600 مليار دولار جدار من الديون يفصل المستثمرين عن الأسهم عالية الأخطار
الأسهم الأمريكية ذات الرسملة الصغيرة رخيصة وجذابة كما عهدناها، لكن مع حجم ديونها البالغ نصف تريليون دولار على مدى الأعوام الخمسة المقبلة، بات جذب المستثمرين إليها يتطلب إشارة قوية من الاحتياطي الفيدرالي للإقدام على المخاطرة.
وفقا لبيانات جمعتها "بلومبرغ"، الشركات ذات الرسملة الصغيرة في مؤشر راسل 2000 تمتلك مجتمعة 832 مليار دولار من الديون، 75% منها - 620 مليار دولار - تحتاج إلى إعادة تمويل بحلول 2029. في المقابل، فقط نصف التزامات الشركات في مؤشر إس آند بي 500 ذات الرسملة الكبيرة ستكون مستحقة بحلول ذلك العام.
تمتلك الشركات الأصغر قدرا كبيرا من الديون ذات أسعار الفائدة العائمة، في شكل قروض عادة، لأنها في الأغلب ليست مؤهلة للاقتراض في سوق السندات. وهذا يعني أن نفقات الفائدة عادة ما ترتفع بعد فترة وجيزة من رفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة. في المقابل، قد يأخذ رفع الفائدة وقتا أطول حتى يؤثر في تكاليف اقتراض الشركات الأكبر التي لديها ديون بسعر فائدة ثابت.
يرتبط أداء الشركات الصغيرة عادة بأداء الاقتصاد الكلي، ولهذا يشكك مختصون في شراء الأسهم عالية الأخطار -رغم تقييماتها الجذابة-بسبب استمرار تغير الظروف الاقتصادية وعدم اليقين في الأسواق.
شهد مؤشر راسل 2000 زيادة بلغت 1.6% هذا العام بسبب تضاؤل التوقعات بخفض أسعار الفائدة، في حين شهد إس آند بي 500 ارتفاعا نسبته 9.5%، ما يعني تخلف أداء الشركات الصغيرة عن الكبيرة.
حتى الآن، مر 30 شهرا دون أن يبلغ مؤشر الشركات الصغيرة ذروته، وهي أطول فترة منذ الأزمة المالية العالمية، وفقا لـ"بلومبرغ"، فيما بلغ إس آند بي 500 ذروته 22 مرة في 2024.
القضية بالنسبة إلى الشركات الصغيرة هي اتجاه أسعار الفائدة والتضخم المستمر في الاقتصاد.
يظهر وضع سوق الأسهم عدم وجود اقتناع عام بارتفاع الأسهم الذي بدأ في نهاية أبريل. عاد المستثمرون مرة أخرى إلى شركات التكنولوجيا الكبيرة، "العظماء السبعة"، التي تعد أكثر أمانا خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي، ما أدى إلى ارتفاع مؤشر بلومبرغ لإجمالي العائد على العظماء السبعة 9% تقريبا في الأسابيع الثلاثة الماضية.
على النقيض من ذلك، تتخذ صناديق التحوط أحد أكبر صافي المراكز المكشوفة في العقود الآجلة على مؤشر راسل 2000، وفقا لبيانات من شركة نيد ديفيز ريسيرش.
إلى جانب ذلك، لا تقف الأرباح في صف الشركات الصغيرة. تظهر أرقام "بلومبرغ إنتليجنس" أن إيرادات راسل 2000 للربع الأول في طريقها للارتفاع 0.3% فقط، مقابل 4% لمؤشر إس آند بي 500.
وبحسب تحليل أجراه بنك أوف أمريكا، حتى لو ظلت أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية، فمن المرجح أن تنخفض أرباح تشغيل الشركات الصغيرة غير المالية 32% على مدى الأعوام الخمسة المقبلة، لأن نصف ديونها قصيرة الأجل، أو بسعر فائدة عائم.
تستمر الشركات الصغيرة في الخسارة، حيث تسجل نحو 42% من شركات راسل 2000 حاليا ربحية سلبية، مقارنة بأقل من 20% في منتصف التسعينيات، وفقا لبيانات جمعتها "بلومبرغ".
يقر هيو جريفز، مدير الصندوق في صندوق بريمير ميتون للفرص الأمريكية أن جودة الشركات في راسل ساءت، ويحذر من تجنب جميع الأسهم الصغيرة. ويرى ديفيد ليفكويتز، رئيس الأسهم الأمريكية في "يو بي إس جلوبال ويلث مانجمنت"، أن يدعم انخفاض الفائدة بحلول نهاية العام المجموعة، ويؤدي الانتعاش المتوقع في النشاط التجاري إلى أرباح أقوى.
وبالنسبة إلى جريفز، فإن القضية لا تدور حول الشركات الصغيرة، بل بعدم وجود أسباب لتجنب عمالقة التكنولوجيا الذين كانوا في الصدارة دائما. وقال: "بمجرد توقف أدائهم المتفوق، سترى مديري الصناديق يتحمسون أكثر للشركات الصغيرة".