العمل الإيجابي المقيد «1 من 2»
هل ينبغي أن يتلقى الأفراد معاملة تفضيلية على أساس العرق، أو الطبقة الاجتماعية، أو الجنس، أو الدين، أو أي عامل آخر؟ في يونيو 2023، أجابت المحكمة العليا في الولايات المتحدة على هذا السؤال بالرفض القاطع، حيث ألغت العمل الإيجابي في التعليم العالي. وقد رفع المدعون في هذه القضية، وهم طلاب من أجل القبول العادل، دعوى قضائية ضد جامعة هارفارد وجامعة نورث كارولينا، زاعمين أن سياسات القبول القائمة على الأصل العرقي تميز ضد المتقدمين الأمريكيين من أصل آسيوي.
عندما تشهد الدول أوجه عدم المساواة الراسخة بين المجموعات، فإن أي سياسة قائمة على المجموعة مثل العمل الإيجابي تشكل معضلة. يعد بذل الجهود لمعالجة التمييز التاريخي، مثل العبودية أو التحيز الطبقي، وتعزيز تكافؤ الفرص للمجتمعات المهمشة أمرا حتميا. والأمر نفسه يطبق أيضا على ردود الفعل المعادية لمثل هذه السياسات الرامية إلى إدامة "التمييز العكسي" وحماية المستفيدين منها من قسوة المنافسة.
إن عدم تكافؤ الفرص لا يتعلق بثروة بلد معين. تعد الولايات المتحدة أكثر ثراء من الهند إلى حد كبير، حيث يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي تسعة أضعاف تقريبا من حيث تعادل القوة الشرائية.
وعلاوة على ذلك، فإن 88 في المائة من الطلاب المؤهلين في الولايات المتحدة مسجلون في الكليات والجامعات، مقارنة بنحو 31 في المائة فقط في الهند. ومع ذلك، فقد قام كلا البلدين بتفعيل سياسات العمل الإيجابي.
في الولايات المتحدة، يمكن إرجاع هذه السياسات إلى حركة الحقوق المدنية في ستينيات القرن الـ20، التي سعت إلى تفكيك العنصرية المنهجية والتمييز - وهو إرث قرون من العبودية. كان الهدف من العمل الإيجابي هو معالجة التمييز التاريخي الخطير والعيوب المستمرة التي يواجهها الأمريكيون من أصل إفريقي والنساء والأقليات الأخرى.
فقد كان إدراج العرق عاملا في القبول بالجامعات دائما مثيرا للجدل. ومع ذلك، تم اعتباره دستوريا بشكل متكرر ـ أولا، في قضية حكام جامعة كاليفورنيا ضد باكي عام 1978 "رغم أن المحكمة العليا رفضت نظام الحصص الصارمة"، وأيضا في قضايا لاحقة، مثل قضية جروتر ضد بولينجر في 2003. وعلى هذا فإن القرار الذي أصدرته المحكمة العليا في الولايات المتحدة في يونيو الماضي كان إلغاء لسابقة قديمة العهد.
مع ذلك، يظل أحد جوانب القبول في الجامعات الأمريكية دون تغيير: ميزة الإرث. أظهرت دراسة حديثة أن الأطفال الذين ينتمون إلى عائلات تنتمي إلى الشريحة الأعلى دخلا هم أكثر عرضة بمقدار الضعف للالتحاق بكليات عالية الانتقائية "إحدى جامعات رابطة آيفي "جامعات النخبة"، وجامعة ستانفورد، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة ديوك، وجامعة شيكاغو" مقارنة بأولئك الذين ينتمون إلى عائلات الطبقة المتوسطة مع درجات مماثلة في اختبار "سات/أكت" لولوج الجامعات.
إن الالتحاق بإحدى هذه الجامعات، بدلا من جامعة عامة انتقائية للغاية، يضاعف تقريبا فرص الطلاب في الالتحاق بكلية الدراسات العليا ويضاعف ثلاث مرات فرصهم في العمل في شركة مرموقة ... يتبع.
خاص بـ «الاقتصادية» بروجيكت سنديكيت، 2023.