في سوق الذكاء الاصطناعي .. "إنفيديا" أكبر مستثمر وأقوى لاعب

في سوق الذكاء الاصطناعي .. "إنفيديا" أكبر مستثمر وأقوى لاعب

أصبحت "إنفيديا"، أعلى شركات صنع الرقائق قيمة في العالم، إحدى أوفر المستثمرين حصة في شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة هذا العام ساعية للاستفادة من مركزها حيث تعد المزود المهيمن لمعالجات الذكاء الاصطناعي.
قالت "إنفيديا" التي مقرها في وادي السيليكون: إنها استثمرت في "أكثر من 24" شركة هذا العام، من منصات الذكاء الاصطناعي الجديدة الكبرى التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات حتى الشركات الناشئة الأصغر التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في صناعات مثل الرعاية الصحية والطاقة.
بحسب تقديرات من شركة ديل روم، التي تتتبع استثمارات رأس المال المغامر، فقد شاركت "إنفيديا" في 35 صفقة في 2023، أكثر من العام الماضي بست مرات تقريبا.
جعل ذلك شركة صنع الرقائق أنشط المستثمرين الكبار في الذكاء الاصطناعي في عام استثنائي للصفقات في القطاع، متجاوزة أكبر شركات رأس المال المغامر في وادي السيليكون مثل "أندرسون هورويتز" و"سيكويا" وفقا لـ"ديل روم"، باستثناء صناديق تسريع الأعمال الصغيرة مثل "واي كومبناتور" التي أجرت رهانات عديدة أصغر.
وفقا لآخر الملفات الفصلية لـ"إنفيديا"، فقد استثمرت بقيمة 872 مليون دولار في الشركات "غير التابعة"، بند من بنود الميزانية أكدت الشركة أنه يتضمن إن فينتشرز (ذراع إنفيديا لرأس المال المغامر) وصفقات الشركات، في الأشهر التسعة المنتهية في أكتوبر، وهو أكثر من 10 أضعاف ما استثمرته في الفترة نفسها من العام الماضي.
أخبر محمد صديق، رئيس "إن فينتشرز"، "فاينانشيال تايمز"، "بشكل عام، بالنسبة إلى إنفيديا، المعيار الأساسي للاستثمار في الشركات الناشئة هو ملاءمتها".
"الشركات التي تستخدم تكنولوجيتنا، أو التي تعتمد عليها، أو تبني أعمالها عليها (...) لا يمكنني أن أتذكر أي حالة قد استثمرنا فيها في شركة لم تستخدم منتجات إنفيديا".
بين "إن فينتشرز" وفريقها لتطوير الشركات، تشمل محفظة "إنفيديا" الآن شركتي إنفلكشن أيه أي وكوهير، شركتان من أكبر منافسي شركة أوبن أيه آي التي صنعت شات جي بي تي.
أما الاستثمارات الأخرى فكانت في شركات مثل هاجينج فيس، مزودة بيانات وأدوات لمطوري الذكاء الاصطناعي قدرت قيمتها عند 4.5 مليار دولار في أغسطس، وشركة كور ويف للبنية التحتية السحابية التي تركز على تطبيقات الحوسبة عالية الأداء التي تعتمد على الرقائق مثل وحدات معالجة الرسومات من "إنفيديا".
كان آخر استثماراتها في شركة ميسترال الناشئة للذكاء الاصطناعي التي تقع في باريس وقدرت قيمتها بملياري يورو هذا الشهر.
الأمر الوحيد المشترك بين هذه الشركات هو أنها جميعها من عملاء "إنفيديا"، سواء كانت تستخدم رقائق وحداتها لمعالجة الرسومات أو برمجياتها.
أصبحت وحدات معالجة الرسومات من نوع إتش100 من "إنفيديا" إحدى أكثر المنتجات المطلوبة في وادي السيليكون هذا العام. يساعد المعالج القوي منشئي "نماذج اللغة الكبيرة" – المنصة الأساسية التي تشغل خدمات "الذكاء الاصطناعي التوليدي" مثل شات جي بي تي – على تدريب أنظمتهم بشكل أسرع من استخدام رقائق الخوادم التقليدية.
تستثمر "إنفيديا" من ميزانيتها العمومية، وتكتب شيكات تصل إلى عشرات ملايين الدولارات. تطلعت "إن فينتشرز" إلى "توليد عوائد جيدة" من استثماراتها، في حين يمكن أن يستثمر فريقها لتطوير الشركات لأسباب أكثر استراتيجية، كما قال صديق. إنها تقود الجولات بنفسها وتستثمر إلى جانب شركات رأس المال المغامر.
تأمل بعض الشركات الناشئة أن يوثق قبول استثمار "إنفيديا" علاقتها مع المجموعة. "إنها شريك استراتيجي بالتأكيد، ستريد أن تكون من أولوياتها عند إصدارها رقائق جديدة"، كما قالت إحدى شركات رأس المال المغامر التي تشارك "إنفيديا" في الاستثمار.
أضاف مستثمر آخر، "أنها أذكى استراتيجيات إطلاق المنتجات في السوق كي تحجز السوق فعلا (...) إنفيديا تعلم أن المال سيعود في نهاية المطاف".
نفت "إنفيديا" أنها وضعت شروطا خاصة للشركات الناشئة لضمان استخدامها لرقائقها. "نحاول أن نكون ودودين مع متلقي الاستثمار قدر المستطاع"، كما قال صديق. "ليست لدينا أي شروط بالتحديد".
تتباهى شركة إنفلكشن أيه أي – التي أعلنت في يونيو جولة جمع أموال بقيمة 1.3 مليار دولار تقودها معا "إنفيديا" و"مايكروسوفت" وبيل جيتس وآخرون – أن لديها وصول إلى 22 ألف وحدة معالجة الرسوم من نوع إتش100 نتيجة لتحالفاتها مع شركة صنع الرقائق و"كور ويف".
في أواخر العام الماضي، قالت "كور ويف" إنها من ضمن أولى الشركات التي تتلقى شحنات إتش100، إلى جانب الشركات السحابية العملاقة "أمازون" و"جوجل" و "مايكروسوفت" و"أوراكل".
نفى صديق أن شركات محفظة المجموعة تتلقى وصولا تفضيليا لرقائقها. "نحن لا نساعد أي شخص على تخطي الصف"، كما قال.

الأكثر قراءة