المستثمرون يهزون رأس المال المغامر بمساعدة الرياح المعاكسة

المستثمرون يهزون رأس المال المغامر بمساعدة الرياح المعاكسة

يهز المستثمرون سوق رأس المال المغامر من خلال جمع الأموال لشراء الشركات الناشئة التي تجنبها أصحاب رأس المال المغامر، مستفيدين من الرياح الاقتصادية المعاكسة للاستحواذ على شركات واعدة بسعر مخفض.
في الأعوام التي سبقت 2022، استحوذ أصحاب رأس المال المغامر على حصص أقلية في الشركات الجديدة التي تتمتع بإمكانات نمو حتى لو كانت تفتقر إلى طريق سريع لتحقيق الربحية. غيرت الارتفاعات الحادة في أسعار الفائدة خلال العام الماضي ذلك، ما أضر بالتقييمات الخاصة، وأجبر أصحاب رأس المال المغامر على الانسحاب، وترك مجموعة كبيرة من الشركات الناشئة معرضة لخطر الانهيار.
تجمع المجموعات الاستثمارية الجديدة عشرات الملايين من الدولارات من التمويل بهدف الحصول على ملكية الأغلبية والسيطرة التشغيلية على الشركات الناشئة من أجل تحسين أوضاعها.
ورغم أن هذا الاتجاه لا يزال في مرحلة مبكرة، إلا أنه يعد علامة أخرى على الصعوبة التي تواجهها كثير من الشركات مع برودة استثمار رأس المال المغامر التقليدي.
في إحدى الأمثلة، أسس المستثمران أورين بيليج وإيال مالينجر شركة ريسيرج جروث بارتنرز في المملكة المتحدة هذا العام بهدف جمع 120 مليون يورو لشراء شركات ناشئة.
يقول المستثمران المتمرسان، اللذين عملا سابقا في شركات من بينها أوكتري كابيتال مانجمنت لصاحبها هوارد ماركس وشركة بيرنجيا لرأس المال المغامر، إنهما رصدا فجوة في السوق ويخططان للقيام باستثمارات متوسطة تراوح بين عشرة ملايين يورو و30 مليون يورو.
ستستحوذ "ريسيرج جروث" على شركات ناشئة بهدف تحسين أوضاعها، إما لأن التقييم السابق كان مرتفعا للغاية ولم يعكس واقع السوق الجديد، وإما لأن التغييرات التشغيلية مطلوبة.
قال بيليج: "هناك فرصة حقيقية هنا لتأدية دور مهم للغاية، وهو مساعدة الشركات على التحول من ملكية رأس المال المغامر إلى ملكية الأسهم الخاصة. لا أحد يرغب في إرسال الرسالة الصعبة التي مفادها أن هذا الأمر يحتاج إلى إعادة ضبط، وسيكون هذا هو الدور الذي سنؤديه".
كما أن مستثمرين آخرين، مثل ماثيو برادلي، يغادرون رأس المال المغامر لمتابعة عمليات الاستحواذ على الشركات الناشئة. أطلق برادلي، كبير مسؤولي الاستثمار سابقا في شركة فورورد بارتنرز لرأس المال المغامر المدرجة في لندن، شركة تيكتو كابيتال العام الماضي من أجل شراء الشركات الناشئة.
تتطلع شركة أخرى، أرايزنج فينتشرز ومقرها سان فرانسيسكو، إلى شراء شركات ناشئة ذات نماذج أعمال مجدية لكن نموها يتباطأ منذ تأسيسها عام 2020. قالت كيرستين إريكسون الرئيسة التنفيذية: إن عدد الصفقات المحتملة زاد خمسة أضعاف في العام الماضي.
وقالت: إن الفرص ظهرت عندما "جمعت الشركة أموالا أكثر من قيمتها في السوق. سنبرم الصفقة إذا اعتقدنا أنها تنطوي على عمل حقيقي".
وفي هذا العام أزالت المجموعة – التي تم تنظيمها كشركة قابضة وليس صندوق - لوحة إعلانية في قلب سان فرانسيسكو تحمل شعار: "نستثمر في الفرص الثانية".
قلص أصحاب رأس المال المغامر نشاطهم بشكل كبير هذا العام، حيث استثمروا 73 مليار دولار فقط في الربع الثالث حول العالم. وهذا يمثل انخفاضا من 106 مليارات دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وفقا لشركة بيتش بوك لأبحاث السوق.
في الوقت نفسه، ارتفع عدد الشركات الناشئة المدعومة برأس المال المغامر التي تبيع لمجموعات الأسهم الخاصة إلى 24 في المائة من إجمالي عمليات التخارج على مدى العامين الماضيين، أي ثلاثة أضعاف نسبة هذه الصفقات منذ 2006 إلى 2010، وفقا لبيانات من شركة كليبرتون الاستشارية لتمويل شركات التكنولوجيا الأوروبية.
لكن حتى مع تصاعد الضغوط على الشركات الناشئة لكي تبيع، فإن الصفقات تتعثر حيث تتجادل شركات رأس المال المغامر حول ما إذا كان ينبغي البيع، وفقا لسكوت دريجز، الذي يغطي الأسهم الخاصة في بنك جيفريز.
قال دريجز: "بمجرد أن يغلق الباب وتظهر تلك الخسائر، فلن يكون هناك عودة إلى الوراء".
يتوقع المستثمرون أن يرتفع الطلب على عمليات الاستحواذ هذه مع استمرار التباطؤ ومواجهة مزيد من الشركات أزمة نقدية محتملة.
قال مالينجر من ريسيرج: "في 2024، سنشهد مزيدا من الطلب على رأسمالنا لأنه من ناحية، سيواجه رواد الأعمال خيارا، هل ينبغي أن أبيع هذه الشركة مقابل قليل من المال، أم هل ينبغي أن أغلق أبوابها؟ أو هل يمكننا توفير خيار بديل لهذه الشركة".

الأكثر قراءة