ذواتنا المفقودة داخل هواتفنا النقالة

ذواتنا المفقودة داخل هواتفنا النقالة

دهست سيارة رينج روفر جهاز الآيفون الخاص بي في عطلة نهاية الأسبوع. كانت لحظة صادمة عندما التقطته من الفناء الأمامي للمرآب، كان متهشما تماما، سحقته العجلة اليسرى للسيارة المتوحشة. لقد أعدم إعداما فوريا ووحشيا، وأنا مندهش من عدم وجود ولايات في الولايات المتحدة تعتبرها وسيلة للإعدام.
تفاصيل الحدث كانت عادية. سقط الهاتف من جيبي دون أن ألاحظه عندما خرجت من سيارة زوجتي في محطة بنزين على الطريق السريع. في أغلب الأحيان لم يكن ليحدث هذا، لكن في هذا اليوم، قررت زوجتي أن تكون مهتمة جدا بالمصلحة العامة، لذلك، بعد أن ملأت خزان الوقود، قررت تحريك السيارة -وهو أمر لم تكن تفعله في العادة أبدا- لتسمح لسيارة رينج روفر خلفها بالوصول إلى مضخة البنزين. حتى إنها، بأسلوب أحد أفلام الإثارة، لوحت لي لتخبرني بأنها ستحرك السيارة بينما كنت أعود إليها.
في نسخة الفيلم، كان من الممكن أن يتم تصويري بحركة بطيئة للغاية، وأنا أصرخ بصمت "لا!" بينما أسارع لإيقاف الكارثة الوشيكة. لكنني في الواقع لم أكن على دراية بالخطر حتى أصبحت تفاحة أبل متفتتة. عندما رأيت هاتفي بالقرب من عجلة السيارة، توقعت بعض علامات الحياة، ضوء لا يزال يومض وينعكس عبر الشاشة المحطمة. لكن لا، كان هذا أكثر هاتف متهشم يمكن تخيله.
بطبيعة الحال، بحثت عن طرق لإلقاء اللوم على زوجتي. إذا لم تحرك السيارة. إذا لم تكن قد اقترحت أن أذهب إلى المتجر أولا. لقد فكرت مليا في كيف يمكن أن يكون هذا خطأها، الأمر الذي لم يكن ليساعد الموقف لكنه ربما جعلني أشعر بالتحسن. لكن لم ينجح أي سبب لإلقاء اللوم عليها.
لقد تأوهت لبقية اليوم بسبب سوء الحظ لكن لم تكن هناك طريقة لتجاوز ذنبي. في مواجهة الحقيقة غير المستساغة المتمثلة في أن زوجتي لم تكن مسؤولة أبدا، لم يكن لدي أي خيار سوى إلقاء اللوم على سيارة رينج روفر. كان هذا أسهل لأنني كنت أشعر بكراهية عميقة لهذه الدبابات التي تزحم الشوارع، لكن يبدو الآن أنها إلزامية لمثل رحلات الطرق الوعرة هذه.
على الأقل أن التحطم التام للجهاز أنقذني من التفكير المثير للشفقة حول كيفية إمكاني من استخدامه، متجاهلا شظايا الزجاج الصغيرة التي ستصاحب كل تمريرة.
لكن بعد ذلك جاء الرعب. لا يوجد بريد إلكتروني، ولا هاتف، ولا أرقام اتصال، ولا رسائل نصية، ولا منصة X. لقد فقدت أيضا تطبيق الخرائط الخاص بنا. كنا نزور ابنتنا في مقرها الجامعي الجديد ولم يكن لدينا أي فكرة عن كيفية الوصول إلى هناك، أو المكان الذي تعيش فيه، لأن العنوان كان موجودا في نصوصي التي لا يمكن استرجاعها الآن. لم أكن أعرف رقم هاتفها، فمن يحفظ أرقام الهواتف هذه الأيام؟
لقد أنقذنا حقيقة أن زوجتي كانت تملك هاتفها. لكنني بقيت مضطربا بشكل مأساوي. من الواضح أن هذا كان من الممكن أن يكون أسوأ. لو حدث ذلك في خارج البلاد، لكنت فقدت أيضا إمكانية الوصول إلى جميع بطاقات الصعود إلى الطائرة والتذاكر وتطبيق الترجمة وما إلى ذلك. على الرغم من ذلك. كنا سنكون بعيدا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع وشعرت بأنني تائه كليا.
لحسن الحظ، تذكرت وجود جهاز قديم كنت قد أخذته في إجازة أخيرا كجهاز احتياطي، الذي كان لا يزال في حقيبتي. بمجرد أن أنقذت شريحة الهاتف، استرددت كثيرا من ذاتي المفقودة، وإن لم يكن كلها. في المجمل، كنت خارج الشبكة لمدة لا تزيد على ساعتين. ومع ذلك، في تلك الفترة، لم أستطع التركيز على أي شيء آخر.
لذا، وبصرف النظر عن النقطة الواضحة المتعلقة بخطيئة سيارات رينج روفر وتقلبات مزاج زوجتي، فقد ذكرني هذا بالدرس الذي مفاده أن لدي بالفعل اتكالا يقترب من الإدمان.
لا ينبغي أن يكون هذا أكثر من مجرد إزعاج. لم أتمكن من الوصول إلى رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل، لكن تم الاحتفاظ بنسخة احتياطية من معلوماتي الأساسية، وكان لدي هاتف يعمل وكانت عطلة نهاية الأسبوع. لكن حتى بضع ساعات تبين أنها كانت أكثر من اللازم.
يمكنني اتخاذ مزيد من الاحتياطات. يمكنني شراء دفتر اتصالات مادي، وحمل المعلومات على الورق، وعدم إسقاط هاتفي تحت السيارة. لكن يجب أن نواجه الحقيقة الصعبة. لقد رأينا جميعا تلك الأفلام المثيرة، حيث يتعين على البطل ألا يعتمد على هاتفه لينجو بنفسه. في هذه الحالة، أيها القارئ، أنا محكوم علي بالفشل.

الأكثر قراءة