في الوضع الراهن لثقافتنا
لا شك أننا كمجتمع نعيش حراكا ثقافيا جيدا، وساهمت "مواقع التواصل الاجتماعي" في تعزيز هذا الحراك بشكل غير مسبوق. هناك الكثير من الطموحات الثقافية التي نتطلع إليها كمهتمين بالفكر والثقافة، وأظن وزير الإعلام الشاب "عادل الطريفي" يشاركنا هذه الاهتمامات بحكم موقعه كمثقف قبل أن يكون مسؤولا عن حقيبة "الثقافة والإعلام"، ومن هذه الأفكار الطموحة التي نتمنى أن تجد اهتماما من الوزير الشاب:
- جائزة الدولة التقديرية كانت من أهم الجوائز الوطنية التي احتفت بالمثقفين ومنحتهم التقدير الذي يستحقونه قبل أن تتوقف لأسباب غير معروفة، وقد كانت هناك مطالبات سابقة بإعادتها ولا أرى هناك ما يمنع وفق تنظيم يحقق الغاية من إعادتها، فالدولة تقدر مبادرات الجميع وأصحاب المبادرات الثقافية أيضا كثر ويستحقون التميز والتقدير الاجتماعي والرسمي.
- يواجه المؤلفون الشباب صعوبة كبيرة في تبني إنتاجهم وطباعته، وقد وعدت وزارة الثقافة سابقا بتبني مبادرة خاصة تقوم على مساعدة المؤلفين الشباب والتكفل بطباعة إصداراتهم لكن المبادرة توقفت برحيل مسؤولين سابقين ولم تر النور، ولذا أهيب بوزيرنا أن يعيد تفعيل هذه البادرة على أرض الواقع وسيرى بنفسه مواهب كثيرة كانت تنتظر مثل هذه الفرصة.
- رغم ما تواجهه وزارة الثقافة من نقص حاد في الكفاءات المهنية والفنية من مذيعين ومصورين ومنتجين ومخرجين وغيرهم إلا أن هذه التخصصات نصيبها ضعيف جدا من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ولابد للوزارة أن تتدارك هذا بالبحث عن مزيد من المواهب الشابة ودعمها بالتدريب والابتعاث الخارجي.
- نجاح المعرض الدولي للكتاب في الرياض حفَّز الوسط الثقافي في جدة لاعتماد معرض جدة الدولي للكتاب في موعد ثابت في شهر ديسمبر من كل عام وسيكون إضافة كبيرة للمناشط الثقافية، والسؤال ماذا عن المنطقة الشرقية؟ إنها تستحق معرضا متميزا لتكمل منظومة المعارض السنوية.
- لا أظن وزارة الثقافة والإعلام راضية عن هذه الفوضى الإلكترونية التي يزدحم بها فضاء الإنترنت تحت مسمى "الصحف الإلكترونية" والتي أسهم بعضها في ترويج الشائعات والأخبار غير الموثوقة. الأمر يحتاج إلى مبادرة حازمة تضمن مزيدا من التنظيم والانضباط.
- سبق أن قلت إن الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون، قدمت ما تستطيع من جهود خلال السنوات الماضية واليوم هي بحاجة ماسة إلى الخروج من أدائها الضعيف وإعادة هيكلتها لتقوم بالدور المؤمل منها.
وهناك مطالب لكثير من المثقفين بدمج الجهتين وتأسيس مراكز ثقافية عملاقة في كل مدينة تحاكي ما هو موجود في الدول الأخرى وفق تصاميم معمارية متميزة تجعل منها واجهات للمدن، ويكون لكل مركز مجلس إدارة من خيرة المثقفين وأمين عام يدير شؤونه المالية والإدارية ويتابع عمل الأقسام التي يحتويها المركز على أن تتنوع أنشطتها وأقسامها لتشمل التصوير الفوتوغرافي، وقسما خاصا بالمسرح، وآخر للموسيقى وأيضا قسما للنشاط المنبري والمحاضرات، وقسما لأنشطة الفن التشكيلي، وكل ما يكمل ذلك من قاعات، ومكتبة، وأقسام للتدريب، وأخرى لدعم النشر والتأليف، وغيرها، على أن تتنافس أقسام كل مركز لتقديم أفضل ما لديها، ثم تتنافس المراكز الثقافية على مستوى المملكة فيما بينها وفق خطة معلنة بإشراف وزير الثقافة والإعلام يكافئ فيها النشط، ويحاسب المقصر، تجعل من هذه المراكز شعلة لا تهدأ من النشاط والإبداع طوال العام. فهل يتحقق ذلك؟