الثقافة السعودية تحط رحالها في باريس .. تبادل حضاري وتعزيز حضور المبدعين
أطلقت هيئة الأدب والنشر والترجمة، "معرض الثقافة السعودية" في مدينة باريس، الذي يستمر على مدى أسبوعين من الفترة 28 أكتوبر إلى 10 نوفمبر المقبل، بمشاركة هيئات وكيانات ثقافية تابعة لوزارة الثقافة، ومتضمنا مجموعة من الفعاليات والأنشطة التي تمثل الثقافة السعودية بمكوناتها المختلفة، في سبيل ترسيخ التبادل الحضاري، وتجسير الأفكار، إلى جانب تعزيز حضور المبدعين السعوديين في المحافل الثقافية المحلية والعالمية.
وتهدف المشاركة السعودية إلى تسليط الضوء على أهم المجالات الإبداعية السعودية المتميزة، وتسويقها عالميا، وذلك في إطار حرص وزارة الثقافة على تأكيد التبادل الثقافي الدولي، بوصفه أحد أهدافها الاستراتيجية ضمن رؤية السعودية 2030، حيث أعدت هيئة الأدب والنشر والترجمة التابعة لوزارة الثقافة برنامجا حافلا بالمشاركة مع هيئة التراث، وهيئة المكتبات، وهيئة الموسيقى، وهيئة فنون الطهي، وهيئة فنون العمارة والتصميم، وهيئة الأزياء، وهيئة الأفلام، إضافة إلى مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي.
ويشهد الأسبوع الأول من المعرض إقامة أربع ندوات حوارية حول الرواية السعودية وصورة الآخر، وشخصيات الرواية في الأدب السعودي والفرنسي، ومستقبل صناعة الأزياء المحلية، وأمسيتين شعريتين، بالإضافة إلى عرض سبعة أفلام قصيرة من مسابقة ضوء لدعم الأفلام.
فيما سيشهد الأسبوع الثاني إقامة ثماني ندوات، وثلاث أمسيات شعرية، وعرض خمسة أفلام قصيرة إلى جانب عرض الفيلم الوثائقي "طروق" الذي أنتجته هيئة الموسيقى وهيئة المسرح والفنون الأدائية، وجلسة حوارية عن ميثاق الملك سلمان العمراني، وثلاثة عروض حول الحرف اليدوية بوجهها الجديد، واللغة العامية للعمارة، إضافة إلى بناء القدرات والتقنيات في التراث، واستخدام التكنولوجيا لبناء القدرات في مجال التراث.
وستقيم دار أسولين الفرنسية حفلا لتدشين كتاب "مكة: مدينة الإسلام المقدسة"، وهو من تأليف المؤرخ والجغرافي بجامعة أم القرى، الدكتور معراج بن نواب مرزا، فيما الصور التي تزينه من تجميع المصور الفرنسي المشهور لعزيز هاماني، أما الكتاب الثاني، فيحمل اسم "المدينة: مدينة النبي"، من تأليف المؤرخ والباحث المتخصص في تاريخ المدينة المنورة الدكتور تنيضب الفايدي، والصور ملتقطة بعدسة المصور السعودي أمين قيصران، فضلا عن متحف مصغر للشعر العربي 2023 بالشراكة مع أكاديمية الشعر.
وتضم تجربة الزائر تعريفا بمبادرة "ترجم"، ومؤتمر الفلسفة، ومهرجان الكتاب والقراء، ومعرضا فوتوغرافيا خاصا بالباحث والفوتوغرافي الفرنسي تيري موجيه، يشمل عرضا لأبرز أعماله في منطقة الجنوب السعودي وكتبه المصورة، وجناحا خاصا لمخطوطات نادرة، ومستنسخات أثرية، وعرضا لعدد من الأزياء المحلية، لتعزيز التبادل الثقافي بين المجتمعين السعودي والفرنسي، وعكس صورة المملكة بوصفها وجهة ثقافية متنوعة ومبتكرة.
وتسعى المنظومة الثقافية، من خلال هذه المشاركة، إلى إبراز ما تتميز به الثقافة السعودية بجميع مكوناتها من تفرد وإبداع متأصل في تاريخها الممتد لمئات الأعوام، وذلك من خلال تقديم ندوات حوارية حول الأدب السعودي، وجهود الترجمة بين البلدين، والتلاقح الثقافي الموسيقي، وحفظ إرث فنون الطهي عبر الكتب المتخصصة، والتعريف بمواقع التراث العالمي في المملكة، بمشاركة عدد من الأدباء والروائيين السعوديين.