حذر في أسواق النفط من الإمدادات القوية خارج "أوبك"

حذر في أسواق النفط من الإمدادات القوية خارج "أوبك"
ارتفاع سعر النفط بأكثر من 8 في المائة خلال يناير الجاري. المصدر: "رويترز"

يبدو أن استمرار تقلبات أسعار النفط الخام ستتواصل خلال الأسبوع الجاري، وسط مخاطر تؤرق السوق بسبب تهديدات تتعرض لها طرق النقل وارتفاع تكاليف الشحن.
تأتي تقلبات السوق وسط آفاق إيجابية للطلب العالمي، في ظل اعتماد الاقتصادات الكبرى والنامية الاعتماد على النفط والغاز.
وقال لـ «الاقتصادية»، محللون نفطيون إن أسعار النفط ارتفعت إلى أعلى مستوى في شهرين بعد استهداف ناقلة وقود بالقرب من اليمن، ما يسلط الضوء على المخاطر الجيوسياسية التي تهدد إمدادات الخام.
وأشاروا إلى ارتفاع سعر النفط بأكثر من 8 في المائة خلال يناير الجاري بدعم إضافي من السحب الكبير غير المتوقع من المخزونات الأمريكية والجهود التي يبذلها صناع السياسات الصينيون لدعم الاقتصاد، ومع ذلك لا يزال عديد من التجار حذرين؛ نظرا لاحتمالات نمو الإمدادات القوية من المنتجين من خارج "أوبك" فضلا عن تباطؤ نمو الطلب من كبار المستوردين بما في ذلك الهند.

آفاق الطلب

قال لـ «الاقتصادية» بيتر باخر؛ المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة، إن آفاق الطلب العالمي على النفط الخام إيجابية للغاية، مشيرا إلى أن أحدث تقارير "وورلد أويل" تشير إلى أن أسعار النفط والغاز والسوق البحرية والسياسات التنظيمية ونشاط الحفر لـ2024 جيدة للغاية، إذ إنه بغض النظر عن طموحات "صافي الصفر" فإن الدول الكبيرة والصغيرة ستستمر في الاعتماد على أمن الطاقة الذي يوفره النفط والغاز.
وأضاف أن العالم النامي يحتاج إلى الوقود التقليدي أكثر من أي وقت مضى، مشيرا إلى ارتفاع الطلب على الطاقة في الدول الصاعدة التى تشهد تنمية صناعية سريعة.
بدورها، ذكرت آرفي ناهار؛ مختص شؤون النفط والغاز في شركة أفريكان ليدرشيب الدولية، أن الإحصائيات تؤكد نمو السوق العالمية بمقدار 20 مليون برميل يوميا منذ عام 2000.
وأوضحت أن قطاع الطاقة التقليدية حقق كثيرا من النجاحات في مجال الابتكار خاصة قطاع النفط الصخري الزيتي في الولايات المتحدة، مبينة أن النمو الاقتصادي في آسيا يعد من العوامل الأساسية التي تؤثر في الطلب العالمي، كما سيكون هناك دائما تركيز على العرض طالما أن الطلب موجود وسيتزايد باستمرار في المستقبل المنظور.

مخاطر النقل والشحن

من جانبه، قال روس كيندي العضو المنتدب لشركة كيو إتش أيه لخدمات الطاقة، إن معنويات السوق النفطية تتأثر بتزايد التوترات والمخاطر الجيوسياسية التي تتعرض لها السفن في البحر الأحمر، ما يهدد بانقطاع في الإمدادات وارتفاع الأسعار.
ونقل عن تقارير دولية تشير إلى أن أسعار الشحن للناقلات والحاويات النظيفة وصلت إلى ما يقرب من 100 ألف دولار يوميا بسبب الاضطرابات في البحر الأحمر، موضحا أن هذا الانسداد أدى إلى زيادة تكاليف الشحن خاصة بالنسبة لشحنات النفط والحاويات ما أثر في طرق التجارة العالمية.
بدوره، ذكر دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة تكنيك جروب الدولية، أن مخاطر النقل والشحن تؤرقان السوق النفطية، حيث أدى هذا الوضع إلى ضغوط تضخمية ومخاوف بشأن استدامة أسعار الشحن الحالية وتأثيرها المحتمل في الاقتصاد العالمي.
ولفت إلى أن توقعات زيادة المعروض تقلصت بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أنها تدرس ما إذا كان ينبغي لها إعادة فرض عقوبات النفط على فنزويلا بسبب فرض قيود على بعض المرشحين السياسيين في البلاد، مبينا أن إنتاج فنزويلا من النفط الخام كان قد ارتفع بعد إعلان سابق عن رفع العقوبات.

الأكثر قراءة