الصناعات المرتبطة بالشيخوخة السكانية في الصين تتوسع رغم النمو الاقتصادي البطيء
مع استقرار الاقتصاد الصيني الذي أصبح في "وضع طبيعي جديد" رغم أنه يتسم بالنمو البطيء، تضطر صناعات عديدة إلى تقليص حجمها، أو إعادة النظر في استراتيجياتها. لكن هناك على الأقل قطاعا واحدا متناميا في الاقتصاد يفوق وتيرة التوسع البطيء الجديد في البلاد.
الشيخوخة السكانية في الصين سريعة جدا، لدرجة أن مجموعة واسعة من الصناعات التي تلبي احتياجات كبار السن، من مستحضرات التجميل المضادة للشيخوخة إلى دور رعاية المسنين، بدأت تنمو بوتيرة مذهلة، بحسب موقع "ماركت ووتش".
في 2023 انكمش عدد سكان الصين للعام الثاني على التوالي، بعدما سجلت البلاد انخفاضا قياسيا في معدل المواليد. لم يعد كثير من الصينيين يرغبون في إنجاب أطفال، لأن تكلفة تربيتهم أعلى كثيرا مما هي عليه في معظم البلدان المتقدمة.
خلال الفترة من بداية الخمسينيات حتى 1979، عندما فرضت سياسة الطفل الواحد، كانت الأسر في الصين كبيرة في الأغلب. أطفال تلك العائلات الكبيرة هم الآن في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من العمر.
يعيش الشعب الصيني أيضا حياة أطول بكثير من ذي قبل. ويجني الشخص العادي في الصين نحو ثلث متوسط دخل نظيره الأمريكي، ومتوسط العمر المتوقع في الصين 78 عاما، أعلى نحو عامين مما في أمريكا.
الآن، يبلغ عدد السكان الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما فما فوق 330 مليونا، أي ما يعادل تقريبا إجمالي سكان الولايات المتحدة، وفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاء الصيني.
نُقل عن لي شينهوا، المستشار السياسي الوطني في مقاطعة شانشي شمالي الصين، قوله لوسائل الإعلام الرسمية إن تطلعات كبار السن ومطالبهم بجودة حياة أعلى قد تزايدت. وبحسب لي: "تطوير اقتصاد أصحاب الشعر الأشيب يتوافق مع هذا الاتجاه وسيساعد على تلبية الطلب على المنتجات والخدمات المتنوعة متعددة المستويات".
ومن المتوقع أن تصل القيمة السوقية لمكافحة الشيخوخة إلى 15 مليار دولار هذا العام. وأظهرت أداة تتبع البيانات التي تديرها شركة تشاينا سكيني للتحليل الاستهلاكي، أن مبيعات المنتجات التي تدعي مكافحة الشيخوخة زادت أربعة أضعاف خلال الفترة من 2020 إلى 2022.
"خلافا لجيل طفرة مواليد ما بعد الحرب العالمية الثانية في الغرب، عاشت الأجيال الصينية الأكبر سنا أوقاتا تقشفية وأصبحت، نتيجة لذلك، مقتصدة أكثر. هذا يتغير تدريجيا، ويرجع ذلك إلى الجائحة إلى حد كبير، عندما وصلوا جماعيا إلى الإنترنت، وتأثروا أكثر بقوة جذب التسوق عبر الإنترنت والتجارة الاجتماعية"، حسبما قال مارك تانر، المدير الإداري لشركة تشاينا سكني، لـ"ماركت ووتش".
وأضاف: "إلى جانب ذلك، الأجيال التي نشأت مع النزعة الاستهلاكية بدأت تدخل سنوات الشيخوخة، ما يساعد على زيادة ميل كبار السن الصينيين إلى الإنفاق".
والصناعات التي تستفيد من رغبات واحتياجات المتسوقين من جميع الأعمار، المهتمين بالشيخوخة وكبار السن الفعليين، واسعة ومتنوعة. استشهد تانر بمنتجات العناية بالبشرة والجمال والمكملات الصحية والأجهزة الطبية وخدمات العلاج. كذلك الأطعمة والمشروبات والمكونات التي تتميز بخصائص مضادة للشيخوخة.
وكما في الولايات المتحدة، تطورت بعض دور رعاية المسنين في الصين وأصبحت مدنا صغيرة في حد ذاتها، بمتاجر وأنشطة خاصة، بعضها مشمول في تكلفة المعيشة، وبعضها بتكلفة إضافية.