أسواق النفط مكاسب تتطلع للمزيد
حققت أسعار النفط خلال الأسابيع القليلة الماضية مكاسب قوية بعد فترة تحديدات كبيرة اختبرت معها الأسواق مجابهة قوية بين تخفيضات "أوبك+" وفائض الإنتاج الذي يتدفق من الولايات المتحدة وإيران وليبيا وفنزويلا وغيانا.
كان قرار "أوبك+" بتمديد التخفيضات الطوعية التي أقرتها المجموعة في مواجهة هذا العرض الكبير في الأسواق أحد أهم عوامل موازنة السوق النفطية في وقت كانت حقول النفط الأمريكية تنتج بغزارة مدفوعة بتحقيق مكاسب آنية للشركات الكبرى والصغيرة.
في أواخر الأسبوع الماضي وبداية هذا الأسبوع اقتربت أسعار خام برنت من مستويات 88 دولار البرميل مدفوعة بالتفاؤل الذي طرأ على الأسواق بعد اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي أشار إلى تخفيضات محتملة في أسعار الفائدة لهذا العام مخففا حربه الشرسة على التضخم، ما أنعش حجم التفاؤل في نمو الاقتصاد الأمريكي والعالمي.
كانت الصين أيضا عاملا مهما في هذه الارتفاعات التي أشارت الأرقام إلى زيادة في حجم طلب مصافيها على النفط بعد عدة تقارير متضاربة حول قوة النمو في الاقتصاد الصيني الذي يشكل أحد أهم عوامل الطلب العالمي كمستهلك مرجح في الأسواق النفطية.
احتضنت الأسواق الأخبار الإيجابية القادمة من الصين ومن مخرجات الاحتياطي الفيدرالي لتتجاهل حجم العرض القادم من الأمريكيتين الشمالية واللاتينية، ورغم أن حدة الضغط التي تشهدها مصافي روسيا وبنيتها التحتية التي تعرضت لهجوم كبير شل حركة 7 % من إنتاج هذه المصافي إلا أن مساهمة هذا الحدث ما زالت تلعب دورا في تصاعد الأسعار وارتفاعاتها.
وبنظرة على الأسواق في الربع الثاني من هذا العام فليس من المتوقع أن تتنازل "أوبك+" عن التخفيضات الطوعية التي أسهمت في هذه المكاسب والاستقرار إلى أن يتبين أن الأسواق لم تعد تعاني تخمة النفط الأمريكي والنفط القادم من أمريكا اللاتينية وإيران.
وإذا ازدادت وتيرة النمو في الصين فمن المتوقع أن زخم الارتفاعات في أسعار النفط سيتواصل محققا مكاسبا تفوق متوسط ما تم تحقيقه العام الماضي.