«سينيميد» .. منصة انطلاق للمواهب السينمائية في دول المتوسط

«سينيميد» .. منصة انطلاق للمواهب السينمائية في دول المتوسط

يشكل مهرجان "سينيميد" للسينما المتوسطية، الذي اختتم دورته الـ45 في مدينة مونبيلييه في جنوب فرنسا أمس، أحيانا بوتقة للمواهب الشابة التي تخطو خطواتها الأولى في هذا الحدث قبل أن تنطلق نحو النجومية في المجال.
ومن بين الأفلام التسعة المتنافسة للفوز بجائزة "أنتيجون الذهبية" لأفضل فيلم روائي طويل، إنتاجات تونسية، مغربية، إسرائيلية، فرنسية، وإيطالية، قدم أربعة منها في الأعوام الأخيرة في إطار "منحة المساعدة على التنمية" المقدمة من المهرجان. وأتاحت هذه المنحة دعم 109 مشاريع سينمائية، 50 منها رأت النور في مختلف دول المتوسط. ويقول كريستوف لوبارك مدير مهرجان "سينيميد"، "لم يكن تولي دور الوساطة وتشجيع بروز الأفلام من مسؤولية المهرجانات في الأساس". ويضيف "أدركنا أن المهم هو أن أصحاب مشاريع الأفلام التي لم تكتمل بالضرورة يجب أن يحصلوا على المال للتمكن من مواصلة الكتابة وإكمال السيناريو".
في بدايات مسيرته، قدم المخرج السينمائي روبير جيديجيان المتحدر من مرسيليا، مشروع فيلمه الأول للحصول على منحة في المهرجان المتوسطي في مونبيلييه، قبل أن يتم استقباله ضيف شرف خلال الدورة الـ40 في 2018، على ما يؤكد لوبارك أيضا. وهذه الحال أيضا بالنسبة للإسبانية كارلا سيمون التي جاءت 2015 لتقديم مشروعها السينمائي الأول. وتستذكر سيمون "لقد كان مهرجان سينيميد من أول الأماكن التي وثق فيها الناس بي"، رغم أنها لم تحصل على منحة في ذلك الوقت.
وعادت هذا العام إلى مونبيلييه شخصية بارزة في "الموجة الكاتالونية الجديدة"، وتوجت بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين 2022 عن فيلمها الثاني "ألكاراس". وفي 2019، حصل المخرج الفرنسي كريم بن صالح على منحة لفيلمه الروائي الأول Six pieds sur terre.
وقال ابن صالح أمام صالة مكتظة بالحضور أثناء عرض فيلمه ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان "سينيميد" السينمائي المتوسطي "العودة إلى هذا المهرجان الذي انطلقت منه لها نكهة خاصة".
وأضاف "كانت هذه المنحة حاسمة لأنها سمحت لي بالعمل على السيناريو، لكن أيضا برصد الممثلين وإيجادهم"، من روبية (شمال فرنسا) إلى نيس (جنوبا).
والأفلام الثلاثة الأخرى الحائزة سابقا منحا والمشاركة في المنافسة على جائزة أنتيجون الذهبية مساء السبت هي "إكسكورشن" للبوسنية أونا جونياك، و"آنا" للإيطالي ماركو أمينتا، وBackstage للمغربي خليل بنكيران والتونسية عفاف بن محمود.
ويستعرض مؤلفو 14 مشروعا سينمائيا طويلا غير مكتمل، أعمالهم واحدا تلو الآخر أمام لجنة تحكيم قاسية أحيانا في قاعة اجتماعات بأحد الفنادق القريبة من المهرجان.
وأمام كل منهم نصف ساعة لإقناع المهنيين الأربعة، من منتجين أو موزعين، بفائدة تقديم يد المساعدة لهم. كما أن المخرجة اللبنانية كاتيا صالح ومنتجتها نادين نعوس، كان لديهما شعور بـ"الرهبة" خلال الحوار الشفهي مع اللجنة، بحسب قولهما خلال عرض مشروعهما أمام لجنة المنح.
ومن شأن مبلغ الـ4000 يورو الذي حصلتا عليه مع ذلك أن يسمح لهما بإكمال سيناريو وحوارات فيلم الكوميديا السوداء La Mort ne m'aura pas vivant.

الأكثر قراءة