ما الإنجاز الذي سيحققه مؤتمر الأطراف الـ28؟ «1من 2»
اقترب موسم مؤتمر الأطراف. ومن منظور المهتمين الواعين بقضية المناخ، يعد المؤتمر السنوي لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ UNFCCC من الأحداث الثابتة في تقويم آخر العام وفرصة لتقييم أهدافنا، واحتياجاتنا، وإنجازاتنا. في كل عام، نمضي أسبوعين منشغلين بحدث يدور بعيدا، على أمل أن يحرز المفاوضون تقدما حقيقيا نحو تخفيف التهديد الذي يفرضه تغير المناخ. لكن لكيلا يخرج ما ننتظره من مؤتمر الأطراف الـ28 عن حدود الواقع، يتعين علينا أن نفهم ماذا يستطيع مؤتمر الأطراف أن يفعل، وماذا يخرج عن نطاق استطاعته.
نحن نعمل بثبات على إزالة قضايانا الاقتصادية. وفي غضون عشرة أعوام ستصبح طاقة الرياح والطاقة الشمسية المصدرين الرئيسين للكهرباء، ومن المرجح أن تتجاوز مبيعات المركبات الكهربائية نظيراتها من المركبات التي تعمل بمحرك احتراق داخلي. رغم أن هذا الموعد قد يكون متأخرا إلى الحد الذي يجعل من غير الممكن الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية بما لا يتجاوز درجتين مئويتين، علاوة على 1.5 درجة مئوية، فوق مستويات ما قبل الصناعة، فإنه أقرب مما كنا لنتوقع قبل فترة وجيزة.
لكن قدرا ضئيلا من هذا التقدم من الممكن أن يعزى مباشرة إلى مؤتمرات الأطراف، بما في ذلك مؤتمر الأطراف الـ21 في 2015، الذي انبثق عنه اتفاق باريس للمناخ. الواقع أن اتفاق باريس لم يتناول خاصة أي شيء محدد بشأن المركبات الكهربائية أو طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية. بل إن شركة تسلا هي المسؤولة عن نمو مبيعات المركبات الكهربائية، فكان النجاح التجاري الذي حققه الطراز S الذي تنتجه الشركة سببا في دفع غيرها من شركات صناعة السيارات الراقية إلى تطوير منتجات منافسة بدأت تظهر الآن لأول مرة.
ترى هل توجد أي علاقة ارتباط بين مؤتمرات الأطراف ونجاح شركة تسلا؟ لو وجدت أي علاقة بين الأمرين فهي غير مباشرة. خلال مراحل نموها المبكرة، استفادت "تسلا" بدرجة كبيرة من ضوابط متوسط الاقتصاد في استخدام الوقود المفروضة على الشركات في الولايات المتحدة.
ترجع ضوابط الاقتصاد في استخدام الوقود إلى 1975، قبل 20 عاما من انعقاد أول مؤتمرات الأطراف. لكنها ازدادت إحكاما بمرور الوقت، وهي العملية التي ربما توضح جزئيا الوعي المتزايد، الذي عززته مؤتمرات الأطراف، بالتحدي الذي يفرضه تغير المناخ. على نحو مماثل، ربما شجعت مؤتمرات الأطراف إعانات الدعم، في كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، التي استفادت منها شركة تسلا في وقت أقرب إلى الزمن الحاضر، بعد أن أصبحت بالفعل قوة رئيسة في صناعة السيارات.
أما عن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، فقد تسبب الانخفاض الحاد الذي طرأ على التكاليف في دفع النمو الهائل الذي حققتاه. فخلال الفترة من 2009 إلى 2019، انخفضت تكلفة الطاقة الشمسية من 0.36 من الدولار لكل كيلواط/ساعة إلى 0.03 من الدولار.
يعزى هذا الانخفاض الشديد إلى عاملين رئيسين: اقتصادات الحجم الكبير التي خفضت تكاليف إنتاج كل رقاقة سيليكون، والتعلم بالممارسة الذي أدى إلى عمليات تصنيع أكثر كفاءة وبالتالي أقل تكلفة.
خاص بـ «الاقتصادية» بروجيكت سنديكيت، 2023.