صناعة ألعاب الفيديو تصحح مسارها بعد النمو السريع .. تسريح 6500 عامل
صححت صناعة ألعاب الفيديو مسارها على مدى العام الماضي بعد أن نعمت بفترة من النمو السريع حيث تكيف الناشرون والمطورون مع انخفاض الطلب عقب انتهاء جائحة كورونا، إلى جانب ارتفاع تكلفة الإنتاج، وتزايد المنافسة في هذا القطاع.
وتشير تقديرات صناعة الألعاب الإلكترونية إلى أنه تم تسريح ما يقرب من 6500 من العاملين في هذا المجال على مستوى العالم، منذ يناير الماضي، ويعتقد عدد من المحللين أن الرقم الفعلي قد يكون أكبر بكثير، لأن عديدا من الشركات لم تفصح عن الوظائف التي خفضتها.
وذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" أن من ناحية أخرى، أعلنت شركة "إلكترونيك آرتس"، ومقرها مدينة ريدوود الكائنة شمالي ولاية كاليفورنيا، في مارس الماضي أنها ستقلص العمالة 6 في المائة، ما يعني إلغاء 800 وظيفة.
وأثر إلغاء هذه الوظائف سلبا في شركات ألعاب الفيديو والتكنولوجيا، ورغم أن خفض العمالة يمثل جزءا صغيرا من إجمالي قوة العمالة بهذه الصناعة، إلا أنه يرى كثير من الخبراء أن تقليص العاملين الذي تم العام الماضي، كان حادا للغاية، بالنسبة لعام كان يمكن في ظروف مختلفة، أن يسوده النجاح لألعاب الفيديو.
وخفضت شركة "نيوزو" للبيانات ومقرها أمستردام، توقعاتها لإيرادات شركات ألعاب الفيديو على المستوى العالمي، لعام 2023 لتصل إلى 184 مليار دولار، بزيادة نسبتها 0.6 في المائة، مقارنة بالعام السابق، ولكن بانخفاض من الإيرادات التي توقعتها الشركة، في وقت سابق لعام 2023، وبلغت 187.7 مليار دولار. وذكرت شركة "نيوزو" أنه من المتوقع، أن تولد السوق العالمية للألعاب الإلكترونية، إيرادات سنوية تصل إلى 205.7 مليار دولار 2026.
بينما تقول الرابطة التجارية لشركات صناعة ألعاب الفيديو في الولايات المتحدة، إن خفض التكلفة بإلغاء الوظائف، كان له تأثير مضاعف في كاليفورنيا، التي يوجد بها نحو 720 شركة لإنتاج ألعاب الفيديو، منها نحو 700 شركة تعمل في مجال نشر وتطوير الألعاب الإلكترونية والبرمجيات، ويوجد عديد من الشركات الكبيرة لنشر الألعاب بالقطاع الجنوبي من كاليفورنيا، من بينها أكتيفزيون وبليزارد إنترتينمنت وريوت جيميز، إلى جانب مقر شركة سيجا لأمريكا الشمالية. وتشير البيانات المتاحة لـ 2022، إلى أن عدد العاملين بصناعة ألعاب الفيديو، في ولاية كاليفورنيا بلغ أكثر من 152 ألف موظف، وبلغ حجم التأثير الاقتصادي لهذه الصناعة في ذلك العام 54.1 مليار دولار.
وتوضح أوبري كوين، النائب الأول لرئيس رابطة شركات صناعة ألعاب الفيديو في الولايات المتحدة، أن "في الولايات المتحدة وحدها نما حجم هذه الصناعة بمعدل ثلاثة أمثال، خلال العقد الماضي من 15.2 مليار دولار 2012، إلى 56.6 مليار دولار 2022، ولم تشهد أي صناعة أخرى في مجال الترفيه هذا القدر من النمو".
ويبلغ عدد العاملين في مجال الألعاب الإلكترونية، على مستوى العالم، 350 ألف شخص، وتشير التقديرات إلى إلغاء 6500 وظيفة، وهو ما يمثل ما نسبته نحو 2 في المائة من إجمالي العاملين في هذه الصناعة.
ويوضح أمير ساتفات، الذي يعيش في ولاية كونيتيكت، على الإنترنت سبعة من مصادر التوظيف في مجال الألعاب الإلكترونية، أن ثمة عدة عوامل أسهمت في تخفيضات الوظائف، فإضافة إلى عدم التيقن الذي أعقب انتهاء الجائحة، وما نجم عن عمليات الاستحواذ بين هذه الشركات، نجد سببا آخر يتمثل في التزايد الكبير في عدد الشركات، التي تحاول أن تجد لها مكانا في مجال البث المباشر لهذه الألعاب، وكذلك تزايد المنافسة من وسائل الترفيه الأخرى، التي تجذب ممارسي الألعاب الإلكترونية، الذين ليس لديهم مزيد من الوقت يقضونه أمام الشاشات.