تفاقم ركود سوق الإسكان في أمريكا .. تلاشي الآمال بتراجع وشيك لمعدلات الرهن العقاري
تظهر سوق الإسكان علامات قليلة على الخروج من حالة الفوضى التي دامت ثلاثة أعوام عقب موسم ربيع مخيب للآمال ووسط توقعات قاتمة لفصل الصيف والخريف، ودخل متسوقو المنازل إلى 2024 متفائلين بأن معدلات الرهن العقاري ستنخفض أكثر بعد انخفاضها أواخر العام الماضي. لكن تلك الآمال تلاشت بعد أن ألقت بيانات أقوى من المتوقع بشأن التضخم والاقتصاد بظلالها على توقيت خفض محتمل لسعر الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الاتحادي.
وبحلول أبريل، ارتفع متوسط سعر الفائدة على قرض الإسكان لمدة 30 عاما إلى ما يزيد على 7 % للمرة الأولى منذ نوفمبر. وقد أجبر هذا، إضافة إلى ارتفاع أسعار المساكن إلى مستويات قياسية، عديدا من مشتري المنازل المحتملين على تأجيل البحث عن منزل، وبعضهم إلى أجل غير مسمى.
ويتوقع الاقتصاديون أن تنخفض معدلات الرهن العقاري بشكل متواضع بحلول نهاية هذا العام. لكن الانخفاض الطفيف في الأسعار قد لا يكون كافيا لإغراء متسوقي المنازل وإقناع أصحاب المنازل بأن الوقت مناسب للبيع.
فيما يلي نظرة على الاتجاهات الرئيسة وراء مسار سوق الإسكان حتى الآن هذا العام وما يمكن أن يتوقعه مشترو المنازل والبائعون في النصف الثاني من 2024: تتأثر أسعار الرهن العقاري بعدة عوامل، بما في ذلك كيفية تفاعل سوق السندات مع سياسة سعر الفائدة التي ينتهجها بنك الاحتياطي الفيدرالي والتحركات في عائد سندات الخزانة لمدة عشرة أعوام، ويستخدمها المقرضون دليلا لتسعير قروض المنازل.
انخفض العائد على السندات لأجل عشرة أعوام، وتجاوز 4.7 % أواخر أبريل، في الآونة الأخيرة بعد بعض البيانات الاقتصادية التي أظهرت تباطؤ النمو، ما قد يساعد على السيطرة على الضغوط التضخمية وإقناع بنك الاحتياطي الفيدرالي بالبدء في خفض سعر الفائدة الرئيس من أعلى مستوياته. المستوى منذ أكثر من 20 عاما.
قال مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي في يونيو: إن التضخم قد اقترب من المستوى المستهدف البالغ 2 % في الأشهر الأخيرة وأشاروا إلى أنهم يتوقعون خفض سعر الفائدة القياسي مرة واحدة هذا العام. ومع ذلك، تشير توقعات الاقتصاديين إلى أن يظل متوسط سعر الفائدة على قرض الإسكان لمدة 30 عاما أعلى من 6 %.
الخبر السار: كان عدد المنازل المعروضة في السوق في نهاية مايو هو الأكبر منذ أغسطس 2022، وهو اتجاه يبشر بالخير لمشتري المنازل هذا الصيف. الأخبار السيئة: لا يزال المعروض من المنازل المتاحة للبيع على المستوى الوطني أقل بكثير من مستويات ما قبل الوباء.
كما أن الفجوة الكبيرة بين معدلات الرهن العقاري الحالية وما كانت عليه قبل ثلاثة أعوام فقط 3 % قد ثبطت عزيمة عديد من أصحاب المنازل الذين حصلوا على أسعار فائدة متدنية للغاية من البيع، وهو ما يشير إليه خبراء العقارات بتأثير "الحجز".
السعر ليس مناسبا ارتفع متوسط سعر البيع الوطني للمنزل الذي كان مشغولا سابقا بنسبة 5.8 % في مايو مقارنة بالعام السابق ليصل إلى 419.300 دولار، وهو أعلى مستوى على الإطلاق في السجلات التي تعود إلى 1999، وفقا للرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين. كما أنها ارتفعت بنسبة 51 % عما كانت عليه قبل 5 سنوات فقط.
لكن زيادات الأسعار تتباطأ، يظهر مؤشر أسعار المنازل في CoreLogic الولايات المتحدة، وارتفعت أسعار المنازل بنسبة 4.9 % في مايو مقارنة بالعام السابق، وهي أقل زيادة منذ أكتوبر، ويتوقع متتبع البيانات العقارية أن يتباطأ نمو أسعار المنازل الوطنية إلى 3 % بحلول شهر مايو المقبل.
