الأسواق ستنطلق مع تحول «الفيدرالي» إلى خفض الفائدة

الأسواق ستنطلق مع تحول «الفيدرالي» إلى خفض الفائدة

ستنطلق الأسواق المالية بمجرد أن يتأكد المستثمرون من أن الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى من رفع أسعار الفائدة، حسبما توقع جيمس جورمان الرئيس التنفيذي المنتهية ولايته لبنك مورجان ستانلي، وبهذا فهو يقدم نظرة متفائلة لخليفته.
وفي مقابلة موسعة مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" قبل أيام من تسليمه منصب الرئيس التنفيذي لتيد بيك، الرئيس المشارك لبنك مورجان ستانلي، قال جورمان أيضا "إن النظام المصرفي أصبح أكثر أمانا خلال فترة ولايته التي دامت 14 عاما"، تاركا غباءهم "أصحاب القرار في البنوك الرئيسة"، كواحد من أكبر التهديدات التي لا تزال تواجه البنوك.
وكافحت الأسواق المالية وأجزاء من الأعمال المصرفية الاستثمارية الخاصة في بنك مورجان ستانلي للتكيف مع حملة الاحتياطي الفيدرالي القوية للقضاء على التضخم، في حين بدأ المستثمرون الآن استيعاب رسائل متضاربة من مسؤولي البنوك المركزية حول موعد بدء خفض أسعار الفائدة.
وقال جورمان لصحيفة "فاينانشيال تايمز"، "لقد أدت صدمة زيادة أسعار الفائدة في الآونة الأخيرة إلى إعاقة الصفقات المصرفية وصفقات أسواق المال، لأن الجميع لا يعرفون حقا ما تكلفة تمويلهم".
وأضاف "في اللحظة التي أشار فيها الاحتياطي الفيدرالي بصورة محددة إلى أنه توقف عن رفع أسعار الفائدة، علاوة على الموعد الذي يقوم فيه أولا بخفض أسعار الفائدة، فإن هذه الأسواق ستنطلق. ونحن في المركز الذي سيحدث فيه هذا الإجراء".
وسيتنحى جورمان، البالغ 65 عاما، عن منصبه كرئيس تنفيذي في الأول من يناير ويسلم زمام الأمور لبيك.
"لا أريد أن أكون الرئيس التنفيذي بعد الآن. لقد أحببت ذلك. لقد أحببت كل ما فيه. وقد قمت بذلك لمدة 14 عاما، وهذا يكفي".
سيبقى المرشحان الآخران للمنصب الأعلى - وهما آندي سابرستين ودان سيمكوفيتز - كرئيسين مشاركين. كما سيبقى جورمان رئيسا تنفيذيا لمجلس الإدارة في العام الأول لبيك في وظيفته، مستكملا عملية انتقال سلسة بشكل غير عادي بالنسبة إلى وول ستريت.
"يمكنك القول إن بنك مورجان ستانلي يديره مستشار إداري، وإن بنك جولدمان ساكس يديره متداولون ومصرفيون"، كما قال أحد المصرفيين في بنك جولدمان، في إشارة إلى التناقض في الصراع على السلطة بين ديفيد سولومون وهارفي شوارتز في سباق خلافة بنك جولدمان عام 2018.
وقد ميزت هذه العملية السلسة جورمان بأنه من البارعين في أمور الخلافة. ومن المقرر أن ينضم إلى مجلس إدارة "والت ديزني" العام المقبل، حيث سيشارك في لجنة خاصة للتخطيط للخلافة. فقد واجه أعضاء مجلس إدارة ديزني وبوب إيجر رئيسها التنفيذي، انتقادات من المستثمرين وخبراء الحوكمة بسبب سوء التخطيط للخلافة، مع عودة إيجر لإدارة الشركة في عام 2022 بعد أن استمر خليفته الذي اختاره بنفسه لمدة تقل عن ثلاثة أعوام.
وقال جورمان "ليس هذا هو سبب انضمامي إلى مجلس إدارتهم على وجه التحديد، وسيكون الأمر متروكا للرئيس التنفيذي لشركة ديزني ورئيس مجلس إدارتها فيما يتعلق بكيفية عملي في هذه العمليات. إن (الخلافة) هي شيء أنا متحمس جدا له. فأنا أفكر في إدارة المواهب لدينا هنا لعقود من الزمن".
جورمان، الأسترالي الذي وصفه زملاؤه بالانطوائي، لم يكن مرشحا تقليديا لواحدة من أكبر الوظائف في وول ستريت. فبعد أن أصبح شريكا كبيرا في شركة ماكينزي وقضى فترة في بنك ميريل لينش، انضم إلى بنك مورجان ستانلي في عام 2006 ليخلف جون ماك كرئيس تنفيذي بعد أربعة أعوام فقط.
وقد تطور جورمان في هذا المنصب، ونمت لديه الثقة بإبداء رأيه حول العمل الذي يقوم به الاحتياطي الفيدرالي، كما أخبر المستثمرين بشكل عرضي أخيرا بأن بنك مورجان ستانلي سيدير في نهاية المطاف أصولا بقيمة 20 تريليون دولار، أي أكثر من ثلاثة أضعاف المبلغ الذي يشرف عليه حاليا.
وقال أحد الأشخاص الذين عرفوه منذ أعوام، "إن جيمس جورمان الذي نراه الآن ليس هو جيمس جورمان في عامه الأول. جيمس هو شخص انطوائي أصبح مصقولا للغاية".
وكان بنك مورجان ستانلي على وشك الانهيار خلال الأزمة المالية لعام 2008، وكان مستقبله لا يزال غير مؤكد عندما تولى جورمان منصبه في عام 2010. حيث قام بتنويع أعماله بعيدا عن الخدمات المصرفية الاستثمارية والتداول، وهي أنشطة لا يحبها المستثمرون بسبب عدم القدرة على التنبؤ بها، وضاعف إدارة الثروات والأصول، التي تعد أعمالا أكثر موثوقية.
وقد ساعدت هذه الدفعة القيمة السوقية لـ(مورجان ستانلي) على تجاوز القيمة السوقية لمنافسه (جولدمان ساكس)، الذي يحاول الآن أيضا النمو في إدارة الثروات والأصول.
وقد صنف جورمان وقته كرئيس تنفيذي بدرجة "إيه سالب"، قائلا "إن حصوله على تصنيف أعلى سيكون أمرا غير أخلاقي، وسيكون اختيار درجة أقل بمنزلة تواضع زائف".
"لقد قمنا بعمل جيد، بموضوعية. لقد تضاعفت قيمة السهم ثلاث مرات بشكل أساسي".
يرى جورمان أن القوانين الجديدة منذ الأزمة المالية التي تتطلب من البنوك الاحتفاظ بمزيد من رأس المال والخروج من الأنشطة الأكثر خطورة جعلت النظام أكثر أمانا، لدرجة أن أكبر التهديدات للبنوك الآن هي عوامل تشغيلية مثل الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي و"غباء إدارتهم".
وقال "إن الإخفاقات البارزة لثلاثة بنوك أمريكية إقليمية هذا العام - وهي بنك وادي السيليكون، وبنك سيجنيتشر، وفيرست ريبابليك - كانت من صنعهم بالكامل". كما خص بالذكر بنك كريدي سويس، الذي انهار في مارس الماضي واشتراه بنك يو بي إس، كمثال على فشل إدارة المخاطر التشغيلية.
"ليس من قبيل الصدفة أن المؤسسة الوحيدة على مستوى العالم، من بين المؤسسات النظامية (ذات الصلة)، التي فشلت فعليا - وهي لم تفشل فعليا من منظور رأس المال والميزانية العمومية والسيولة - كانت بنك كريدي سويس. لقد فشلوا من منظور مخاطر التشغيل والإدارة".
وقد واجهت البنوك الأوروبية الكبيرة صعوبات منذ الأزمة المالية، ما سمح لمنافستها الأمريكية مثل مورجان ستانلي بالنمو بشكل أكبر بكثير، لكن جورمان قال "إن الأعوام المقبلة توفر فرصا للأوروبيين لسد هذه الفجوة".
وقال جورمان "في وقت من الأوقات، كان كل من (كريدي سويس)، و(يو بي إس)، و(باركليز)، و(دويتشه) أكبر منا. والآن نحن بنفس حجمهم مجتمعين تقريبا، ولفترة من الوقت كنا أكبر منهم".
وأضاف "لا أعتقد أن الفجوة ستكون كبيرة لهذا الحد خلال العقد المقبل. أعتقد أن هناك فرصا للأوروبيين، لكنها كانت ضائعة بالتأكيد خلال معظم العقد الماضي".
وبالنظر إلى المستقبل، قال جورمان "إنه يخطط لقضاء مزيد من الوقت في التدريس بصفته رئيسا لكلية إدارة الأعمال في جامعة كولومبيا، لكن عدم وجود خطة واضحة لمرة واحدة في حياتي، هو أمر جيد".
وقال "إنه عالم كبير. لم أقض حياتي كلها أحاول أن أصبح رئيسا تنفيذيا لأحد البنوك. لذلك، لن أقضي بقية حياتي في منصب الرئيس التنفيذي لأحد البنوك".

الأكثر قراءة