بصمات وول ستريت تطبع المشهد الاستثماري في عالم الرياضة
وصلت أساليب وول ستريت إلى عالم الرياضة الواسع، وبدأت تحول الصناعة وتنعش الصفقات الاستثمارية فيها.
على المستوى الأبرز، أصبح المسؤولون التنفيذيون في الأسهم الخاصة يشترون الفرق الكبرى، وهو ما تجسد في شراء ديفيد روبنشتاين لفريق بالتيمور أوريولز لكرة القدم الأمريكية مقابل 1.725 مليار دولار، واستحواذ جوش هاريس على فريق واشنطن كوماندرز مقابل ستة مليارات دولار.
في الوقت نفسه، تتوجه شركات الاستثمار إلى توسيع محافظها لتشمل مختلف الألعاب الرياضية والبطولات. والأهم، بات المستثمرون المحترفون يقتنصون الأعمال الثانوية في عالم الرياضة، مثل حقوق البث والحقوق الرقمية، والامتيازات داخل الملاعب. مثلا، اشترت شركة الاستثمار الرياضي بروين كابيتال حصة أغلبية في شركة لعشب الملاعب. إنه مشهد استثماري عالمي مائع ومتباين آخذ في التطور تقوده شركات وول ستريت.
وبحسب بارونز، يؤثر المستثمرون الأمريكيون على الرياضة العالمية، ولا سيما في إنجلترا، حيث يسيطر الأمريكيون الآن أو يمتلكون شرائح كبيرة من نصف فرق الدوري الإنجليزي الممتاز البالغ عددها 20 فريقا. تود بويلي، الرئيس التنفيذي لشركة ألدريدج إندستريز، يملك فريق تشيلسي، والملياردير ويس إيدنز، المؤسس المشارك لمجموعة فورتريس أنفستمنت، يمتلك حصة في أستون فيلا.
وترحب بطولات رياضية عديدة الآن بالأسهم الخاصة، إلا أن اتحاد كرة القدم الأمريكي لا يزال رافضًا لهذا التوجه، على الرغم من توقع حدوث تغييرات قريبًا، وفقًا لمفوض اتحاد كرة القدم الأمريكي، روجر جودل. فلايزل هذا النشاط في أيامه الأولى ولا تستطيع شركات الاستثمار امتلاك فرق أمريكية بشكل مباشر.
كذلك من السابق لأوانه عد الرياضة فئة أصول، فالتقييمات مرتفعة لحصص الأقلية دون وجود حوكمة أو سيولة كما يشير جيري كاردينال، المؤسس والشريك الإداري في شركة ريد بيرد كابيتال بارتنرز، التي تدير 10 مليارات دولار في الرياضة والإعلام والخدمات المالية.
تمتلك ريد بيرد فريق أيه سي ميلان الإيطالي لكرة القدم (لديه قاعدة جماهيرية عالمية تبلغ 550 مليونا)، ودوري كرة القدم الأمريكية.
ألان واكسمان، الرئيس التنفيذي لشركة سيكث ستريت، وهي شركة أسهم خاصة تدير 75 مليار دولار، يستثمر بشكل كبير في تحويل الملكيات الرياضية إلى علامات تجارية استهلاكية عالمية. ويسهم الإعلام الرقمي في طموحاته العالمية، من خلال بث المحتوى الرياضي وجلب التفاعل من جميع أنحاء العالم.
تتضمن محفظة سيكث ستريت صفقات مهمة مع ريال مدريد وبرشلونة. ويركز واكسمان أيضًا على الرياضات النسائية. في العام الماضي، حصلت شركته وشركاء بارزون على حقوق فريق باي النسائي لكرة القدم الأمريكية مقابل 53 مليون دولار.
لقد ولى عصر امتلاك رجال أعمال محليين لفرق رياضية، وحل عصر الشركات الاستثمارية مع ارتفاع قيمة الفرق. ويمتد هذا الاتجاه إلى رياضة البيسبول، حيث باع دون لوجان، الرئيس التنفيذي السابق لشركة تايم، فريق برمنغهام بارونز إلى دياموند بيسبول هولدنجز، وهي شركة تمتلك الآن 34 فريقًا الصغير في أمريكا الشمالية.
ويأخذ الاستثمار شكلا آخرا أيضا. أطلق الملياردير مارك لاسري، الذي باع حصته في نادي ميلووكي باكس لكرة السلة، صندوقًا رياضيًا مع شركاء للاستثمار في الرياضات المتنوعة. وجمعت مجموعة الأسهم الخاصة، أركتوس بارتنرز، سبعة مليارات دولار في صندوقين رياضيين. الصناديق الرياضية مخصصة عمومًا للمستثمرين المؤسسيين، مع أن بعض مديري الثروات يمكنهم إتاحتها للأفراد من خلال تجميع استثمارات عملائهم الأثرياء.
إذا أصبحت الرياضة فئة أصول في نهاية المطاف، فلن تكون لضعاف القلوب. مثل نخبة الرياضيين، سيحتاج المستثمرون إلى كل الجلد والصبر لتحقيق النصر وتجنب الهزيمة.