عالمة الذكاء الاصطناعي في - في لي: الرياضيات بسيطة للغاية .. البشر فوضويون
بينما كنت أنتظر أن تقابلني في- في لي لتناول طعام الغداء، بدأت مجموعات من الطلاب في الوقوف في طوابير لحضور الندوات من حولي. تمكنت من عبر الجدران الزجاجية سماع صرير القلم على السبورة البيضاء، ورؤية الحواجب المقطبة لعشرات العلماء الشغوفين في طور التكوين. أشعر بخوف ناجم عن الحنين وأنا أنتظر وصول الأستاذة وأتساءل ما إذا كنت مستعدا بشكل كاف.
سرعان ما تبددت المشاعر بعد وصول لي إلى المقهى غير المميز، الموجود هنا في حرم جامعة ستانفورد، الذي اختارته لاجتماعنا. تقول السيدة لي، عند وصولها لتناول ما سيصنف بالتأكيد من بين أرخص وجبات الغداء التي استضافتها صحيفة "فاينانشيال تايمز": "كان لدي انطباع بأنني سأكون قد نجحت لو تناولت الغداء مع صحيفة فاينانشيال تايمز".
لي واحدة من عدد قليل من الأكاديميين والخبراء التكنولوجيين المسؤولين عن وضع الأساس لثورة اليوم في الذكاء الاصطناعي. والآن تسعى جاهدة لضمان تنفيذ الثورة بشكل مسؤول من معهد جديد في جامعة ستانفورد، وهو مقرها منذ 2013. بشكل أو بآخر، كانت الجامعات منزلا لي لأكثر من 25 عاما.
خلال تلك الفترة، حققت الجامعات ومختبرات الأبحاث سلسلة من الاختراقات في مجال التعلم الآلي، ورؤية الحاسوب ومعالجة اللغات الطبيعية. قادت لي بنفسها عملية تطوير إيميجنت، وهو مستودع ضخم من الصور المصنفة التي أظهرت أهمية البيانات الضخمة في تشغيل الذكاء الاصطناعي ومهدت الطريق لتحقيق تقدم كبير في رؤية الحاسوب على مدى العقد الماضي.
لكن أدوات الذكاء الاصطناعي التي يتم طرحها اليوم، التي تظهر قدرات على التواصل تقترب من المستوى البشري، تأتي بدلا من ذلك من الشركات الناشئة التي تدعمها أكبر شركات التكنولوجيا في العالم. هل يمكن لأي جامعة أن تواكب ذلك؟
تقول لي: "أفهم سبب طرحك هذا السؤال. لكن الأمر يزعجني حقا إذا افترضنا بشكل جماعي وجود مركز ثقل واحد فقط في الذكاء الاصطناعي". وتصر على أن القطاع العام، والجامعات في محوره، لا يزال يلعب دورا مهما للغاية. "إننا ندفع الأبحاث في مجال علم الأعصاب، وندفع البحوث في مجال المناخ... لا يزال لدينا تفكير فريد متعدد التخصصات. لدينا بيانات فريدة متعددة التخصصات. ولدينا أصغر العقول وأكثرها جرأة".
في 2019، أنشأت لي معهدا جديدا للذكاء الاصطناعي المتمحور حول الإنسان في جامعة ستانفورد مع أستاذ الفلسفة جون إيتشيميندي. يتلخص هدفهم في ضمان تصميم أدوات وسياسات الذكاء الاصطناعي القوية الجديدة بشكل واضح لتحسين الظروف البشرية، وليس مجرد تعزيز الإنتاجية أو اللعب. وتصف لي نفسها بأنها "تتنقل بين كونها عالمة وإنسانية".
في سعيها وراء الذكاء الاصطناعي، تقول: "الحضارة تشبه القارب الكبير ونحن نبحر للأمام في الظلام". ترى معهد الذكاء الاصطناعي المتمحور حول الإنسان والهيئات العامة الأخرى كمنارات تضيء ممرا آمنا.
أصبح تخطيط ذلك الممر محفوفا بالمخاطر بشكل متزايد منذ إطلاق برمجية الدردشة شات جي بي تي القوية من شركة أوبن أيه أي في أواخر 2022. وقد وضع ذلك المستهلكين وجها لوجه مع القوة الهائلة للذكاء الاصطناعي الحديث وأطلق سباقا على التفوق التكنولوجي بين الشركات الناشئة وشركات التكنولوجيا الكبرى مثل مايكروسوفت وجوجل.
وكانت القفزة إلى الأمام في القدرات التي أظهرتها برمجية شات جي بي تي قد أدت أيضا إلى تفاقم المخاوف بشأن مخاطر الذكاء الاصطناعي: تعطيل القوى العاملة، والمعلومات المضللة وحتى المخاطر الوجودية – موضوع قمة كبرى استضافتها المملكة المتحدة في وقت سابق من هذا العام.
لم يكن الأمر مجرد سباق لبناء أفضل روبوت دردشة، فقد كانت الأشهر الـ12 الماضية تدور حول منافسة شرسة بشكل متزايد لتحديد كيفية تطوير الذكاء الاصطناعي، ونشره وإدارته. لا ترفض لي فكرة الذكاء الاصطناعي باعتبارها تهديدا للبشرية، لكن عملها ركز على الحد من المخاطر الأكثر إلحاحا المرتبطة به وضمان استخدام الأدوات الجديدة القوية لتحقيق الخير.
وتقول إن الجامعات تظل أماكن حيوية يمكن عبرها السعي وراء المنافع العامة، مثل العثور على علاجات للأمراض النادرة أو رسم خرائط للتنوع البيولوجي للأرض، ويمكن أن توفر ثقلا موازنا مفيدا للشركات التي يحركها الربح بشكل بحت.
لكن لي تدرك مدى تكدس الاحتمالات، بعد أن تخلل فترة عملها في جامعة ستانفورد توليها مهمة كبيرة علماء الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في جوجل كلاود من 2017 إلى 2018. عندما وصلت هناك، وجدت وفرة الوجبات الخفيفة "مذهلة"، فضلا عن التكنولوجيا وعمق الموهبة.
إنها ملاحظة أتذكرها بينما نتفحص القائمة المحدودة الموجودة على منضدة كوبا كافيه، وهو مطعم تديره عائلة يحصل على جميع منتجاته من منطقة خليج سان فرانسيسكو. نطلب حصتين من بولو أريبا، خبز الذرة الفنزويلي المحشو بالدجاج، والجبن والبصل المكرمل.
تقول لي عندما عدنا إلى طاولتنا: "حاليا، في مجال الذكاء الاصطناعي، ما يقلقني هو أننا لا نملك الموارد اللازمة للتأكد من أن الذكاء الاصطناعي الأكاديمي يظل مركز ثقل. إذا فقدنا مركز الثقل هذا، فإن مركز الثقل الآخر ستحركه الرأسمالية. استثمارات القطاع العام في الذكاء الاصطناعي ضخمة للغاية. لا توجد جامعة واحدة اليوم قادرة على تدريب نموذج برمجية شات جي بي تي... لا يمكن للأوساط الأكاديمية تطوير نسخها الخاصة بشكل كامل بحيث يمكن استخدامها في بحث علمي أكثر انفتاحا. وهذه مشكلة".
التقت لي بمسؤول تنفيذي في شركة أوبن أيه أي بعد وقت قصير من إطلاق الشركة كمؤسسة غير ربحية 2015. قال المسؤول التنفيذي وهو يرفع كأسا لنخب: "ينبغي لكل شخص يقوم بإجراء بحث في مجال الذكاء الاصطناعي أن يتساءل بجدية عن دوره في المضي قدما في المجال الأكاديمي". اليوم يبدو التعليق حكيما. لقد انتقلت شركة أوبن أيه أي إلى نموذج ربحي وتحمل تقييما نظريا يبلغ نحو 90 مليار دولار. لقد أصبحت هذه الشركة والشركات الناشئة المنافسة لها مصدر جذب لأفضل الباحثين.
تكن لي "احتراما كبيرا" لشركة أوبن أيه آي. لكن الانقلاب الذي حدث في مجلس الإدارة في الشركة الناشئة في سان فرانسيسكو في نوفمبر الماضي، أشار إلى أن المشاريع الخاصة قد تكون مكانا أكثر خطورة لتطوير الذكاء الاصطناعي مما بدا عليه. حيث تم طرد المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي سام ألتمان فجأة لأنه لم يكن "صريحا باستمرار" مع مجلس إدارته، ليتم إعادته إلى منصبه بعد أيام بعد أن اندفع الموظفون والمستثمرون للوقوف إلى جانبه.
تقول لي: "إنها شركة مهمة جدا، وأنا على ثقة من أنه حتى مع وجود مواطن الخلل مثل التي رأيناها – خلل تسونامي – فسنصل إلى مكان أفضل. لقد قامت بتنشيط الذكاء الاصطناعي".
ضجيج ميكانيكي ملح يقاطع حديثنا، غداؤنا ينتظر على المنضدة. لقد أقرنت وجبتي بقهوة فيتنامية مثلجة، واختارت لي قهوة لاتيه مطيبة باليقطين. نعود إلى طاولتنا ونبدأ بتناول الأريبا، مع كومة من الخس المقطع وصلصة سميكة ومنعشة.
لقد نشرت لي للتو سيرتها الذاتية بعنوان العوالم التي أراها، التي تسرد رحلتها من الصين إلى الولايات المتحدة عندما كانت مراهقة وطريقها إلى جامعة ستانفورد. تصر على أنها لا تثير "العاطفة العامة"، لكن مذكراتها شخصية للغاية. حيث تجسد حياة "كان فيها ظلم، وكان هناك ألم وإذلال" لكنها في الأساس "رسالة حب إلى العلم الذي أحبه".
تكتب لي بأقصى درجات الحميمية عن والديها. حيث تصور والدها على أنه فضولي، ومرح وعرضة للحوادث المؤسفة. ووالدتها على أنها ذكية ومثقفة للغاية، ومحاصرة بظروف زمنها واعتلال صحتها.
لقد تخلى والدا لي عن حياة الطبقة المتوسطة في الصين بعد مذبحة ساحة تيانانمن 1989 وجاءا إلى ضواحي نيوجيرسي أملا في مستقبل أفضل لابنتهما في الولايات المتحدة. حتى تفشي جائحة فيروس كورونا، كانا يعيشان مع لي وزوجها الأكاديمي سيلفيو سافاريزي وطفليهما. والآن يعيشان على بعد رحلة قصيرة بالدراجة.
لكن فيما يتعلق بأمور أخرى، يظل والدا لي بعيدين عن عالمها. عندما أقامت جامعة ستانفورد حفلا للاحتفال بصدور كتاب العوالم التي أراها الشهر الماضي، قام والداها برحلة نادرة للحضور. انتهزت لي الفرصة لتعرب عن مدى تقديرها لهما، وأنها تحبهما.
وتقول لي: "اتصل بي والداي في اليوم التالي وقالا، "لقد رأينا الكثير من الناس يصفقون بل ورأينا أشخاصا يبكون، لم يكن لدينا أي فكرة عما قلته". ربما كانت هذه المرة الأولى في حياتي التي أقول فيها مثل هذه الكلمات لهما وفي مثل هذا المكان العام وقد كانت نابعة من قلبي، وما زالا لم يفهما، لم يفهما الإنجليزية".
"إنها حياة المهاجر... هذا الحاجز ليس مجرد تعبير، بل هو العالم. المهاجرون مثلهم، لا يزال لديهم حاجز مع هذا العالم... بالنسبة إلي، لقد كسرت هذا الحاجز"، تضيف، قبل أن تتردد. "أو لم أفعل، لا أعرف. كما تعلم، ربما كسرته لأنه، انظر إلي: أنا أستاذة في جامعة ستانفورد. لكنني لم أفعل ذلك لأنني لست جزءا من عالم شباب وادي السيليكون".
لا تزال أبرز الشخصيات وأعلى الأصوات في مجال الذكاء الاصطناعي من الذكور بأغلبية ساحقة. تشيد لي بعدد من المتعاونين والأقران والطلاب الذكور، لكنها تشعر بالإحباط بسبب الافتقار للتنوع في هذا المجال. تقول السيدة لي إن هذه مشكلة، لأن الخلفيات الأكثر تنوعا تعني "أنك ترى العالم بطرق مختلفة: ولهذا السبب يمكن أن يكون علمك فريدا".
في 2017، أنشأت برفقة طالبتها السابقة، أولغا روساكوفسكي، أيه آي 4 أول "الذكاء الاصطناعي للجميع"، وهي منظمة غير ربحية تهدف إلى معالجة الخلل المستمر في التوازن بين الجنسين في هذا القطاع. روساكوفسكي واحدة من عدد من الأشخاص الذين تحدثت معهم عن لي الذين أشادوا بحدة عقلها وإنسانيتها في الوقت نفسه.
تقول روساكوفسكي إن هذا المزيج ضروري لعمل لي. "الطريقة التي يتعامل بها الباحثون مع المشكلات، والأسئلة التي يطرحونها، كل ذلك يعتمد على وجهات نظرهم. وكل ذلك يسترشد بخلفياتهم".
تقول لي إنها كافحت لتأليف كتاب عن نفسها "أنا خجولة جدا عندما يتعلق الأمر بسرد قصتي... من أنا في الأربعينيات من عمري حتى أكتب مذكراتي؟ أنا لست أينشتاين". في النهاية، تم إقناعها بالكشف عن الكثير من شخصيتها، جزئيا لإثبات أن هناك مساحة لأصوات أكثر تنوعا في مجالها.
قبل أيام قليلة من لقائنا، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" كتابا تحت عنوان "من يقف وراء فجر حركة الذكاء الاصطناعي الحديث". جميع العشرة الذين تم ذكرهم كانوا رجالا – وهي حقيقة انتقدتها لي علنا – وكان من بينهم إيلون ماسك، وداريو أمودي والمؤسس المشارك لشركة أوبن أيه آي، سام ألتمان.
هل لا يزال الذكاء الاصطناعي يعاني من مشكلة النوع الاجتماعي؟ تجيب لي: "إذا أخبرتني اليوم أن هناك تيارا خفيا من التمييز القائم على الجندر، فأنا أصدقك تماما. هل أصوات النساء مسموعة، هل النساء في الفصول الدراسية ومجالس الإدارة، هل النساء في الأخبار؟ هذا سؤال أكبر وأنا قلقة للغاية بشأنه".
عندما عاد ألتمان إلى شركة أوبن أيه أي الشهر الماضي، نصت شروط إعادته إلى منصبه على تنحي العضوين المتبقيين من مجلس الإدارة – وتصادف أنهما المديرتان الوحيدتان. عززت هذه الحادثة الانطباع بأن مصير أقوى شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي اليوم يتوقف إلى حد كبير على ألتمان، بينما لم تعر معظم التغطية اهتماما كبيرا المرأتين اللتين طردتا من مجلس الإدارة.
تشعر لي بالقلق من اختصار القصة التي استغرق إعدادها عقودا إلى مجرد مقالة قصيرة عن رجل واحد، أو حتى حفنة منهم، بالقول: "سيزعجني أن يكتب تاريخ الذكاء الاصطناعي لواحد من الأشخاص القلائل وينسى الآخرين. سيزعجني ذلك. هذه ليست مشكلة تتعلق بسام ألتمان فحسب، بل إنها مشكلة تتعلق بكتابة التاريخ".
ويعد كتابها شكلا من أشكال المعالجة للموضوع، حيث يضع سياق الطفرة التي شهدها الذكاء الاصطناعي اليوم عبر الإشارة إلى عقود من الابتكار التكنولوجي والتحسين والزيادات في قوة الحوسبة البدائية التي تدعمها. كما يؤكد أن اللحظات التي تبدو وكأنها اختراقات هائلة يمكن أن تبدو، بالنظر إليها اليوم، وكأنها فجر زائف (لحظات واعدة لكنها لم تحقق المطلوب).
وعندما غادرت لي جامعة ستانفورد للعمل في جوجل كلاود 2017، التقى سعيها للعلوم بواقع المؤسسات البارد. وكان لديها موارد أكثر بكثير، وفريق من الموظفين أكبر بكثير، وإمكانية الوصول إلى الجميع بدءا من "مزارعي الخيار اليابانيين وصولا إلى شركات فورتشن 500". ولكن لأول مرة، كان عليها أيضا الالتزام بالموقف الرسمي للشركة. حيث كتبت في مذكراتها: "كنت سعيدة عادة بالالتزام بمسار العمل".
وأصبح الأمر أكثر صعوبة في 2018، عندما كانت شركة جوجل في قلب الجدل حول استخدام وزارة الدفاع الأمريكية لذكائها الاصطناعي. لم تكن لي مسؤولة بشكل مباشر عن الشراكة، لكنها مع ذلك علقت في أزمة داخلية أدت إلى استقالة عدد من الموظفين من الشركة.
إن الوقت الذي قضته لي في جوجل "جعلني أشعر حقا أن جيلي قد بشر بهذه التكنولوجيا، ونحن بحاجة إلى أن نكون مسؤولين... لقد كان من التواضع أن أدرك: أن الرياضيات سهلة، والمعادلات يمكن أن تكون طويلة ولكنها واضحة جدا. إن البشر والمجتمعات فوضويون"، كما تقول لي.
وتضيف: "لقد أمضيت شهورا أفكر: ماذا أفعل؟ هل أركب فقط هذه الموجة؟ هل أعود وأغلق الباب وأتظاهر بأن العالم غير موجود واستمر في كتابة أبحاثي؟ ماذا علي أن أفعل؟".
في نهاية المطاف، قررت العودة إلى جامعة ستانفورد "لقد كنت مدفوعة جدا بالمهمة. من السهل أن ننسى وحدات معالجة الرسومات (شرائح الكمبيوتر عالية الطاقة) ورواتبنا عندما تكون مدفوعا بالمهمة".
بحلول هذا الوقت، كنا قد وضعنا طبق الأريبا جانبا. ثم وصلت زميلة لي ومعها شاي البوبا، وقد أسعدها ذلك. وقالت، وهي تستخدم قشتها لثقب غطاء مشروبها: "لدي نقطة ضعف بالنسبة لشاي البوبا". لكنها أخطأت في فهم نظرتي الفضولية على أنها نظرة طمع. "هل تريده؟"، قدمت الشاي لي. لكني لم آخذه.
ويقول أحد الأقران الذي يعرف لي منذ أكثر من عقد من الزمن إن لي "كانت تركز حقا على جانب الخير للذكاء الاصطناعي. إنها تهتم كثيرا بالتأكد من أن الذكاء الاصطناعي تحكمه القوانين الصحيحة. عدد قليل جدا من الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي لديهم هذا الصدى الجميل بين ما يقولونه وكيف يتصرفون".
وكانت لي قد تابعت مشاريع غير عصرية من قبل، في الأغلب ما كانت عكس مشورة أقرانها وموجهيها. لقد استغرق الأمر أعوام لتجميع وتصنيف أكثر من 14 مليون صورة تم استخدامها للتدريب في مشروع إميج نت، وهي مهمة شاقة لم تؤت ثمارها إلا بعد فترة طويلة من الشك والشعور بالوحدة. وعلى حد تعبير لي: "إذا كنت تطارد الخوارزميات الرائجة، فأنت لا تمارس أفضل العلوم".
وكان عملها اللاحق رائدا بشكل مشابه - بما في ذلك إدخال الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية وتوحيد علماء الأخلاق والاقتصاديين والتكنولوجيين وصناع السياسات لمتابعة الذكاء الاصطناعي الذي يركز على الإنسان. ويقول راسل والد، نائب مدير مؤسسة إتش إيه آي، إنها تتمتع بالبصيرة والرؤية كالعرافين.
تختتم لي حديثها قائلة: "يجب أن تكون وحيدا كي تكون عالما جيدا، لأن العلم كمهنة يتحدى المجهول. عليك أن تكون وحيدا. عليك أن تكون خائفا. عليك ألا ترى أحدا من حولك. قد تكون مخطئا، ولكن على الأقل لديك فرصة معقولة لاكتشاف شيء عظيم".