رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الفائز بجائزة نوبل للاقتصاد .. إنقوس أيتون

في بداية شهر أكتوبر فاز إنقوس أيتون أستاذ الاقتصاد الأمريكي من جامعة برنستون بالجائزة. أيتون اهتم بنواح نظرية وعملية كثيرة، بينما أغلب من فاز بالجائزة كانوا من أصحاب التخصص الدقيق. يقول إن فوزه جاء مفاجئا على أثر هذه الخلفية، ولكنه يسترد بأنه سعيد أن هيئة الجائزة أخيرا قبلت بالربط بين اهتماماته من ناحية وقبول أهمية أدبيات التنمية والنمو من ناحية أخرى، وذلك كاعتراف بقبول الترابط العضوي بين تفرعات كثيرة، كما عرف عنه قدرة على الكتابة. من اهتمامات أيتون الإحصائيات الاقتصادية والقياس وخاصة تلك المتعلقة بالنمو والفقر والاختلافات في المجتمعات وبينها. عبّر عن اهتمامه من خلال كتابه The Great Escape ـــ الهروب الكبير والذي يوظف فيه قدرا كبيرا من التنظير والإحصائيات وتجارب النمو في الدول الغربية واليابان. يقصد بالهروب الابتعاد عن الفقر وارتقاء سلم النمو. يركز الكتاب على اختلافات الدخل، ولكنه أيضا يتحدث عن السعادة والصحة. يقول إنه دون إحصائيات موثقة لا يمكن لأي أحد الادعاء بالنجاح. الهروب نتج بسبب تهيئة السلم العام والظروف الموضوعية التي تسمح لتراكم المعرفة والقدرات التنظيمية ورأس المال المعرفي والمادي. منذ الهروب والعامة في هذه الدول في أمان وبتعليم أرقى، وحالة غذائية وصحية أعلى، وفرص أكثر للإبداع والتقدم الاجتماعي.
هذا الاهتمام قاد أيتون أيضا إلى دراسة مدى الاختلافات بين من استطاع الهروب ومن لم يستطع في الدول المتقدمة وبين الدول المتقدمة وبين الدول التي لم تستطع الهروب. لا يهاجم النظام الرأسمالي ولكنه يذكر أن نجاحه في تنمية الثروة سبب عدم المساواة. ينصح الدول التي لم ترتق سلم التنمية والنمو بتطوير المؤسسات التي تسمح بالبيئة الصالحة للنمو. من هذه المؤسسات حماية الحقوق، وحكومة ذات مصداقية، ونظام قانوني ممول من نظام ضريبي عادل من خلال ممارسات ديمقراطية، وصحافة نشطة تحد من الاحتكارات والفساد والممارسات الخاطئة والقصيرة الأجل بسبب نزوات السياسيين. لسوء الحظ أن الحديث عن هذه المؤسسات أسهل من تحقيقها ولا يقدم أيتون خريطة طريق. لعل النصيحة الوحيدة التي يقدمها لأصحاب النوايا الطيبة في الدول الغربية أن عليهم ممارسة إهمال حميد لتلك الدول والمجتمعات الأقل تقدما لعلها تجد الطريق الخاص بها نحو سلم التنمية. فالنظام السياسي والاقتصادي لتلك المجتمعات مختلف هيكليا ومرحليا ولذلك لكل مجتمع معادلة نمو وتوقيت خاصة به. ما نعرف عن الاقتصاد قليل ولكن ما نعرف عن السياسة أقل.
يوجه نصيحة للدول المتقدمة بأنهم لن يستطيعوا عمل الكثير عدا عدم الوقوف ضد هذه المجتمعات وإعطائها الفرصة الكافية لإيجاد حلول وطنية خاصة بهم. بل يذكر أنه حتى المساعدات المباشرة تعوق التطور إذا تعودت عليها المجتمعات وأوجدت تبعيات نخبوية أدت إلى أنظمة سياسية هشة. فلما تتوافر ظروف النمو لا تحتاج إلى مساعدة وإذا لم تتوافر فلن تنفع المساعدات. يرى أن الغربيين لا يعرفون الكثير عن هذه المجتمعات لتوجيه عجلة التقدم، ولكنه يرى في التجارة والهجرة مجالا لنقل المعرفة والقدرات التنظيمية والمال.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي