التحرر من شلل الأطفال «3 من 3»
لا تعد نيجيريا الدولة النفطية الوحيدة التي تحرز تقدما في القارة الإفريقية، فالصومال التي تواجه أطول فترة تفش مستمرة لفيروس شلل الأطفال المتغير وشهدت حروبا ما زالت مستمرة وعدم استقرار سياسي واقتصادي، تتعاون المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال مع منظمات أخرى لإنشاء معسكرات صحية متنقلة يمكنها تزويد أكثر من نصف مليون طفل بلقاحات شلل الأطفال، إضافة إلى خدمات حديثي الولادة والتغذية والعلاج.
أما في الكونغو الديمقراطية الغنية بالثروة المعدنية وأيضا تشهد صراعات سياسية حادة وما زالت مستمرة، فلقد ساعد الاستخدام الموسع لأدوات التخطيط والمسح الرقمية العاملين في مجال الصحة على الوصول إلى آلاف الأطفال الذين لم يحصلوا على أي جرعات، كما أصبحت الحكومة قدوة يحتذى بها عالميا، وذلك من خلال عقد منتديات رئاسية حول التحصين والقضاء على شلل الأطفال، وكان آخرها المنتدى الذي عقد في يونيو الماضي.
توجد الآن مراكز عمليات الطوارئ في كل من هذه الدول ما يساعد على تحسين سرعة وجودة استجاباتها لتفشي شلل الأطفال، وفي كثير من الحالات، تساعد هذه المراكز أيضا على التصدي للتهديدات الصحية الأخرى بما في ذلك كوفيد- 19 والحصبة. لقد أدت هذه الابتكارات إلى جانب الاستخدام المتزايد للقاح الفموي الجديد لشلل الأطفال من النوع 2 "ن أو بي في 2" إلى تعزيز المناعة فعليا، وخفض عدد الحالات وتقليص التنوع الوراثي للفيروس في المناطق التي تشكل أولوية قصوى.
إن هدف القضاء على شلل الأطفال بشكل نهائي على مستوى العالم خاصة الدول الفقيرة ومنخفضة الدخل، هو هدف في متناول اليد، ولكن تحقيق هذا الهدف يتطلب جهدا جماعيا، ومن أجل عالم خال من شلل الأطفال، لا بد من زيادة الدعم المالي من الجهات المانحة العالمية ودعم ميزانية منظمة العالمية بالذات لمواجهة ودعم هذه الحملة الكبيرة ـ وهو عامل مهم في التقدم الذي تم إحرازه في نيجيريا وأماكن أخرى ـ كما يتعين على حكومات الدول المتضررة أيضا أن تلزم نفسها وبشكل أقوى من أي وقت مضى بالقضاء على المرض ضمن حدودها وإمكاناتها المتاحة.
لقد تغلبت نيجيريا على شلل الأطفال في السابق، وبوسعها أن تفعل ذلك مرة أخرى. دعونا نتحقق من أن كل دولة تعاني تفشي المرض يمكنها وضع حد للمرض إلى الأبد ومساعدتها في هذه الاتجاه.
خاص بـ"الاقتصادية" بروجيكت سنديكت، 2023.