جيوب موظفي وول ستريت تنكمش .. عام آخر من المكافآت المنخفضة

جيوب موظفي وول ستريت تنكمش .. عام آخر من المكافآت المنخفضة

من المتوقع أن تنخفض المكافآت في وول ستريت هذا العام بما يصل إلى 25 في المائة، حيث يتأثر المصرفيون الاستثماريون ومديرو الأموال من ارتفاع أسعار الفائدة التي ثبطت نشاط عقد الصفقات وقلصت عمليات الإدراج الجديدة في سوق الأسهم.
أظهر تحليل من شركة جونسون أسوشيتس لاستشارات الدفع، مقرها نيويورك، أن مكافآت 2023 في معظم وول ستريت - من الخدمات المصرفية الاستثمارية الاستشارية إلى المبيعات والأسهم الخاصة - ستكون إما منخفضة وإما ثابتة في المتوسط مقارنة بما كانت عليه قبل عام.
قال آلان جونسون، الذي يدير الشركة الاستشارية، في بيان الثلاثاء، "سيضطر معظم خبراء وول ستريت للانتظار لعام آخر ليحصل انتعاش في مكافآت نهاية العام".
تضخمت الأجور في وول ستريت في 2021 مع دفع أسعار الفائدة المنخفضة وبرامج التحفيز الحكومية والأسواق المالية المتقلبة المكافآت إلى مستويات قياسية. يتراجع عقد الصفقات العالمي الآن عند أدنى مستوى له في عشرة أعوام.
لكن المكافآت انخفضت 26 في المائة في 2022، إلى متوسط بلغ 176 ألف دولار لجميع موظفي الخدمات المالية في نيويورك- أكبر انخفاض سنوي في الحوافز المدفوعة نهاية العام منذ الأزمة المالية - وفقا لبيانات من مكتب المراقب المالي للدولة.
في وول ستريت، تأتي أغلبية أجور الموظفين عادة من مكافآت نهاية العام التي تزيد وتنقص مع أرباح الشركات.
تقدر "جونسون أسوشيتس" أن 2024 سيكون "عاما صعبا آخر" بالنسبة إلى وول ستريت بسبب استمرار تأثير أسعار الفائدة المرتفعة والتوترات الجيوسياسية المستمرة.
قال جونسون، "نظرا إلى معاناة الأسواق المالية والاقتصاد العام في إيجاد موطئ قدم خلال العام، تظل معظم قطاعات الأعمال تحت ضغط إبقاء تكاليف الأجور منخفضة".
شهد أمثال جولدمان ساكس وجيه بي مورجان تشيس انخفاض إيرادات الخدمات المصرفية الاستثمارية وإيرادات التداول هذا العام، ما يتركهم بنقد أقل للدفع للموظفين. كما كانت البنوك الكبرى توازن بين الحاجة إلى الحد من التكاليف مع رغبتها في إبقاء أفضل الموظفين أداء سعداء، حيث المنافسة عالية على المواهب من المنافسين وصناديق التحوط وشركات الأسهم الخاصة.
"إن المنافسة على المواهب، خاصة أفضل المواهب، لا تزال قوية للغاية"، كما قال ديفيد سولومون، الرئيس التنفيذي لجولدمان، للمستثمرين الشهر الماضي.
في حين أن العمل في عمليات الاندماج والاستحواذ والاكتتاب في الديون لا يزال ضعيفا، ينتظر المصرفيون في أسواق رأس مال الأسهم زيادة المكافآت بعد بعض عمليات الطرح العامة الأولية البارزة، بما في ذلك شركة بيركنستوك الألمانية لصنع الصنادل ومجموعتا التكنولوجيا إنستاكارت وآرم. مع ذلك، بينما كان المصرفيون يأملون أن تساعد عمليات الإدراج على تشجيع مزيد من الشركات على أن تطرح أسهمها في 2024، فقد واجهت الأسهم صعوبات منذ طرحها.
من المتوقع أن يشهد المصرفيون الذين يعملون في إدارة الثروات، المجال الذي تحاول كل البنوك الكبرى تنميته، زيادة مكافآتهم هذا العام، وفقا لـ"جونسون أسوشيتس".
من بين المتداولين، قال مايكل كارب، أحد كبار مسؤولي التوظيف في وول ستريت ورئيس مجموعة أوبشنز، إن مكاتب الدخل الثابت من المرجح أن تشهد أكبر المكافآت هذا العام. لكنه قال إنه في وول ستريت بأكملها، ليس من المرجح أن تكون شيكات الرواتب ضعيفة مثل ضعف الأعمال التجارية هذا العام. "يستمر الطلب من صناديق التحوط والشركات المتخصصة لجذب المواهب. سيتعين على الشركات الكبرى أن تدفع للأفضل أداء للحفاظ عليهم".
تحوم الأجور في صناديق التحوط بين زيادات طفيفة وانخفاضات طفيفة بناء على الشركة، كما تقدر "جونسون أسوشيتس"، حيث تتفوق ما تسمى صناديق التحوط متعددة الاستراتيجيات على الصناعة وأما صناديق التحوط الكلي فأداؤها أضعف.
من المتوقع أن تكون الأجور في شركات الأسهم الخاصة كبيرة ومتوسطة الحجم ناشزة لعدم رؤية الانخفاضات فيها. لكن "جونسون أسوشيتس" لم تدرج ما يسمى بمدفوعات حوافز الأداء التي يجنيها صانعو الصفقات من بيع الاستثمارات الناجحة.
غالبا ما تكون هذه الرسوم المربحة هي ما يكسب منها صانعو الصفقات معظم رواتبهم النقدية وستنخفض بشكل كبير في 2023 مع تراجع البيئة المزدهرة للصفقات.
خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، انخفضت الأجور النقدية أكثر من 20 في المائة في المجموعات الثلاث الكبيرة المدرجة في البورصة، بينما شهدت "أبولو" ارتفاعا طفيفا في الأجور نتيجة ارتفاع الأرباح المرتبطة بالرسوم والنمو في عدد موظفيها الإجمالي.
أخبرت بعض المجموعات المساهمين بأنها ستخفض النفقات سريعا لمواجهة الوضع الاستثماري الأكثر غموضا. في وقت سابق من هذا الشهر، ذكرت "فاينانشيال تايمز" أن شركة كارلايل قللت عدد بعض صانعي الصفقات في فرق الاستثمار في الأسهم الخاصة، الأمريكية والأوروبية والآسيوية.
أخبر هارفي شوارتز، الرئيس التنفيذي لـ"كارلايل"، وجون ريديت، كبير المسؤولين الماليين، المحللين هذا الشهر أن المجموعة كشفت عن 40 مليون دولار من تخفيضات التكاليف السنوية وتسعى لمزيد من المدخرات.
"كل النفقات مطروحة على طاولة النقاش (...) لا يوجد شيء اسمه نفقة مقدسة"، كما قال ريديت مشيرا إلى أن التخفيضات لن تأتي على حساب النمو.

الأكثر قراءة