سوق الأدوات المكتبية الفاخرة تنتعش رغم تطور تقنية وسائل التواصل

سوق الأدوات المكتبية الفاخرة تنتعش رغم تطور تقنية وسائل التواصل
شراء أو امتلاك قلم فاخر على سبيل المثال لا يرتبط بالمنفعة بقدر ارتباطه بالمستوى الاجتماعي.

في عصر تسود فيه وسائل التواصل الرقمية يبدو الحديث عن القرطاسيات والأدوات المكتبية الفاخرة شيئا من الماضي. مع ذلك تشير الأرقام إلى العكس تماما، فالسوق شهدت نموا قويا في الأعوام الأخيرة، وسط تقديرات بتواصل النمو مستقبلا.

الأرقام المتاحة تظهر مسارا تصاعديا، فمن 4.36 مليار دولار من المبيعات في العام الماضي، يتوقع أن تحقق السوق هذا العام 4.64 مليار دولار، على أن تصل إلى 6 مليارات دولار في عام 2028 بمعدل نمو سنوي يتجاوز 6 %.


ربما يكون الحنين إلى الماضي حيث الأوراق والأقلام الفاخرة شهادة على الأناقة والذوق الرفيع، إضافة إلى متعة اللمس التي توفرها الأدوات الكتابية الجيدة، دافعا لمواصلة نمو السوق، لكن قدرة الصناعة على مواصلة التأقلم مع المتغيرات الجديدة واحتياجات السوق دافع آخر للنجاح بلا شك.

دي. إس. مايكل فنان ومصمم أدوات مكتبية يعلق لـ"الاقتصادية"، قائلا "الأدوات المكتبية الفاخرة أصبحت متاحة بشكل أكبر عبر عدد متزايد من طرق البيع بالتجزئة، حيث إن قطاعا أوسع من الجمهور بات على إدراك بتوافر تلك المنتجات الراقية".

وأضاف "شراء أو امتلاك قلم فاخر على سبيل المثال لا يرتبط بالمنفعة بقدر ارتباطه بالتعبير عن ذوق المشتري ومستواه الاجتماعي وقدرته المالية، إذ إنه وسيلة للتعبير عن الشخصية".

يعود جزء من انتعاش الصناعة إلى الحرفية الواضحة في المنتج النهائي، والإحساس بالأصالة، لكن أيضا ثقافة الهدايا سواء بين الأفراد أو الشركات التي تعزز زيادة استهلاك الأدوات المكتبية والقرطاسيات خاصة الفاخر منها.

مع هذا تشير ديبرا فراي صاحبة مكتبة لبيع الأدوات المكتبية الفاخرة في لندن، إلى جوانب أخرى تعزز الطلب، حيث قالت "هناك مجتمع متزايد من هواة جمع الأدوات المكتبية الفاخرة خاصة الأقلام. هذا المجتمع يرى أنها قطع استثمارية خاصة الإصدارات المحدودة منها، حيث تزيد قيمتها مع مرور الوقت، ومع تحول العالم إلى عالم رقمي بشكل متزايد، تبرز حركة مضادة تنظر إلى الكتابة باليد على أنها شكل من أشكال اليقظة الذهنية واستراحة من الشاشات وطريقة للإبطاء والتأمل".

لا تبدو الصورة وردية دائما، ولا يخلو الأمر من تحديات جسام، فازدهار السوق في ظل عالم رقمي لا يبدو بالأمر الهين، وتحقيق التوازن بين الحنين للأدوات الكتابية التقليدية وسهولة البدائل الرقمية تحد حقيق يصعب التغلب عليه أحيانا.

سيمون فيليب مستورد للأدوات المكتبية يرى أن هناك اتجاهات ستشكل المسار المستقبلي لسوق الأدوات الكتابية الفاخرة.

وقال "سيعتمد المستقبل على الابتكار والتطوير سواء في التصميمات أو المواد المستخدمة، فالمصنعون يجرون تجارب على مواد جديدة مثل الأخشاب المستدامة وألياف الكربون والمعادن الثمينة، لجذب قطاعات جديدة من المستهلكين الأكثر وعيا بالقضايا البيئية، كما أن جماليات التصميمات الحديثة تجذب فئات المستهلكين الأصغر سنا".

وأضاف "الشخصنة ملمح بارز وضروري لضمان نجاح الصناعة، فالمستهلكون الأثرياء يميلون إلى الإصدارات الحصرية، لأنها تعزز القيمة الشخصية للمنتج، وتجعله عنصرا فريدا في المزادات الدولية، والعام الماضي بيع في مزاد علني قلم مرصع بالألماس بـ8 ملايين دولار".

تتسم سوق الأدوات المكتبية والقرطاسية الفاخرة بالتركيز، حيث إن أهم عشرة منتجين يحتكرون 35 % من إجمالي السوق، ويعززون مواقعهم بعمليات الاستحواذ والشراكة.

وبينما تقود الولايات المتحدة السوق بحصة استهلاكية تبلغ 38 % تقريبا، فإن المؤشرات تظهر أنها تتخلى تدريجيا عن موقعها لمصلحة بلدان آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا الغربية الأسرع نموا في استهلاك القرطاسيات والأدوات المكتبية الفاخرة.

 

الأكثر قراءة