أسواق النفط تترقب .. هل تحتفظ مضاربات الصعود بالسيطرة أم لا؟

أسواق النفط تترقب .. هل تحتفظ مضاربات الصعود بالسيطرة أم لا؟
البيانات الاقتصادية الضعيفة من الصين كبحت وتيرة مكاسب النفط على نحو غير متوقع. "رويترز"
تتبنى سوق النفط حاليا نهج الانتظار والترقب، لقياس ما إذا كان المضاربون على الصعود سيحتفظون بالسيطرة أم لا، بحسب ما أشار إليه محللون بالقطاع في حديثهم لـ"الاقتصادية". وعادت أسعار النفط الخام لمواجهة ضغوط هبوطية، بفعل بيانات اقتصادية ضعيفة من الصين، إذ كبحت وتيرة المكاسب على نحو غير متوقع مسبقا. وقال مدير شركة "في جي اندستري" الألمانية سيفين شيميل، إن وتيرة الانخفاضات عادت، حيث أن التجار والمحللون أخذوا في الحسبان بالفعل قرار "أوبك+" الذي كان متوقعا على نطاق واسع وعُدّ أيضا ضروريا لتعويض التراجع الموسمي في الطلب وارتفاع الإنتاج من المنتجين الآخرين. وأشار إلى أن النفط تراجع بعد أن اصطدم بمقاومة بالقرب من 80 دولارا للبرميل، حيث حقق تحالف "أوبك+" التوقعات بأحدث تحركاته الإنتاجية، مشيرا إلى تأكيد "أوبك" أن التخفيضات ستعود تدريجيا رهنا بظروف السوق. من جانبه، ذكر مدير شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات روبين نوبل، أن النفط الخام هذا العام يسير في اتجاه صعودي بطيء ثابت، ومع ذلك فإن التوقعات المتأخرة بشأن الموعد الذي سيبدأ فيه مجلس الاحتياطي الفيدرالي خفض الفائدة والإنتاج القوي من خارج "أوبك+" وتوقعات الطلب الصيني الهشة قد حدت من المكاسب. نوبل نوه بأن الصين فاجأت الأوساط المالية والاقتصادية بالإعلان عن هدف نمو متواضع نسبيا للناتج المحلي الإجمالي يبلغ 5% وهو ما يقترب من معدل نمو العام الماضي الذي بلغ 5.2%، مشيرا إلى التحديات الحاسمة التي تواجه البلاد للحفاظ على نموها الاقتصادي، ولا سيما ديون الحكومات المحلية وضعف الطلب المحلي ونشاط التصدير الضعيف، وأزمة القطاع العقاري. من ناحيته، أوضح كبير محللي شركة "أيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز ماركوس كروج، أن قرار "أوبك+"، تمديد تخفيضات الإمدادات إلى الربع الثاني من العام الحالي كان متوقعا، لذلك كان رد فعل السوق ضعيفا إلى حد ما، مشيرا إلى أهمية التخفيضات الروسية الإضافية بمقدار 471 ألف برميل يوميا نتيجة لانخفاض تشغيل المصافي، بسبب ضربات الطائرات بدون طيار الأوكرانية. ولفت إلى أن تباطؤ النمو العالمي تجسد من خلال واقع الركود الفني في الاقتصادات الكبرى مثل المملكة المتحدة واليابان والاتحاد الأوروبي، في حين تكافح الصين التي تشكل معظم نمو الطلب على النفط لتنشيط اقتصادها.

الأكثر قراءة