«فزعة البيت» .. موروث مجتمعي يعود إلى 300 عام

«فزعة البيت» .. موروث مجتمعي يعود إلى 300 عام
حظيت منطقة "فزعة البيت" في قرية التأسيس بجدة، بإقبال كبير من قبل الزوار، حيث جذبت رائحة الطين الممزوجة بالمياه زوارالمنطقة، وجعلتهم يستشعرون الماضي وروائحه الأصيلة. تعكس فزعة البيت، التي تعود إلى 300 عام، روح المساعدة والمسؤولية التي تعد من القيم العربية الأصيلة، فعندما كان يقوم شخص ببناء منزله، يقوم بتوجيه دعوة للأقارب وأهل الحي للمساعدة، ويعد ذلك من واجباتهم وفاء له بتقديم الفزعة والمساعدة، وبعد الانتهاء من البناء يقوم بالاحتفال وتوزيع الأطعمة فرحا بإتمام البناء. وشارك زوار القرية، في عملية البناء باستخدام الأساليب والتقنيات التقليدية، من خلال تشكيل الطين المخلوط بالمياه وبعض المكونات التي كانت تستخدم قديما، كالحجر والأثل والتبن والخشب، وبناء الجدران والأرضيات، بجو يتخلله روح المشاركة والتعاون والأصالة التي تميز بها سكان الجزيرة. وتضمنت الفعاليات عرض وشرح لأساليب البناء قديما، وتصميم المنازل، حيث كان المواطنون يحرصون على أن تنعزل غرفة استقبال الضيوف عن باقي المنزل، وأن تكون النوافذ شمالية لتهوية المنزل، وشرقية لدخول ضوء الشمس. وعادت فزعة البيت بالعم راشد الشهري -أحد زوار قرية التأسيس- للزمن القديم، حيث أشار إلى أن أساسيات البناء قديما ما زال يعمل بها إلى الوقت الحاضر مع إضافه التقنيات الحديثة. وأوضح الشهري، أن البناء قديما كان بحسب توفر المكونات الطبيعية في المنطقة، فكانت تتميز البنايات في نجد بالطين والأثل، وفي الحجاز بالحجارة، وفي بعض المناطق الساحلية بالخشب، فلكل منطقة مواد بناء خاصه بها، ولها حرفيون.

الأكثر قراءة