انفجار نفطي مميت يكشف ثغرات أمنية في صناعة التكرير الأمريكية

انفجار نفطي مميت يكشف ثغرات أمنية في صناعة التكرير الأمريكية
مصفاة ماراثون بتروليوم في خليج جالفستون. بلومبرغ
انفجار نفطي مميت يكشف ثغرات أمنية في صناعة التكرير الأمريكية

علق ريجوبيرتو جيلين وزميله على ارتفاع 75 قدما، بعد الانفجار الذي هز مصفاة النفط في خليج جالفستون التابعة لشركة ماراثون بتروليوم قبل عام.


وبعد أن تقطعت بهما السبل على قاعدة معدنية، بقى هو وزميله جاثمين بينما اجتاحهما الدخان الأسود. قال جيلين: "لم أتمكن من رؤية زميلي. لم أتمكن حتى من رؤية الشمس".

 

وعندما تمكنا من النزول أخيرا - كان باطن أحذيتهما يذوب على المعدن الساخن - خرجا مصابين بحروق في معصميهما وأيديهما ووجهيهما وآذانهما. قال جيلين: "لقد رأيت أنف زميلي يذوب".

 

لقد كانا محظوظين نسبيا. فقد مات سكوت هيجنز، ميكانيكي يبلغ من العمر 55 عاما، حرقا، وكانت هذه أسوأ مأساة تشهدها مصفاة تكساس منذ 2005، عندما أدى انفجار إلى مقتل 15 شخصا وإصابة عشرات.

 

 

 

 

 

كان مصدر الانفجار عبارة عن تسريب في مضخة قالت الشركة إنها كانت بحاجة إلى صيانة، وفقا لتحقيق داخلي في "ماراثون" عرض على عمال المصفاة، ووصف لـ"بلومبرغ". لكن العمل على صيانة التسريب، إلى جانب أعمال الصيانة المهمة الأخرى، أجلته الشركة وسط سعيها لتحقيق أقصى قدر من الإنتاج.


كانت "ماراثون"، وهي أكبر شركة منتجة للوقود في الولايات المتحدة، تؤجل أعمال الصيانة في مصانعها لمدة عامين، وذلك جزئياً للاستفادة من هوامش التكرير المرتفعة تاريخياً. ولم تكن الشركة الوحيدة. عندما انتعش استهلاك البنزين بعد تأثير الجائحة، أجل عديد من مصافي التكرير أعمال الصيانة مع ارتفاع أرباح تحويل النفط إلى وقود إلى مستوى قياسي.

 

ما حدث في خليج جالفستون يسلط الضوء على التحدي الذي يواجهه صانعو الوقود في جميع أنحاء البلاد. يسعى نظام التكرير في الولايات المتحدة لتلبية الطلب المتزايد على الوقود من خلال أسطول قديم من المصانع التي تتطلب إصلاحات مكلفة ومنتظمة.

 

زيادة إنتاج الوقود إلى أقصى حد عندما تكون الهوامش مرتفعة هي ممارسة شائعة في الصناعة، حيث تحاول شركات التكرير ضمان سلامة العمال مع الحفاظ على مسؤوليتها المالية تجاه مساهميها.

 

لكن الشركات لا تحقق هذا التوازن دائما. تأجيل الصيانة هو السبب الجذري لوفيات مصافي التكرير في الولايات المتحدة، وفقا لتقرير صدر في 2006 من شركة التأمين سويس ري. لكن رغم كثرة دلائل هذا النمط، فإن الرقابة الأمريكية تتخبط: فالبيانات الحكومية حول الإصابات والوفيات غير مكتملة، والعقوبات المفروضة على انتهاك قواعد السلامة لا تتجاوز في كثير من الأحيان أكثر من مجرد خطأ تقريبي في ميزانيات الشركات.


في الفترة التي سبقت انفجار خليج جالفستون، وفقا للتحقيق الداخلي للشركة، أجلت "ماراثون" صيانة كان من شأنها أن تساعد على اكتشاف صدع في مضخة بالقرب من وحدة صنع البنزين. استمرت المضخة في العمل، وفي النهاية تسربت مواد كيميائية قابلة للاشتعال. وأظهر فحص إدارة السلامة والصحة المهنية أن نظام الرش المجاور معطل أيضا.

 

ووصفت "ماراثون"، في بيان لها، تحقيقاتها الداخلية بأنها "جزء من عملية شاملة للتحسين المستمر للسلامة الشخصية والسلامة في العمليات".

 

وقالت الشركة: "نحن نسعى جاهدين لتوفير بيئة عمل نمكن فيها موظفينا وفرقنا من اتخاذ أي إجراء ضروري لتحقيق هدفنا المتمثل في خلو مكان العمل من الإصابات".

الأكثر قراءة