استحداث وظائف للشباب مشكلة ملحة للصين مع تخرج 11.8 مليون طالب

استحداث وظائف للشباب مشكلة ملحة للصين مع تخرج 11.8 مليون طالب
في مايو بلغ معدل البطالة بين الشباب 14.2 % وفقا للبيانات الرسمية.

في معرض للوظائف مخصص الخريجين في شنغهاي، يشعر المولجون باجتذاب الكفاءات الشابة بالملل وهم جالسون في أكشاكهم تحت المطر، في انتظار المرشحين المحتملين.

على الرغم من ارتفاع معدل البطالة في الصين، لا تتوافق فرص العمل المعروضة في كثير من الأحيان مع تطلعات الشباب.

تمثل البطالة في أوساط هذه الفئة مشكلة ملحة في الصين، حتى أن الرئيس شي جين بينغ طلب من كبار مسؤولي الحزب الشيوعي أخيرا وضعها "على رأس أولوياتهم".

ويؤشر ذلك في رأي كثير من المحللين إلى أن الصين مقبلة على اعتماد إصلاحات خصوصا مع انعقاد الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية للحزب الشيوعي راهنا، وهو الاجتماع الذي شهد في كثير من الأحيان تغييرات كبيرة في السياسة الاقتصادية.

في مايو، بلغ معدل البطالة بين الشباب 14.2 %، وفقاً للبيانات الرسمية. وفي يونيو، يفترض أن يكون تخرج 11.8 مليون طالب ودخلوا سوق العمل.

في منتصف 2023، ارتفع معدل البطالة إلى مستوى غير مسبوق بلغ 21.3 % قبل أن تتوقف السلطات عن نشر الأرقام الشهرية. وهي استأنفت ذلك في ديسمبر، بعد تعديل طريقة احتسابها.

هيمنت الوظائف في قطاع الضيافة والموارد البشرية على ما وفره نهاية مايو معرض التوظيف في شنغهاي، وهو واحد من عدة معارض نظمتها السلطات المحلية.

ويقول طالب معلوماتية، وهو من الشباب القلائل الذين حضروا المعرض، لـ"الفرنسية": من الصعب إيجاد وظيفة تتوافق مع شهادتك وتطلعاتك.

من جهتها، تؤكد جوليا شاو التي تسعى لاستقطاب موظفين لسلسلة مطاعم أنه "في الواقع، توقعات كثير من الخريجين عالية جدا. لن يروق لهم هذا النوع من الوظائف الأساسية. يفضلون.. وظيفة مرموقة".

ذكر شي جين بينغ الخريجين على وجه التحديد في خطابه أمام المكتب السياسي للحزب الشيوعي نهاية مايو، مشيرا إلى "ضرورة استحداث مزيد من فرص العمل لهم لممارسة ما تعلموه".

وتلفت إيريكا تاي، مديرة أبحاث الاقتصاد الكلي في مصرف مايبانك، إلى أن القادة الصينيين سبق لهم أن أدلوا بتصريحات "تؤكد الطابع الملح" لتوظيف الشباب.

ومع استمرار ضعف الاستهلاك والأزمة العميقة في قطاع العقارات، يُنظر إلى البطالة على أنها إحدى العقبات الرئيسة أمام استئناف الصين نموها القوي في مرحلة ما بعد الجائحة.

وقال هاري ميرفي كروز من وكالة موديز أناليتكس إنه على الرغم من أن التصريحات ما زالت غامضة "من الواضح أن هناك تغييرا في السياسة.. نتوقع أن تكون السياسات الرامية إلى الحد من البطالة بين الشباب ركيزة أساسية للمناقشات" في اجتماعات اللجنة المركزية خلال الأسبوع الحالي في بكين.

وأكد الرئيس الصيني رغبته في تشجيع الشباب "على إيجاد وظائف أو إنشاء أعمال في المجالات الرئيسة والقطاعات المهمة".

وتوقع ميرفي كروز أن تقوم الحكومة بزيادة المساعدات لتشجيع الشركات على توظيف الخريجين الشباب وتشجيع التدريب الداخلي.

لكن هذه مجرد "حلول موقتة"، كما يقول المحلل. وعلى المدى الطويل، هناك حاجة إلى "إصلاحات أوسع نطاقا في السياسات الصناعية والتعليمية" لضمان المواءمة على نحو أفضل بين مهارات الخريجين ومتطلبات أصحاب العمل.

تريد الحكومة التشجيع على تولي الوظائف التي "تتناسب مع الأولويات السياسية الرئيسة" أو في القطاعات التي تتعرض لضغوط، مثل تحديث القطاع الصناعي والابتكار، وفق تاي.

في المقابل، تتضاءل الفرص أمام خريجي علم الاجتماع والصحافة والقانون.

قرب كلية الحقوق في شنغهاي، يعبر طلاب السنة النهائية عن قلقهم.

تقول تشيان لي (22 عاما) في معرض حديثها عن التسريح من العمل والتخفيضات في الرواتب في شركات المحاماة الصينية الكبرى "منذ بداية الجائحة، أصبح الأمر أصعب من ذي قبل. حتى أولئك الذين لديهم وظيفة قد لا يتمكنون من الاحتفاظ بها، وبالتالي قد يكون الحصول على مثل تلك الوظيفة أكثر صعوبة بالنسبة للجدد".

اختارت تشيان وزميلتها وانغ هوي مواصلة دراستهما.

تباطأ نمو القطاع الخاص في الصين بشكل ملحوظ، ويرجع ذلك جزئيا إلى التدابير المتخذة ضد عمالقة التكنولوجيا.

ويرغب عديد من الشباب في أن يصبحوا موظفين حكوميين، وهو الخيار الذي يُنظر إليه على أنه أكثر استقرارا، أو مواصلة الدراسة للحصول على درجات عليا، مثل وانغ وتشيان.

لكن كارل هو، وهو طالب آخر في كلية الحقوق، يرى أن الصعوبة لا تكمن في العثور على وظيفة، بل في الحصول على "وظيفة مناسبة" من حيث الراتب والمزايا.

وعلى رغم نيله وظيفة جيدة في أحد البنوك، يقول إن كثير من الطلاب بحاجة إلى "خفض توقعاتهم".

الأكثر قراءة