رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


صناعة الفعاليات والمؤتمرات تصنع الفرق

تشهد صناعة الفعاليات والمؤتمرات عالميا نموا سنويا يتجاوز 2.5 % ويتوقع أن تستمر في المحافظة على معدلات نمو متزايدة في الأعوام الخمسة المقبلة ليتجاوز 55 مليار دولار سنويا. كأي قطاع آخر إذا شهد نموا، فإن المساحة المتاحة للإبداع والابتكار تتزايد فتحولت هذه الصناعة إلى منصة ملفتة ومكلفة في الوقت ذاته، وتسهم في تنشيط قطاعات مختلفة. في العالم مؤتمرات ومعارض شهيرة أخذت حيزا من الاهتمام الدولي، ويعد لإقامتها ترتيبات هائلة مثل دافوس، معرض باريس للطائرات، الإكسبو وغيرها من الفعاليات والمؤتمرات، بل إن هناك دولا ومدنا كبرى في العالم تعد رزنامة فعالياتها بشكل متسلسل لجذب الزوار والأنظار لها، وذلك مثل ما صنعت دبي في الأعوام الماضية، فرزنامة دبي من الفعاليات عامرة وممتلئة. تجاوز أثر الفعاليات والمؤتمرات التنشيط الاقتصادي إلى التأثير على تقديرات النمو للبلدان المستضيفة للأنشطة، صدر تقرير على بلومبرغ ترجح فيه مراجعة نمو الاقتصاد السنغافوري هذه السنة لأجل مجموعة الحفلات التي ستقيمها المغنية تيلور سويفت هناك، وهذا يعطي تصورا على التأثير. شهدت السعودية في الأعوام الأخيرة زخما متصاعدا في المؤتمرات وصناعة الفعاليات بمختلف أنواعها، إن كان بمبادرات الجهات الحكومية أو بمجهودات القطاع الخاص، وحقق هذا الزخم تزايدا في الطلب على منظمي المعارض والمؤتمرات لكونها صناعة تحولت نحو الاحترافية لتزايد الطلب. المتتبع لصناعة الفعاليات يتذكر أن في بداية الانطلاقة وجدت الشركات الأجنبية مساحة كبيرة لها في السعودية لكونه قطاعا حديثا ارتفع الطلب على مخرجاته وتعهداته بشكل كبير، واجه هذا الإقبال مبادرات شاملة من القطاعات الحكومية لاستقطاب المعرفة وتوطينها كصناعة، وهذا بدوره صنع فرص أعمال إضافية وإيجاد وظائف مباشرة في أحد فروع القطاع الخدمي. احتفلت وزارة السياحة قبل أيام بتجاوزها مستهدفاتها السياحية بـ 100 مليون زائر مستبقة الوقت الزمني المحدد للهدف وبهذا رفع سمو ولي العهد سقف التحدي إلى 150 مليون زائر للسعودية. كون صناعة المؤتمرات والفعاليات لها تأثير على السياحة وأعداد الزائرين، فإن احتضان مزيد من الفعاليات يعزز فضول الزائرين لاكتشاف السعودية. يتوقع أن يشهد قطاع السياحة الدولي نموا يدفعه إلى أن يمثل 11.6% من حجم الاقتصاد العالمي أي صناعة بـ 15.5 ترليون دولار في 2033 مقارنة بـ 10 تريليون دولار في 2019، وبعدد عاملين يتجاوز 430 مليون موظف عالميا. هذا سيمثل بوابة واسعة لخلق فرص للسياحة بشكل عام والفعاليات والمؤتمرات كمسار من مساراتها. على سبيل التأثير الدولي والابتكار نظمت السعودية مؤتمرات استقطبت الأنظار وأخذت مكانها في رزنامة الفعاليات الدولية منها مبادرة مستقبل الاستثمار ومؤتمر ليب التقني. هذه التجمعات تنجح وتزدهر بالصفقات المصاحبة ومساحة الأعمال التي تتاح من خلالها للترويج عن الأفكار، المنتجات والشركات والشراكات، وهذا ما شهدناه في مؤتمراتنا المحلية في الأعوام الأخيرة وأحد أهم مؤشرات النجاح، إضافة إلى ذلك نجحت هذه الصناعة في خلق فرص أعمال في صناعة تنظيم الفعاليات، وكذلك خلقت وظائف مباشرة ومؤقته متعددة على حد سواء، أيضا استفادت القطاعات الخدمية بشكل مباشر، فالكل شهد الإشغال العالي للوحدات السكنية والفندقية في الرياض، وكذلك نشاط الخدمات السياحية المصاحبة أو اللوجستية، إضافة إلى أنشطة الأغذية والمشروبات. ترتبط صناعة الفعاليات بدائرة عريضة من القطاعات، وهذا أيضا يتيح لأصحاب الأعمال الغوص أكثر في الفرص المتاحة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي