منتجو النفط الجدد يصعبون مهمة ضبط المعروض .. والأنظار على سلوك غيانا والبرازيل
قال لـ"الاقتصادية"، خبراء نفطيون، إن المنتجين الجدد للنفط الذين ظهروا على الساحة بإضافات قوية للإنتاج منذ بداية العام يسهمون في زيادة المعروض على حساب الطلب، ما يدعم قرار "أوبك+" في تمديد خفض الإنتاج للحفاظ على توازن السوق.
وقالوا، إن إجمالي الإنتاج الأمريكي من السوائل في الربع الرابع من العام الماضي بلغ 21.4 مليون برميل يوميا منها 13.3 مليون برميل يوميا من النفط والمكثفات ويتكون الباقي من سوائل الغاز الطبيعي والوقود الحيوي.
وخارج الولايات المتحدة، يسعى كبار منتجي النفط في إفريقيا إلى زيادة حصتهم في السوق على خلفية زيادة الاستثمار في المنبع والجهود المبذولة لتعزيز الإنتاج في الحقول الحالية وذلك في حين أن الإنتاج لا يزال محدودا - مع انخفاض عديد من البلدان الإفريقية الأعضاء إلى ما دون حصص إنتاج أوبك - ولكن شهد عام 2023 اكتشافات متعددة وبدء تطورات جديدة، ما قد يؤدي إلى زيادة خطوط الإنتاج الأساسية.
على صعيد آخر -وبحسب تقارير دولية- تواصل غيانا والبرازيل دفع الإمدادات في أمريكا اللاتينية إلى الارتفاع، حيث تتوقع التقارير أن الثنائي سيقودان زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا عام 2024.
وتشير الأرقام الصادرة عن منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، إلى أن الإمدادات من غير الأعضاء ستقفز إلى 1.6 مليون برميل يوميا، مقارنة بـ 1.4 مليون برميل يوميا هذا العام وحده.
وأضافت التقارير "تأتي بعد غيانا والبرازيل كل من النرويج والصين وكازاخستان والولايات المتحدة وبالنسبة لعام 2024 من المتوقع أن ينمو إنتاج السوائل من خارج أوبك بمقدار 1.4 مليون برميل يوميا دون تغيير عن تقييم أغسطس الماضي".
وفي هذا الإطار، قال مارتن جراف مدير شركة "إنرجي شتايرمارك" النمساوية للطاقة، إن الولايات المتحدة ليست الدولة الوحيدة التي تزيد إنتاجها، إذ حققت البرازيل وغيانا كميات قياسية من إنتاج النفط خاصة في الشهور الأخيرة ومن المتوقع تسجيل زيادات أوسع على مدار العام الجاري.
من جانبه، ذكر سلطان كورالي المحلل الألباني ومختص شؤون الطاقة والمصارف، أن بسبب الزيادات الواسعة في الإمدادات من خارج تحالف "أوبك +" اضطر التحالف إلى تمديد خفض الإنتاج.
بدورها، قالت ليندا تسيلينا مدير المركز المالي العالمي المستدام، إنه في حين ارتفع إنتاج النفط في الولايات المتحدة، أنتجت غيانا والبرازيل أيضا كميات قياسية في عام 2023، مشيرة إلى أن إنتاج البرازيل قفز بمقدار 400 ألف برميل يوميا ليصل إلى 3.6 مليون برميل هذا العام - وفقا لبيانات شركة كبلر- .
وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط اليوم الأربعاء بنحو 2 % بدعم من اضطراب محتمل في الإنتاج بعد الهجمات الأوكرانية على مصاف روسية ووسط توقعات بطلب عالمي قوي وآمال بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأمريكي" قد يبدأ في خفض أسعار الفائدة قريبا رغم صعوبة كبح التضخم في الولايات المتحدة فيما يبدو.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت تسليم مايو 1.52 دولار أو 1.9 % إلى 83.44 دولار للبرميل خلال التعاملات. وارتفع عقد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي لشهر أبريل نيسان 1.62 دولار أو 2.1 في المائة إلى 79.18 دولار.
ورغم الارتفاع القوي، جرى تداول خام برنت في نطاق ضيق أعلى من 80 دولارا للبرميل على مدار أكثر من شهر، لكنه ارتفع لوقت قصير أعلى من 84 دولارا في ذلك الوقت.
وفي مؤشر آخر على الطلب القوي، انخفضت مخزونات النفط الخام الأمريكية ومخزونات الوقود الأسبوع الماضي.