محللون لـ«الاقتصادية»: الحاجة للاستثمار في الوقود الأحفوري متزايدة وتحذيرات أمين «أوبك» واقعية
ارتفعت أسعار العقود الأجلة تسليم أبريل لخام برنت اليوم 0.7% عقب تصريحات هيثم الغيص الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" بأن الدعوة لوقف الاستثمارات في الوقود الأحفوري تعرض أمن الطاقة للخطر، وأن الاستثمار فيه إحدى القضايا الرئيسة للمنظمة، مضيفا أن النفط والغاز يمثلان 60 % من مزيج الطاقة العالمي.
وارتفعت أسعار برنت اليوم إلى مستوى 78.54 دولار للبرميل مقارنة بـ78 دولارا تسوية أمس الإثنين، فيما كان الخام بلغ 82.9 دولار بإغلاق 30 يناير الماضي، لكن الأسعار تبقى متراجعة 5.2 % في آخر خمس جلسات، رغم الارتفاع اليوم.
واتفق محللون نفطيون مع تصريحات هيثم الغيص الأمين العام لمنظمة "أوبك"، مؤكدين أنه قدم رؤية موضوعية لحماية أمن الطاقة العالمي. وقالوا لـ"الاقتصادية"، إن حاجة المستهلكين لكل موارد الطاقة متزايدة، خاصة في ظل جهود حكومية دولية لتسريع التنمية في الاقتصادات الناشئة وبقاء مزيج الطاقة في أغلب دول العالم تحت قيادة الوقود التقليدي.
وفي هذا الإطار، أوضح أندريه يانييف المحلل البلغاري والباحث في شؤون الطاقة، أن "أوبك" تولي اهتماما كبيرا لتعزيز وتنمية الاستثمارات النفطية، خاصة في مشاريع المنبع مع التزامها الكامل برفع كفاءة الإنتاج وخفض الانبعاثات، وهي تحذر في الوقت نفسه من خطر الضغوط التى تمارسها جماعات المناخ الدولية، مشيرا إلى تأكيد أحدث بيانات منظمة "أوبك" إلى الحاجة لاستثمارات قيمتها 14 تريليون دولار بحلول 2045.
ورغم التشكيك المستمر في قوة البيانات الصينية والأمريكية إلا أن الدولتين رصدتا خططا فاعلة في التحفيز المالي والتوظيف وعلاج الأزمة العقارية في الصين، ما يرجح معه أن الطلب سيواصل الارتفاع على الوقود الأحفوري، بحسب يانييف.
من ناحيتها، قالت ليز أكسوي المحللة الصينية ومختصة شؤون الطاقة، إن أمين عام "أوبك" حرص على رفض أي اتفاقات تستهدف القضاء على الطاقة التقليدية خلال مشاركته في قمة المناخ الأخيرة، كما شدد على هذه الرؤية في كثير من المحافل والمنتديات الدولية، سواء في الدول الصناعية أو النامية.
ونقلت عن شركة بايونير للموارد الطبيعية تأكيدها أن الطلب العالمي على النفط الخام مستمر في الارتفاع، لكن نمو العرض لا يزال محدودا، ما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار في وقت لاحق، مشيرة إلى أهمية التعاون مع "أوبك" لتخفيف أعباء صناعة النفط التي تأثرت بارتفاع تكاليف العمالة والمواد، ما أدى إلى تقليص هوامش الربح، إضافة إلى قيود المناخ ومطالب المستثمرين بالحد من الإنفاق.
وسبق أن طالب أمين "أوبك" وكالة الطاقة الدولية بـ "توخي الحذر الشديد إزاء مزيد من محاولات تقويض" الاستثمارات في صناعة النفط، وهي الاستثمارات التي ينظر لها باعتبارها مسألة مهمة للنمو الاقتصادي العالمي. وتزامنت تصريحات الغيص مع تحذيرات متكررة من الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي من خطورة نقص الاستثمارات في النفط والغاز على الإمدادات العالمية ونقصها في وقت يكون العالم في أمس الحاجة اليها.
في السياق ذاته، كان سهيل المزروعي وزير الطاقة الإماراتي قد قال: إن استثمارات شركات النفط الدولية والوطنية ضرورية، مؤكدا أن هذه الاستثمارات تتطلب أن تكون الأوساط المالية عازمة على تمويل النفط والغاز.