس إلى تعزيز التعاون الاقتصادي لتفادي التداعيات السيئة لضعف الاقتصاد العالمي وتقليص المخاطر التي تهدد النمو.
وبحسب "رويترز"، فقد ذكر قادة مجموعة بريكس التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا الذين التقوا على هامش قمة مجموعة العشرين في أنطاليا التركية، أن التعافي الاقتصادي العالمي ليس مستداما بعد، وهذا يبرز أهمية تعزيز تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي والتعاون بين أعضاء مجموعة العشرين لتفادي التداعيات السلبية وتحقيق نمو قوي مستدام ومتوازن.
وتواجه اقتصادات المجموعة صعوبات هذا العام، حيث سجلت الصين أضعف نمو لها منذ الأزمة المالية العالمية في 2008-2009، بينما تتعافى من اضطرابات حادة في السوق على مدى فصل الصيف.
ودخل اقتصاد روسيا الذي تضرر جراء العقوبات بسبب دور موسكو في الأزمة الأوكرانية، إضافة إلى هبوط أسعار السلع الأولية في ركود للمرة الأولى منذ عام 2009.
وانسحب كثير من المستثمرين من مجموعة بريكس للأسواق الناشئة التي تشكلت بداية بدون جنوب إفريقيا نظرا لسنوات من ضعف الأداء الجماعي لدول المجموعة.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي ترأس اجتماع بريكس، إن المشكلات الهيكلية المعقدة والمشكلات المرتبطة بالدورات الاقتصادية إلى تباطؤ في الاقتصاد العالمي وفي اقتصاداتنا.
وذكر مصدر مطلع في الوفد المرافق للرئيس الروسي، أن زعماء دول بريكس نسقوا مواقفهم قبيل افتتاح قمة مجموعة "العشرين" من القضايا المدرجة على جدول أعمالها، وجرى التركيز خلال اللقاء على تفعيل تعاونها في إطار المؤسسات المالية الدولية.
ويجري لقاء قادة "بريكس" على هامش قمة مجموعة العشرين التي تعقد في أنطاليا التركية، وحسب الرئيس الروسي يناقش قادة "بريكس" في اللقاء القضايا الأساسية المطروحة على جدول أعمال قمة العشرين، إضافة إلى المسائل الدولية والإقليمية المهمة.
وأضاف بوتين أن هيبة "بريكس" تكبر، كما ينمو حجم التبادل التجاري وتتعزز العلاقات بين روسيا والصين وجنوب إفريقيا والبرازيل والهند، وتظهر لدى الأطراف أشكال متعددة للتعاون في المجالات المالية، بما في ذلك مجال تشكيل الاحتياطات النقدية.
ومن جهته، دعا الرئيس الصيني شي جين بينج دول مجموعة بريكس لتعزيز الثقة في النمو وتعزيز التنسيق بين تكتل الأسواق الصاعدة للتعاون في مواجهة التحديات العالمية.
وأقر شي بأن الدول الأعضاء الخمس لمجموعة بريكس تواجه تعقيدات وصعوبات متزايدة وتشهد تباطؤا في النمو، واقترح أن يقوموا بتحديث بنيتهم الاقتصادية لتحقيق تنمية طويلة المدى.
وأضاف شي خلال اجتماع زعماء مجموعة بريكس أن الصين مستعدة لمشاركة فرص التنمية مع بقية دول بريكس ورفع مستوى التعاون الاقتصادي، مشدداً على أن الذهب النقي لا يخشى النيران، وطالما التزمنا بالثقة وتعزيز التنسيق فستجتاز دول بريكس حتما كل الظروف المعاكسة.
حضر الاجتماع الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي ورئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما.
وقد أدان الزعماء الخمسة بشدة الهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس يوم الجمعة، وأكدوا التزامهم بالتعاون الدولي في مكافحة الإرهاب، كما دعوا لتطبيق خطة عام 2010 لإصلاح صندوق النقد الدولي، إضافة إلى ذلك أعرب زعماء بريكس الآخرون عن دعم الصين لتولي الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين خلال عام 2016.
من جهة أخرى، صرح تشانج قاو بينج نائب وزير الخارجية الصيني بأن دول مجموعة بريكس ستظل قوة دافعة رئيسة للنمو الاقتصادي العالمي مستقبلا، حيث تحظى دول المجموعة بمزيد من فرص النمو بعد فترة الإصلاح الصعبة.
ونفى بينج فكرة أن دول مجموعة بريكس وغيرها من الدول النامية متخلفة عن النمو العالمي، وقال إن الصعوبات التي تواجهها دول بريكس حاليا عابرة وليست هيكلية، معتبراً أن معدلات نمو اقتصادات بريكس ما زالت في مستوى مرتفع مقارنة بالدول المتقدمة.
وقال نائب وزير الخارجية الصيني إن دول بريكس تمر بإعادة هيكلة اقتصادية، وإنها أخذت زمام المبادرة لإعادة تعديل سياستها للاقتصاد الكلي، لافتاً إلى أن التعاون في مجموعة بريكس بدأ يظهر بقوة مع منح بنك التنمية وإعادة ترتيب احتياطي الطوارئ الذي تم إنشاؤه أخيرا كقوة دافعة جديدة للنمو.
وبحسب بينج فإن دول المجموعة ستواصل تعميق التعاون في التبادل التجاري والاستثمار والتمويل والأعمال وتبادل وجهات النظر حول التعاون، وكذلك القضايا الاقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
وقال بينج إن دول المجموعة ستتعاون لتطوير شراكة بريكس عن طريق التعبير عن موقف موحد في جداول الأعمال الدولية الرئيسة، بما في ذلك أجندة التنمية لما بعد عام 2015 ومحادثات التغير المناخي وإصلاح صندوق النقد الدولي ورفع مكانة ودور اقتصادات السوق الصاعدة والدول النامية في الحكم العالمي.
وسيرسل زعماء بريكس إشارات إيجابية للعالم فيما يتعلق بالحفاظ على النظام العالمي لحقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية وتعزيز السلام والأمن في العالم، ودفع تحقيق الديمقراطية في العلاقات الدولية.
وأضاف بينج أن استراتيجية مجموعة بريكس تستهدف دفع التعاون لتحقيق الأهداف العامة للسوق المتكامل والاتصالات متعددة الأطر والتواصل برا وجوا وبحرا والتبادلات الثقافية، وستسعى دول بريكس لتطوير مجتمع المصالح المشتركة، وستقوم بتعميق التوافق حول المبادرات الرئيسة مثل مبادرة الحزام والطريق والبنك الآسيوي لاستثمارات البنية التحتية.
ولفت بينج إلى أن تعزيز التواصل التعاون داخل بريكس سيضيف قوة دافعة جديدة لنمو الاقتصاد العالمي، متوقعاً أن يظل معدل النمو الاقتصادي الإجمالي لدول بريكس أعلى بكثير من المتوسط العالمي خلال الأعوام القليلة القادمة.