ارتفاع عدد شركات الزومبي عالميا إلى 7000 منها 2000 في أمريكا متأثرة بتراكم الديون

ارتفاع عدد شركات الزومبي عالميا إلى 7000 منها 2000 في أمريكا متأثرة بتراكم الديون
متجر Bed Bath & Beyond ضمن شركات «الزومبي» المثقلة بالديون. «أ.ب»

ارتفع عدد شركات الزومبي حول العالم إلى 7000، بينها 2000 شركة في الولايات المتحدة وحدها، متأثرة بأعوام من تراكم الديون الرخيصة التي أعقبها التضخم العنيد الذي دفع تكاليف الاقتراض إلى أعلى مستوياتها خلال عقد من الزمن.

يطلق اسم الزومبي (Zombies) عالميا على الشركات المثقلة بالديون لدرجة أنها تتعثر على حافة البقاء، وبالكاد تكون قادرة على دفع حتى الفائدة على قروضها.


وبحسب تحليل أجرته وكالة أسوشيتد برس، فإن عديدا من تلك الشركات تواجه صعوبة مع اقتراب مواعيد استحقاق مئات المليارات من الدولارات من القروض التي قد لا يتمكنون من سدادها.

يتم تعريف الزومبي عادة على أنها الشركات التي فشلت في جني ما يكفي من المال من العمليات في الأعوام الثلاثة الماضية لدفع حتى الفائدة على قروضها.

ووجد تحليل وكالة أسوشييتد برس أن الأرقام قفزت خلال العقد الماضي بمقدار الثلث أو أكثر في أستراليا وكندا واليابان وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.

من المؤكد أن عدد الشركات عامة قد زاد على مدى العقد الماضي، ما يجعل المقارنات صعبة، لكن حتى مع قصر التحليل على الشركات التي كانت موجودة قبل عقد من الزمن، فقد قفزت أعداد الشركات الميتة الحية بنسبة 30 % تقريبا.

تشمل تلك الفئة شركات المرافق ومنتجي المواد الغذائية وشركات التكنولوجيا وأصحاب المستشفيات وسلاسل دور رعاية المسنين، الذين أعاق ضعف مواردهم المالية استجاباتهم للوباء، إضافة إلى شركات العقارات التي تكافح للاستمرار مع وجود مبان مكتبية نصف فارغة في قلب المدن الكبرى.

وبالفعل، وصل عدد الشركات الأمريكية التي أفلست إلى أعلى مستوى لها منذ 14 عاما، وهي زيادة متوقعة في ظل الركود. كما وصلت حالات إفلاس الشركات أخيرا إلى أعلى مستوياتها لما يقرب من عقد من الزمان أو أكثر في كندا والمملكة المتحدة وفرنسا وإسبانيا.

يقول بعض الخبراء: إن الزومبي قد يكونون قادرين على تجنب تسريح العمال أو بيع وحدات الأعمال أو الانهيار إذا خفضت البنوك المركزية أسعار الفائدة، وهو ما بدأ البنك المركزي الأوروبي القيام به هذا الأسبوع، رغم أن حالات التخلف عن السداد والإفلاس المتفرقة قد لا تزال تضغط على الاقتصاد. ويعتقد آخرون أن الوباء أدى إلى تضخيم صفوف الزومبي وأن التأثير مؤقت.

حذرت وكالات التصنيف الائتماني والاقتصاديون من مخاطر تراكم الديون على الشركات لأعوام مع انخفاض أسعار الفائدة، لكنها تلقت دفعة كبيرة عندما خفضت البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم أسعار الفائدة القياسية إلى ما يقرب من الصفر في الأزمة المالية 2009 ثم مرة أخرى في 2020 -2021 خلال فترة الجائحة.

وفي بريطانيا، قامت عائلة جليزر التي تمتلك قسما كبيرا من امتياز مانشستر يونايتد لكرة القدم في الدوري الإنجليزي الممتاز بإثقال كاهل الشركة بالديون في 2005، ثم أجبرت الفريق على اقتراض مئات الملايين بعد بضع أعوام . في الوقت نفسه، طلبت العائلة من الفريق دفع أرباح للمساهمين، بما في ذلك 165 مليون دولار لعائلة جليزر أنفسهم، في حين أصبح ملعبها، أولد ترافورد، في حالة سيئة.

ومن المتوقع أن تنفق الحكومة الأمريكية 870 مليار دولار هذا العام على فوائد ديونها وحدها، بزيادة الثلث خلال عام وأكثر مما تنفقه على الدفاع.

وفي كوريا الجنوبية، يتم استغلال المستهلكين مع وصول بطاقات الائتمان وديون الأسر الأخرى إلى أرقام قياسية جديدة. وفي المملكة المتحدة، يعجز أصحاب المنازل عن سداد أقساط قروضهم العقارية بمعدل لم نشهده منذ أعوام.

مصدر القلق الحقيقي بين المستثمرين هو أن كثيرا من الزومبي يمكن أن ينهاروا في نفس الوقت حيث إن البنوك المركزية أبقتهم على أجهزة دعم الحياة بأسعار فائدة منخفضة لأعوام بدلا من السماح للفشل بالانتشار مع مرور الوقت، على غرار الطريقة التي تسمح باشتعال حرائق الغابات الصغيرة.

خلال الصيف وحتى سبتمبر، سيتعين على "الزومبي" سداد 1.1 تريليون دولار من القروض، أي ثلثي إجمالي القروض

الأكثر قراءة