وورلد أويل: الاقتصادات سريعة النمو سترفع استهلاك النفط في الأعوام المقبلة
يتوقع أن يؤدي الطلب القوي من الاقتصادات سريعة النمو في آسيا وكذلك من قطاعي الطيران والبتروكيماويات، إلى ارتفاع استهلاك النفط في السنوات المقبلة، بحسب تقرير "وورلد أويل" النفطي الدولي الصادر اليوم.
وأضاف التقرير: "إلا أن هذه المكاسب ستقابلها عوامل أخرى مضادة مثل ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية وتحسين كفاءة استهلاك الوقود في المركبات التقليدية، وانخفاض استخدام النفط لتوليد الكهرباء في الشرق الأوسط والتحولات الاقتصادية الهيكلية".
وتوقع التقرير أن يبلغ متوسط الطلب العالمي على النفط، الذي يشمل الوقود الحيوي، ما يزيد قليلا على 102 مليون برميل يومياً، وسيستقر قرب 106 مليون برميل يوميا بحلول نهاية هذا العقد.
ورجح التقرير أن تتجاوز الزيادة في الطاقة الإنتاجية العالمية للنفط، بقيادة الولايات المتحدة ومنتجين آخرين في الأمريكتين، نمو الطلب من الآن وحتى عام 2030 ومن المتوقع أن يرتفع إجمالي طاقة العرض إلى ما يقرب من 114 مليون برميل يوميا بحلول عام 2030.
ويقول مختصون ومحللون نفطيون: إن الارتفاع في أسعار النفط الخام حاليا يعود إلى حد كبير إلى التوقعات المتفائلة بشأن الطلب على النفط الخام خلال الفترة المتبقية من العام.
ونوه المختصون بأن إدارة معلومات الطاقة رفعت توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2024 إلى 1.10 مليون برميل يوميا من التقدير السابق البالغ 900 ألف برميل يوميا، وإضافة إلى ذلك حافظت أوبك على توقعاتها لعام 2024 للنمو القوي في الطلب العالمي على النفط، مشيرة إلى توقعات بزيادة السفر والسياحة في النصف الثاني من العام.
وفي هذا الإطار، قال روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش أيه" لخدمات الطاقة: إن صناديق التحوط عدلت عن رهاناتها الهبوطية لكن في المقابل المخاوف من التباطؤ الاقتصادي ما زالت باقية.
وأشار إلى أن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أبقت على سعر الإقراض القياسي ضمن نطاق 5.25% - 5.50% للمرة السابعة على التوالي، وقد يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى إعاقة النمو الاقتصادي الأمر الذي يؤثر بدوره سلبا في الطلب على النفط.
من جانبه، أوضح فيتوريو موسازي مدير الشراكة الدولية في شركة "سنام" الإيطالية للطاقة، أن أسعار النفط تواجه ضغوطا هبوطية جراء ارتفاع مؤشر الدولار، موضحا أن ارتفاع الدولار يجعل النفط أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين بالعملات الأخرى، ما يضعف الطلب على النفط.
من ناحيته، ذكر دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة "تكنيك جروب" الدولية، أن الزيادة في أسعار النفط مدفوعة بتوقعات السوق المتفائلة بشأن الطلب على الوقود في الصيف المقبل والأخبار التي تفيد بأن الحكومة الأمريكية تغتنم الفرصة لتجديد احتياطياتها النفطية الإستراتيجية بأسعار منخفضة نسبيًا.
وأشار إلى أنه في المقابل تشير بيانات التوظيف القوية الأخيرة لشهر مايو من الولايات المتحدة إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يحافظ على سياسة نقدية متشددة لفترة أطول من المتوقع، وقد يؤدي هذا التحول المحتمل في السياسة إلى إضعاف آفاق النمو الاقتصادي الأمريكي والتأثير على الطلب على الطاقة.