العمل الهجين "مغيرا للأمور" بعد إجازة الأمومة
ربما كان أحد أكبر التغييرات في إجازة الأبوة في الأعوام الأخيرة تتعلق بالآباء – وبالتالي شركائهم. فقد أصبحت إجازة الأبوة الممتدة – ومدفوعة الأجر – محط اهتمام كبار أصحاب العمل، مثل مورجان ستانلي، البنك، وشركة المحاماة ألين أند أوفري، من بين آخرين. يمكن للآباء التواصل مع أطفالهم وتخفيف الضغط عن الأمهات، ويرى البعض أن إجازة الأبوة يمكن أن تقلل من التمييز بين الجنسين في مكان العمل.
وبالنسبة للأمهات الجدد، فقد حدثت تغييرات. مزيد من أصحاب العمل يقدمون تدريب العودة إلى العمل، مثل شركة أفيفا، شركة التأمين – أو برامج التوفيق، كما هي الحال في شركة لينكلترز للمحاماة.
لكن ربما يكون التغيير الأكثر عمقا بالنسبة للأمهات الجدد قد حدث نتيجة لتغير أنماط العمل، خاصة العمل الهجين الذي يقسم وقت العمل بين المنزل والمكتب. ومن الممكن أن تؤثر هذه المرونة في إجازة الأمومة، وتسهل عملية العودة إلى العمل.
اندهشت ستايسي كين، الشريكة في شركة المحاماة بينسنت ماسونز في لندن، من الفارق بين العودة من إجازتها بعد طفلها الثاني، الذي يبلغ الآن ثلاثة أعوام، والأول الذي يبلغ من العمر ستة أعوام.
في المرة الأولى، كان لديها يوم واحد في الأسبوع للعمل من المنزل مكتوبا في عقدها. أما هذه المرة، فيعد العمل الهجين أمرا متوقعا، وهي تقضي نصف أسبوع عملها في المكتب. تستنج: "هناك قدر أكبر من المرونة".
لكن سيكون من الخطأ عد إجازة الأمومة وحقوقها أمرا مفروغا منه. لا يزال التمييز في مجال الأمومة سائدا. تقول لورين فابيانسكي، رئيسة الحملات والاتصالات في منظمة بريجنانت ذين سكرود، إن النساء يتواصلن بانتظام مع مجموعة المناصرة ليقلن إن "أصحاب العمل لا يحترمون إجازة الأمومة... أو النساء الحوامل". حتى أن بعضهن يتحدثن عن تلميحات المديرين بضرورة إجراء عملية إجهاض.
إحدى الشكاوى المتكررة للمجموعة أن ترتيبات العمل تتغير بشكل غير متوقع عندما تعود النساء من إجازة الأمومة، مع إصرار بعض المديرين على العمل بدوام كامل في المكتب.
فقد روت إحدى النساء أنها أجبرت على القدوم إلى المكتب، حيث كانت تعمل عبر الإنترنت على أي حال. وتقول: "شعرت وكأنهم لا يريدون عودتي" – وفي النهاية تركت العمل.
لكن لدى نساء أخريات تجارب أكثر إيجابية، حيث تحدثنا إلى ثلاثة منهن حول عودتهن إلى العمل بعد إجازة الأمومة، وما يعتقدن أنه ناجح.
جايد إيفا
عادت إيفا هذا العام من إجازة أمومة مدتها ستة أشهر، وأخذ زوجها، سائق شاحنة، إجازة أبوة مشتركة لمدة ستة أشهر.
تقول إيفا: "كان من المهم بالنسبة لي أن يتحمل زوجي مسؤولية رعاية طفلنا. لقد أدرك مدى صعوبة الأمر. تقول صديقاتي إن شركاءهن لا يفهمون ذلك". كانت إجازة الأبوة التي أخذها فرصة للابنة والأب للتواصل إضافة إلى توفير رسوم الحضانة.
لقد ساعد العمل الهجين إيفا رئيسة مشاريع المشاركة في شركة الخدمات المهنية ديلويت في المملكة المتحدة، على الانتقال من الإجازة إلى العمل.
الأيام التي قضتها في المنزل مكنتها من الاستمرار في الرضاعة الطبيعية – حيث يمكنها شفط الحليب وتخزينه عندما تكون في المكتب.
كان الوقت الأقل للتنقل يعني قضاء مزيد من الوقت مع زوجها وابنتها. إذا قضت ليلة سيئة مع الطفل، كانت تعلم أنه يمكنها تعديل أوقات يوم عملها.
وفي الوقت نفسه، تقول إن الأيام التي أمضتها في المكتب ساعدت على تعزيز الروابط مع الزملاء والتركيز فقط على العلاقات الشخصية وعلاقاتها في العمل.
ساعد مدرب على العودة إلى العمل من شركة ديلويت، وتقول: "كانت بعض النصائح تتعلق بالصراحة – لا تخفي دائما أنكي ربما لم تنامي جيدا".
كريستين كارمايكل
بعد فترة حمل صعبة أعقبتها مضاعفات طبية، بدأت كارمايكل، المتخصصة في أمن المنصات المشتركة في شركة التأمين أفيفا، إجازة الأمومة مبكرا. وتقول: "لقد تجاوز مديري توقعاتي. كان دائما يهاتفني للتأكد من أنني بخير". وبعد الولادة، كان يطمئن على صحة أسرتها: "شعرت بالتقدير".
كارمايكل، في الصورة أعلاه مع بيكل، "كلب مدرب خصيصا لمساعدة الأشخاص الصم أو ضعاف السمع"، تعاني الصمم الشديد وقد انضمت إلى مجتمع مقدمي الرعاية في العمل، والتقت بزملاء آخرين يعانون ضعف السمع ولديهم أطفال صغار. تقول: "نمر جميعنا بالمسيرة نفسها، ونحاول أن نتعلم".
وتوضح كارمايكل أن العودة إلى العمل في العام الماضي كانت صعبة، لأنها كانت تكتشف هويتها الجديدة كأم عاملة، مضيفة: "لم أكن أعرف أين أقف. عليك أن تعرف أين تنتهي هويتي كأم وتبدأ هويتي كموظفة، إنها عملية توازن... والدعم الذي قدمه المدير والعاملون بدوام جزئي في المكتب ساعد على تحقيق هذا التحول".
لوري أوليفنت
عادت أوليفنت، وهي زميلة كبيرة في ممارسة التوظيف والحوافز في شركة لينكليترز للمحاماة، إلى العمل من إجازة الأمومة الأولى لها عندما كان معظم الناس يعملون من المنزل بسبب كوفيد. وتتذكر: "كان الجلوس وسط ألعاب الأطفال مزعجا، والانتقال فجأة من الأمومة إلى العمل. كان التكيف مع هذه العقلية أمرا صعبا للغاية عندما لا تغادر المنزل".
لكن العودة إلى المكتب لجزء من الأسبوع، قبل ثلاثة أشهر، بعد إجازتها الثانية "غير الأمور"، كما تقول. وتضيف: "يمكن أن يتغير كثير – فقضاء بعض الوقت في المكتب أحدث فرقا". كما فضلت قضاء "وقت البقاء على اتصال" شخصيا.
تعيش وزوجها بعيدا عن أقاربهما والدعم الفوري الذي قد يقدمونه. تقول: "لا أحد من عائلتنا هنا. لولا العمل الهجين، لا أعرف كيف كنت سأفعل ذلك".
كما أخذ زوجها إجازة أبوة، وكانت التحديات المشتركة بينهما في العودة إلى العمل مهمة: "بالنسبة له، فإن تقدير ذلك أمر جيد للغاية لديناميكية الأسرة".
إنها تقدر برنامج أصدقاء لينكليترز، الذي يوفق الموظفين الذين يذهبون في إجازة أبوة. "في الحالين، كان هناك أشخاص لم أعمل معهم من قبل. لقد أصبحت فجأة مرتبطة بشيء شخصي".
إحدى الامتيازات التي ساعدت فترة "أيام التكيف" لتسهيل الانتقال من الإجازة العائلية إلى العمل، وتقول: "إذا شعرت أنك حصلت على الدعم في واحد من أصعب الجوانب في حياتك المهنية، فهذا جيد بالنسبة إلى معدل احتفاظك بالموظفين".