سباق نحو القمة .. عمالقة التكنولوجيا يصعدون الرهان على الذكاء الاصطناعي
يبدو أن أمازون ومايكروسوفت وألفابت، الشركة الأم لجوجل، مستعدة لزيادة إنفاقها الرأسمالي، حيث تعزز أكبر مجموعات الحوسبة السحابية في العالم القدرة على خدمة نمو الذكاء الاصطناعي التوليدي.
زادت مجموعات التكنولوجيا الكبرى، التي تهيمن معا على السوق السحابية العالمية، الاستثمار في البنية التحتية للحوسبة على مدى الأعوام القليلة الماضية.
ارتفع الإنفاق الرأسمالي إلى ما مجموعه 42 مليار دولار في الأشهر الثلاثة حتى سبتمبر، أي أكثر بما يقارب 20 في المائة من الفترة نفسها في 2021. ويمثل هذا الرقم، الذي يشمل النفقات الرأسمالية المبلغ عنها للشركات من ألفابت ومايكروسوفت واستثمارات أمازون على مستوى الأعمال في العقارات والمعدات، ارتفاعا قدره 10 في المائة عن الربع الثاني. ويتوقع محللون أن تتسارع وتيرة الإنفاق المرتبط بالسحابة في العام المقبل.
قال مسؤولون تنفيذيون من هذه الشركات الشهر الماضي: إن أجزاء كبيرة من الإنفاق الرأسمالي تتجه نحو أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تتطلب كميات هائلة من القوة الحاسوبية ومعالجة البيانات. توقع آندي جاسي، الرئيس التنفيذي لأمازون، أن يحقق الذكاء الاصطناعي التوليدي "إيرادات بعشرات المليارات".
يتنافس عمالقة التكنولوجيا الثلاثة على زيادة حصصهم في السوق السحابية -وهذا العمل يقود أرباح أمازون الإجمالية خاصة- ويجب أن يظلوا قادرين على المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي للاحتفاظ بعملائهم. كل منهم يريد كسب عملاء جدد عبر مجموعة من أحدث أدوات وخدمات الذكاء الاصطناعي، واستخدام التكنولوجيا لتعزيز المنتجات الأساسية الأخرى.
قال جيف بيرسون، المدير الإداري في شركة سلالوم للاستشارات التكنولوجية: إنه "يتعين على المتنافسين التنافس على الذكاء الاصطناعي التوليدي وإلا سيفقدون أهميتهم وحصتهم في السوق. كل هذا سيتطلب قدرا هائلا من النفقات الرأسمالية"، للمعدات مثل الخوادم ومراكز البيانات.
يتوقع محللو بنك أوف أمريكا أن ترتفع النفقات الرأسمالية الإجمالية المرتبطة بالسحابة في أمازون وألفابت ومايكروسوفت 22 في المائة في العام المقبل إلى 116 مليار دولار. وقد رفعوا هذا العام توقعاتهم لـ2023 من عدم النمو إلى 14 في المائة. قال بنك أوف أمريكا: إن الاستثمارات المجتمعة للشركات زادت العام الماضي 20 في المائة مقارنة بـ2021 إلى 84 مليار دولار.
قال جاستن بوست، محلل في بنك أوف أمريكا: إن مايكروسوفت تعمل على "تكثيف" الاستثمار بأسرع وتيرة لدعم "الزيادة في أعباء العمل المرتبطة بالذكاء الاصطناعي" ودعم أعمالها السحابية الأوسع.
تتضمن أرقام الاستثمار الربعية لأمازون أصولا لأعمالها في البيع بالتجزئة، التي استثمرت فيها بكثافة خلال الجائحة. وقال محللون: إن انخفاض استثمارات أمازون في الربع الثالث، مقارنة بالعام الماضي، يعكس تراجع الإنفاق على التجارة الإلكترونية. قالت أمازون في أكتوبر: إن نفقاتها الرأسمالية للبيع بالتجزئة ستنخفض هذا العام، بينما سترتفع استثماراتها المرتبطة بالسحابة.
الحاجة إلى كميات هائلة من القدرات الحاسوبية المكلفة لتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي دفعت شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة إلى البحث عن شراكات مع مجموعات التكنولوجيا الكبرى. أخذت مايكروسوفت زمام المبادرة في وقت مبكر ووقعت اتفاقية حصرية مع شركة أوبن أيه آي الناشئة التي تسعى الآن للحصول على تقييم يبلغ 86 مليار دولار. تمنح هذه الشراكة عملاء مايكروسوفت إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا الداعمة لتشات جي بي تي.
أصبحت مايكروسوفت هذا الشهر أول شركة في الصناعة تجعل التكنولوجيا الداعمة لتشات جي بي تي متاحة كميزة أساسية في منتج برمجي مستخدم على نطاق واسع، بإطلاق مساعدها المدعوم بالذكاء الاصطناعي كو بايلوت. وستضيف الترقية زيادة تصل إلى 83 في المائة في فاتورة البرمجية الشهرية للشركات.
قالت مايكروسوفت: إن الطلب المرتبط بالذكاء الاصطناعي عزز نمو السحابة في الربع الأخير تعزيزا غير متوقع. وألفابت وأمازون كانتا أكثر غموضا في تقارير أرباحهما حول تأثير استثمارهما في الذكاء الاصطناعي.
من جهته، قال تشارلز فيتزجيرالد، المستثمر الملائكي (مستثمر المراحل الأولية) والمدير التنفيذي السابق في مايكروسوفت، لا تتمتع أي من الشركات الثلاث "بمزايا فريدة من حيث النفقات الرأسمالية. فجميعها لديها أموال كثيرة في الميزانية العمومية. وكلها ملتزمة بالقيادة في عصر الذكاء الاصطناعي، لذلك ستنفق ما يجب إنفاقه".
حذر المحللون من أن التركيز على تنمية الأعمال كثيفة رأس المال يمكن أن يؤدي إلى تقليص هوامش الربح. قال ستيفان سلوينسكي، المحلل في بنك بي إن بي باريبا: إن المستويات المرتفعة من النفقات الرأسمالية "لن تظهر على الفور" ولكنها قد تكون "رياحا معاكسة" للهوامش بمرور الوقت وتؤثر أيضا على التدفقات النقدية.
من جانبها، قالت ألفابت في أكتوبر: إنها ملتزمة "بإعادة هندسة قاعدة التكاليف" من أجل "إيجاد القدرة" على الاستثمارات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. وقالت مايكروسوفت: إن الهوامش "قد تنخفض" نتيجة للاستثمارات في السحابة واستثمارات الذكاء الاصطناعي.