رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


المبادرات البيئية ومحاربة الفقر «2 من 3»

يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم المشكلات المجتمعية الأخرى التي تؤثر في الفتيات والنساء، مثل العنف القائم على النوع الاجتماعي، ونظرا لأن النساء يقمن بمعظم الأعمال المنزلية وأعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر، فإنهن يواجهن تحديات واضحة عندما تقع الكوارث، وهذا ما كانت عليه الحال في أوغندا، التي واجهت في الآونة الأخيرة كوارث شديدة مرتبطة بالمناخ مثل الفيضانات في شرق وجنوب غرب البلاد وفترات الجفاف المطولة في الشمال، وبما أن عددا قليلا من النساء حصلن على تدريب في مجال التخفيف من آثار الكوارث، فإن معدلات وفاتهن أعلى من الرجال في مثل هذه الظروف.
رغم كل هذا، عادة ما يتم تهميش النساء والمجموعات الضعيفة الأخرى في المناقشات المتعلقة بالسياسة المناخية. لقد أظهر مؤتمر المناخ للشباب الإفريقي الأخير الذي عقد في اليوم السابق لبدء قمة المناخ الإفريقية في نيروبي، مدى خطورة هذه المشكلة.
في هذه الفعالية، ناقش الشباب الذين يمثلون مختلف الدول الإفريقية التحديات المتعلقة بالمناخ، التي لديهم خبرة مباشرة بشأنها، حيث تبادلوا القصص الشخصية وتواصلوا مع القادة والأقران، ومع انعقاد قمة المناخ الإفريقية، واصل عديد من المنظمات التي يقودها الشباب عمله، حيث عقدت جولات مناخية وفعاليات جانبية ومؤتمرات صحافية من أجل تسليط الضوء بشكل أكبر على القضايا التي تؤثر فيهم وفي مجتمعاتهم مباشرة، لكن تم استبعادهم من مناقشات القادة.
لقد لاحظ هؤلاء الشباب بما في ذلك أحد كتاب هذا المقال، بدهشة أن أغلب القادة والمنظمات الدولية كانوا يركزون بشكل أساسي على أسواق الكربون، لكنهم لم يعيروا أي اهتمام يذكر للقضايا الملحة مثل زيادة التلوث البلاستيكي في إفريقيا، كما شعروا بالانزعاج كذلك من الالتزامات الضبابية بتخصيص الموارد من أجل تدابير المرونة والتكيف، ومن الوعود الغامضة بمساعدة الدول على التعامل مع الخسائر والأضرار الناجمة عن الكوارث المرتبطة بالمناخ.
إن من المفترض أن تكون قمة المناخ الإفريقية بمنزلة منصة للشعب الإفريقي خاصة الشباب لتبادل واقتراح الحلول المحلية، بدلا من أن تكون فرصة للمسؤولين عن التلوث من أجل الترويج لاستراتيجيات تؤدي إلى إطالة أمد الأزمة. إن إفريقيا ليست مكانا لإلقاء المخلفات، فهي قارة غنية بالمفكرين المبدعين والحلول القابلة للتطبيق. إن حلول المناخ الإفريقية هي حلول عالمية، حيث تستحق أفكار الأفارقة الاهتمام والدعم الحقيقي.
إن الحلول التي تتم صياغتها دون إشراك المتضررين مباشرة ستكون دائما غير كافية، والعواقب المترتبة على ترك البعض خلف الركب يمكن أن تتجاوز تأثيراتها المجموعة المعنية. لو نظرنا إلى الزراعة لوجدنا أنه رغم أن النساء يلعبن دورا مركزيا في هذا القطاع، إلا أنهن عادة ما يفتقرن إلى القدرة نفسها على الوصول إلى الموارد الزراعية والخدمات وهيئات صنع القرار الرسمية، مقارنة بالنظراء من الرجال.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي