محللون لـ "الاقتصادية": تمديد «أوبك+» تخفيضاتها ضرورة لامتصاص الزيادات الأمريكية والتعامل مع شكوك الاقتصاد العالمي

محللون لـ "الاقتصادية": تمديد «أوبك+» تخفيضاتها ضرورة لامتصاص الزيادات الأمريكية والتعامل مع شكوك الاقتصاد العالمي
"أوبك+" لا تزال حذرة وسط حالة عدم اليقين المستمرة المحيطة بالطلب الصيني. "رويترز"

أكد محللون دوليون في قطاع النفط، أن قرار دول "أوبك+" تمديد تخفيضاتها الطوعية، ضرورة لامتصاص تأثير زيادات الإنتاج من خارج "أوبك+" كالولايات المتحدة، وللتعامل مع الشكوك المحيطة بنمو الاقتصاد العالمي.

وأعلن تحالف "أوبك+" تمديد تخفيضات طوعية قدرها 2.2 مليون برميل يوميا، للربع الثاني من 2024، لدعم استقرار وتوازن أسواق النفط، لافتا إلى أنه يتم احتساب هذه التخفيضات الطوعية من مستوى الإنتاج المطلوب لعام 2024 وفقا للاجتماع الوزاري الـ35 لمنظمة أوبك المنعقد في 4 يونيو 2023، وهي إضافة إلى التخفيضات الطوعية التي تم الإعلان عنها في أبريل 2023، وتم تمديدها لاحقا حتى نهاية عام 2024.

من جانبه، قال لـ"الاقتصادية" ارفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة "افريكان ليدرشيب" الدولية: إن تمديد تخفيضات الإنتاج في المرحلة الراهنة مهمة، في ظل زيادات الإنتاج من خارج "أوبك+" فضلا عن الشكوك المحيطة بنمو الاقتصاد العالمي، موضحة أن السعودية تعد مثالا يحتذى به من خلال تمديد تخفيضها الطوعي.

وأشارت إلى تنفيذ "أوبك+" تخفيضات متتالية في الإنتاج منذ أواخر عام 2022 لتحقيق الاستقرار في السوق، جاء وسط زيادة الإنتاج من المنتجين غير الأعضاء مثل الولايات المتحدة، إلى جانب المخاوف بشأن الطلب بسبب ارتفاع أسعار الفائدة في الاقتصادات الكبرى.

من جانبه، ذكر لـ"الاقتصادية" مفيد ماندرا نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة، أن توقعات التمديد لتخفيضات إنتاج "وأبك+" كانت مسيطرة على السوق على مدار عدة أيام مضت، مقابل توقعات مضادة محدودة ترى أن بعض أعضاء "أوبك+" سيسعون إلى زيادة العرض مع أسعار برنت فوق 80 دولارا.

وأشار إلى أنه بات واضحا لكل المتعاملين في السوق النفطية، أن "أوبك+" لا تزال حذرة بشأن إعادة العرض الإضافي وسط حالة عدم اليقين المستمرة المحيطة بالطلب في الصين.

وأضاف أنه بالنظر إلى المستقبل فإن اجتماع "أوبك" القادم في يونيو، سيوفر نظرة ثاقبة حول كيفية تصور "أوبك" لنمو الطلب في آسيا النامية في عامي 2024 و2025، فيما تركز طموحات السوق على الزيادة المتوقعة في الطلب في وقت لاحق من هذا العام.

وبالعودة إلى بيان "أوبك+"، فإن التخفيضات الطوعية الإضافية، شملت السعودية (مليون برميل يوميا) والعراق (220 ألف برميل يوميا) والإمارات (163 ألف برميل يوميا) والكويت (135 ألف برميل يوميا) وكازاخستان (82 ألف برميل يوميا) والجزائر (51 ألف برميل يوميا) وعمان (42 ألف برميل يوميا)، وسيتم تعديل هذه التخفيضات الطوعية تدريجيا وفقا لظروف السوق.

وأضاف، أن ذلك يأتي إضافة إلى الخفض الطوعي الذي أعلنته روسيا بمقدار 471 ألف برميل يوميا للفترة نفسها (الربع الثاني من عام 2024) الذي سيكون من إنتاج وصادرات النفط الخام وفق الجدول الزمني التالي، وهو في أبريل 350 ألف برميل يوميا من الإنتاج و121 ألف برميل يوميا من الصادرات، وفي مايو 400 ألف برميل يوميا من الإنتاج و71 ألف برميل يوميا من الصادرات، وفي يونيو 471 ألف برميل يوميا تماما من الإنتاج.

وبحسب البيان، يأتي خفض روسيا الطوعي لإنتاجها، إضافة إلى الخفض الطوعي البالغ 500 ألف برميل يوميا الذي أعلنت عنه سابقا في أبريل 2023، الذي يمتد حتى نهاية ديسمبر 2024، وسيتم خفض الصادرات من متوسط مستويات التصدير لشهري مايو ويونيو لعام 2023.

الأكثر قراءة