رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


عام لعبة «الدجاج السياسي» «2 من 2»

سيلقى اللوم على الرئيس الأمريكي بايدن، بغض النظر عما إذا كان ذلك خطأه أم لا. وفضلا عن ذلك، يجب على بايدن أن يقلص من التوتر في العلاقات الأمريكية مع الصين، مع أن الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء يعدون تلك البلاد عدوا خطيرا.
إن نتائج هذه الانتخابات ستعتمد على الاعتراف المتبادل من كل طرف بأن مرشح الطرف الآخر ضعيف. وكانت جاذبية بايدن بين الديمقراطيين في السابق ترجع في جانب كبير منها إلى كونه قد تغلب على ترمب في 2020، عندما خسر كثيرون من أعضاء الحزب المنافسة. لكن الآن، يتساءل المرء ما إذا كان قائد أصغر سنا سيكون أكثر فاعلية في حشد الناخبين، خاصة الأمريكيين من فئة الشباب الذين قد لا يصوتون على الإطلاق.
هنا يكمن التشابه مع "لعبة الدجاجة"، رجلان عجوزان يتسابقان نحو حافة، ويجب على كل طرف إبقاء مرشحه الضعيف في اتجاه الحافة لإقناع الطرف الآخر بإبقاء مرشحه الضعيف في السباق. وإذا سنحت الفرصة لمرشح يتمتع بقدر أكبر من الحيوية وله سجل سياسي محدود أن يدخل المنافسة في اللحظة الأخيرة، فسيحظى الطرفان بفرصة كبيرة للفوز، لكن إذا كان أمام الطرف الآخر ما يكفي من الوقت لترشيح مرشح أفضل أيضا، فستكون اللعبة لمصلحة أي طرف من الطرفين.
ما يثير الاستغراب هو أن استطلاعات ترمب القوية قد تغير هذه الدينامية. فإذا أجبر حزب الجمهوريين على الاعتراف بأن ترمب سيفوز في الانتخابات، فمن المحتمل أن يظل في السباق ويتجاوز الحافة. وفي ظل هذه الظروف، من المنطقي أن ينشق أنصار ترمب "بلغة نظرية اللعبة" عن عربة ترمب الكارثية ما داموا يستطيعون ذلك. والمفاجأة أننا بدأنا نلاحظ ذلك مع ظهور نيكي هالي كبديلة ممكنة له. وإذا تحولت الدينامية الجمهورية، فسيكون ذلك إشارة قوية للديمقراطيين لاختيار مرشح أصغر سنا.
إن هذا المنطق في انتخابات الولايات المتحدة مهم، لأنه مرتبط بلعبة دجاجة أخرى. إذ تعاني روسيا إرهاقا اقتصاديا وعسكريا، وارتفاع معدلات التضخم، بل هناك ما يشير إلى اندلاع احتجاجات من أسر الجنود الذين علقوا في صراع انتحاري. لكن الرئيس بوتين كان يراهن على أنه إذا استمر طويلا بما فيه الكفاية، فإن الطرف الآخر سينسحب وسيقلل من دعمه لأوكرانيا. وإذا أصبح الأمريكيون غير راضين وتزايدت انقسامات الأوروبيين، فقد يسفر ذلك عن "موجات التسونامي" الشعبوية الانتخابية التي يحتاج إليها في أوروبا والولايات المتحدة. إن فوز ترمب في نوفمبر يعني أن بوتين قد فاز بالرهان، وسيكون قد فاز في لعبة الدجاجة الدولية.
لكن هذه اللعبة الثانية تعتمد على الأولى. فإذا استبعدت فترة رئاسية أخرى لترمب بسبب التفاعل المعقد للحسابات الانتخابية بين الجمهوريين والديمقراطيين، فستتلاشى احتمالية التخلي عن أوكرانيا. والأفضل من ذلك، أنه إذا كان هناك اعتراف عام بأن الألعاب الطائشة تليق أكثر بسينما هوليوود، فسندخل عصرا جديدا من العقلانية السياسية.

خاص بـ«الاقتصادية» بروجيكت سنديكيت، 2023.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي