متى أصبحت التجاعيد شبحا يطارد صغار السن؟

متى أصبحت التجاعيد شبحا يطارد صغار السن؟

كانت سارة جارتي في الطفولة، وكانت أمهاتنا صديقات مقربات. كانتا ظريفتان ومنفتحتان وجميلتان، لكنهن ترفضان الأمر عندما يخبرهما أي شخص بذلك.
في بعض الأحيان، مع تقدمهما بالعمر، تشدان وجهيهما للخلف نحو الأذنين، أو ترفعان الجلد المترهل الذي يغطي جفنيهما. وتقولان، "قد أستفيد من قليل من (...)" ثم تشدان وجهيهما، لكنهما لم تخضعا لأي قطع أو شد أو تعبئة. تبلغان الآن 74 و86 من العمر. لا تبدوان شابتان بالتحديد، لكنهما لا تزالان جميلتان بالتأكيد، وفقا لابنتيهما على الأقل.
أضحت عائلتانا كعائلة واحدة، وأصبحت سارة ممرضة ممارسة. بعد 20 عاما من مداواة المرضى، في عيادات فيروس نقص المناعة البشرية ومنظمة بلاند بارينتهودز، تحولت إلى ما يسمى بالطب التجميلي. البوتكس والفيلر والليزر. أصبح عملها العمل الذي لم تفعله أمهاتنا قط، لكنه ليس حميدا بالقدر نفسه بالتأكيد. لكن لسبب ما، لقد أعجبت بذلك. اتصلت بها أخيرا، لأنني لاحظت أن أقراني يبدون خائفين بشكل مرضي من التجاعيد، وسألتها أخيرا عن سبب تغييرها عملها.
قالت، "لم أشعر أبدا أن هذا المسار المهني هو ما يناسبني". لكنها لاحظت خلال أعوام عملها في التمريض، سواء كان مرضاها ربات منزل انقطع عنهن الطمث، أو مراهقات حوامل، أو متعاطي مخدرات، فقد كان أكثر ما اهتموا به هو كيف سيؤثر العلاج في مظهرهم. "كنت أعمل على خفض المستويات الفيروسية لديهم، بينما كانوا قلقين بشأن بشراتهم"، كما أخبرتني. "فأدركت أن الرعاية الصحية للنساء مرتبطة ارتباطا وثيقا بمظاهرنا".
سأخبركم الآن بما تعرفونه بالفعل: كانت النساء تخضعن لمعايير المثالية منذ وجدنا في هذه الحياة على الأرجح. جمعينا، مهما كان جنسنا، نتعامل مع التقدم في العمر في مرحلة ما. إنه خوف وجودي، لكن شيئا ما يبدو مختلفا الآن، فهو يحدث في وقت أبكر.
تبين البيانات ذلك: وفقا للجمعية الأمريكية لجراحي التجميل، أفاد معظم جراحي التجميل بزيادة الطلب منذ 2019، وشهد 30 في المائة منهم تضاعف العمل. لنسميه تأثير تطبيق زووم، لأن معدل الإجراءات التجميلية نما بسرعة خاصة في الوجه والرقبة منذ كوفيد: زادت الحقن مثل البوتكس 73 في المائة، وزراعة الخد 150 في المائة، وارتفعت جراحات الجفون. وهذا الارتفاع مدفوع من النساء تحت سن 45 عاما.
لقد شعرت بذلك أيضا. فروتين عنايتنا بالوجه أكثر تعقيدا من الرجال ويبدأ منذ سن صغيرة. لاحظت أخيرا أن خوارزمية تطبيق تيك توك عندي تحولت نحو العناية بالبشرة تحولا قويا، وأمسى روتين عنايتي الليلية دون قصد أداء مدته 20 دقيقة يتضمن الأمصال (السيروم) والزيوت وحجر الجواشا. (سكبت نصف المنتجات بهلع لتصبح بشرتي بحال جيدة). تخضع الفتيات للبوتكس الوقائي بعمر مبكرة تبدأ من 13 عاما. واكتشفت أن كثيرا من صديقاتي أيضا يقمن بعمل البوتكس الدقيق. أصبح سرا مكشوفا، مثل الإجهاض في السبعينيات وحبوب الحمية في التسعينيات.
اتصلت بجراح تجميلي في مدينة بيفيرلي هيلز، د.جوناثان سكايز، لأسأله عن السبب. قلت إنني أفترض أن النساء دائما ما يأتون إليه لأن وجوههن تغيرت مع التقدم في العمر – زيادة عمق التجويف العيني وترقق الوسادات الدهنية وفقدان الكولاجين – ولا يردن إلا إجراء صغيرا.
قال، "أجل، وذلك السلوك يعد صحيا نسبيا. فهو يشير إلى أنهن يعتقدن أنهن جميلات، ويردن أن يبدين مثل مفهومهن عن أنفسهن. إذا حدث ذلك في عمر 55 عاما، فلا بأس به. لكني أرى من هن في سن 30 عاما يحاولن إعادة الزمن إلى الوراء. عندما تكون في عمر 30، لا تريد أن تبدو كأن عمرك 15 أو 17، لأن شكلك سيكون مضحكا".
أكثر ما يثير قلق سكايز هو عندما يريد شخص ما أن يبدو كشخص آخر "يطلب كثير من الأشخاص إجراء أعين القطة" أو عندما يريدون مظهرا شابا في وقت مبكر للغاية. وذلك يحدث أكثر بكثير. يقول إن النساء يأتين إليه لمحاولة إزالة ثنيات طبيعية في الجلد، ليست حتى تجاعيد.
قال بحزم: "لا شيء يجعل الشخص يبدو بمظهر غير طبيعي إلا محاولة الظهور بمظهر صغير للغاية".
تبادلت الأفكار أنا وصديقاتي عن سبب خشيتنا أكثر من التقدم في العمر الآن.
قبل ظهور تطبيق إنستجرام، كانت عوالمنا الاجتماعية تتقدم في العمر معنا، لكن اليوم نتصفح ونرى وجوها شابة طوال اليوم. نقوم بمكالمات فيس تايم ونأخذ صور سيلفي ونستخدم فلاتر الصور ونحكم على الناس، وعلى أنفسنا أكثر. تعتقد سارة أنه لأننا نعيش فترة أطول ونحسن من صحتنا، فنحن نشعر أننا أصغر مما نبدو لوقت أطول. كما توجد نماذج لأشخاص يبدون أصغر سنا، فالمغنية جينيفر لوبيز عمرها 54 لكنها تبدو بعمر 30.
سألت سكايز إن كانت لديه نصيحة. فتنهد وقال: "تعلمي أن تكوني سعيدة كما أنت، وقومي بتغييرات طفيفة، بدلا من أن تعتقدي أن هذه التغييرات ستغير عالمك. فهذه الأمور نادرا ما تغير عالم الأشخاص".
أنهيت مكالمتي مع سارة ونحن نتحدث عن أمهاتنا. وقالت إن عملاءها الأصغر سنا عادة ما يحضرون صورا لأمهاتهم ليوضحوا كيف "لا يريدون" أن يبدون. وتؤكد أن أمهاتهم جميلات. أخبرتها أنني أحب وجه أمي. لديها بشرة أرمينية دافئة، وخطوط عميقة. تعكس حياة من الضحك والقلق بشأن العالم وأطفالها. لا أريد ألا أبدو مثلها، ولا أن أهرب من عمري، ولا أكره تجاعيدي. فكم هي مثيرة رؤية حياة الشخص في وجهه.
نحن نضحك. لأنه من السهل قول إنني إذا وعندما أشعر بالأحراج من تقدمي بالعمر، فأنا أعرف فتاة تدير عيادة.

الأكثر قراءة