مليارا عامل يقودون الاقتصاد غير الرسمي في العالم
بالنسبة إلى مليارات الأشخاص في جميع أنحاء العالم، كسب العيش يحدث تماما خارج السجلات.
من الباعة الجائلين إلى خدمات النقل غير المسجلة، ومن عاملات المنازل إلى أصحاب الحرف اليدوية العمل في الاقتصاد غير الرسمي هو الطريقة الوحيدة لتلبية احتياجاتهم وفقا لموقع المنتدى الاقتصادي العالمي. إن فهم حجم العمل غير الرسمي وتأثيره وتحدياته أمر بالغ الأهمية لوضع سياسات شاملة وتحقيق تنمية مستدامة.
يعرّف صندوق النقد الدولي الاقتصاد غير الرسمي بأنه: "الأنشطة التي لها قيمة سوقية وتضيف إلى الإيرادات الضريبية والناتج المحلي الإجمالي إذا تم تسجيلها".
تعريف آخر، من منظمة الدفاع عن المرأة WIEGO (المرأة في العمل غير الرسمي: العولمة والتنظيم)، يصف الاقتصاد غير الرسمي بأنه "مجموعة متنوعة من الأنشطة الاقتصادية والمشروعات والوظائف والعاملين الذين لا تنظمهم الدولة أو تحميهم".
من المهم أيضا أن نفهم ما لا يغطيه الاقتصاد غير الرسمي. ورغم الوصمة المرتبطة بالعمل غير الرسمي، فإن الأنشطة غير القانونية مثل تهريب المخدرات غير مضمنة فيه. وفي الواقع، تعمل منظمة WIEGO وغيرها على تبديد ما يسمى "خرافة اقتصاد الظل"، حيث يرتبط العمل غير الرسمي بالجريمة والأنشطة غير الأخلاقية.
هذا الرأي تؤيده إريكا كريمر مبولا، أستاذة الاقتصاد في جامعة جوهانسبرج في جنوب إفريقيا.
في حديثها في الاجتماع الخاص2024 للمنتدى الاقتصادي العالمي في السعودية، أوضحت سياق العمل غير الرسمي.
قالت: "نحن نشير إلى رواد الأعمال الذين يقدمون منتجات وخدمات مشروعة لكنهم لا يتوافقون مع بعض المتطلبات التنظيمية. ربما ليس لديهم تصريح. ليس لديهم تسجيل تجاري. هذا ما نعنيه عندما نتحدث عن الاقتصاد غير الرسمي".
وفقا لمنظمة العمل الدولية، أكثر من نصف القوى العاملة العالمية منخرطة في العمل غير الرسمي. ويقول صندوق النقد الدولي إن 60% من جميع العاملين يعملون في وظائف غير منظمة. ويعني ذلك نحو ملياري عامل في وظائف غير رسمية، وأربعة من كل خمسة أعمال تجارية غير مسجلة رسميا.
العمل غير الرسمي هو الأكثر انتشارا في الاقتصادات الناشئة والنامية، لكنه لا يقتصر عليها حصرا. وجدت أبحاث التي أجراها صندوق النقد الدولي أنه يمثل في المتوسط 35% من الناتج المحلي الإجمالي في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، مقابل 15% في الاقتصادات المتقدمة. وتشهد أمريكا اللاتينية وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أعلى مستويات العمل غير الرسمي، بينما تُعد أوروبا وشرق آسيا المنطقتان الأقل مستوى في هذا النوع من العمل.
يذكر "تقرير الفجوة العالمية بين الجنسين لعام 2023"، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، أن العمل غير الرسمي يدفع النساء إلى وظائف غير منظمة ذات ظروف عمل سيئة بوتيرة أكبر من الرجال. ويشير التقرير إلى أن أربع من كل خمس وظائف (80%) استحدثت للنساء موجودة في الاقتصاد غير الرسمي، مقابل وظيفتين من كل ثلاث وظائف (66%) للرجال.
ويخلص تقرير صادر عن منظمة التعاون والتنمية ومنظمة العمل الدولية إلى أن "العمالة غير الرسمية أكثر شيوعا بين النساء مقارنة بالرجال في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وأمريكا اللاتينية، وجنوب آسيا. ونحو 92% من جميع النساء العاملات في البلدان المنخفضة الدخل يعملن في وظائف غير رسمية، مقارنة بـ87% من الرجال.
ووفقا لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، فإن أكثر من 342 مليون امرأة وفتاة سيعشن على أقل من 2.25 دولار يوميا بحلول 2030. وهذا يعود، جزئيا، إلى أن "الفجوة في الأجور بين الجنسين تنبع من عدم المساواة المتأصلة (...) والنساء، ولا سيما المهاجرات، يشكلن نسبة كبيرة جدا في القطاع غير الرسمي."