رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


ما بين تحفيز المنشآت واستحداث المناشط الجديدة

يشهد قطاع الأعمال في السعودية نشاطا مع برامج الدعم الحكومية المقدمة مباشرة أو غير مباشرة، يأتي هذا كله ضمن دعم الشباب ومن لديهم روح الريادة في الأعمال لإنشاء كياناتهم التجارية التي بدورها ستسهم في الدورة الاقتصادية من خلال الطلب، المشتريات، إيجاد الوظائف، الأعمال المساندة والكثير من الأعمال التي تسهم في دورة عجلة الاقتصاد كاملة في النهاية للوصول إلى قاعدة اقتصادية متنوعة من الأنشطة الاقتصادية المدعومة وغير المدعومة. تظهر الخطوات واقعية وممتازة في خدمة رواد الأعمال، قاعدة الاقتصاد الوطني والمزيد من المنتجات التي تسهم في تنويع المحتوى المحلي للمنتجات السعودية إن كان بتصديرها إلى العالم أو بحمايتها داخليا من المنتجات المنافسة لتحفيز الطلب عليها من خلال عدد من المعايير التي لا تضر بعدالة المنافسة الدولية وغيرها من قوانين التجارة العالمية.
رغم أن الفقرة أعلاه تمثل صورة واحدة تهدف إلى ازدهار الأنشطة الاقتصادية في السعودية وتنويع قاعدة المنتجات إلا أنها في ذاتها تنقسم إلى شقين الأول إطار تحفيز الأنشطة الاقتصادية والثاني تحفيز المنظومة لإيجاد أنشطة جديدة وقطاعات مختلفة بصورة كاملة وتحفز إيجاد رواد أعمال فاعلين، مبتكرين ومنتجين وإيجاد سبل إحياء أعمالهم ضمن المنظومة الاقتصادية الكاملة، هنا يظهر الفرق بين أنواع الدعم التي تقدمها الحكومة إلى القطاعات الاقتصادية المختلفة و بين ما يقدم لبناء أنشطة وقطاعات جديدة كاملة تضاف إلى القاعدة الاقتصادية ففي الدعم للأنشطة الاقتصادية المحلية القائمة تتمثل برامج حكومية تدعم رأس المال والتمويل وتعزيز الطلب على المنتج المحلي لتعزيز منافسته توفير الضمانات للبنوك للوصول إلى منظومة التمويل تعزيز المشتريات الحكومية، تسريع وأتمتة دائرة المدفوعات والكثير من أبواب الدعم المقدمة للأنشطة الاقتصادية كافة، أما في الجهة الأخرى فيما يخص الأنشطة الاقتصادية المستحدثة فسبل الدعم تختلف لأنها تتحول من تعزيز الطلب وتقديم التمويل إلى تطويع وتحديث التشريعات والتخطيط لبناء المنظومة البيئية المتكاملة لأنشطة مبتكرة لم يسبق أن دخلت النشاط الاقتصادي أبدا، مثل منظومة أدوات التمويل ومنصاتها المستحدثة، منظومة اشتر الآن وادفع لاحقا, صناعة السيارات الكهربائية والصناعات المساندة لها، الاقتصاد التشاركي من خلال التطبيقات، الاستثمار الجريء والبنية التحتية المصاحبة له.
بطبيعة الحال الأنشطة الاقتصادية شأنها شأن جميع مناشط الحياة لكل منها دورتها من النشأة إلى الازدهار ثم الاستقرار وبعد ذلك التراجع ولكن لكل نشاط دورته الاقتصادية المستقلة تطول وتقصر زمنيا، كما أن سهولة الوصول إلى أي نشاط اقتصادي يؤثر في حجم المنافسة فيه فافتتاح منشآه تبيع القهوة أسهل بكثير من بناء مصنع لإنتاج الأدوية رغم الفارق بين الكيانين إلا أنهما يمثلان الحال السائد اليوم عند كثير من أصحاب رؤوس الأموال في محاولة استغلال ما يقدم من دعم ولا أحد هنا ملام إلى أن التفكير والابتكار وفهم السوق ضرورة لا اختيار، إن إقبال الأفراد إلى تكرار بعضهم بعضا لا يلام فيه برامج الدعم مباشرة أو غير مباشرة لأن ما يحدث يعد جزءا من الدورة العاملة للمناشط الاقتصادية، برامج الدعم تعزز الإسهام الاقتصادي وليس من دورها تعظيم الربحية لأي منشط اقتصادي وإنما الأهم لها هو ضمانة استمرار العجلة الاقتصادية بالدوران.
تعج مواقع التواصل الاجتماعي بنصائح تجارية ورقية خيالية تعظم أفكارا خاطئة لدى الشباب للمغامرة في مشاريع تجارية إما مكررة أو غير محسوبة ليعود بعد ذلك المجتمع إلى البحث عن المسببات بما فيها تزاحم المناشط الاقتصادية وتشابهها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي